يساهم الكشف المبكر عن سرطان القولون في زيادة معدلات الشفاء لدى المريض. ويتوافر في وقتنا الحالي عدد من الاختبارات التي تتيح إمكانية الكشف عن سرطان القولون في المنزل بسهولة ودون الحاجة لأخذ عينات دم من المريض. [1]
فما هي أنواع فحص سرطان القولون في المنزل؟ وهل هي دقيقة؟ وهل يمكن أن تكون بديلًا لتنظير القولون؟ كل ذلك وأكثر نجيب عنه في المقال التالي.
محتويات المقال
قد لا يفضل بعض الأفراد إجراء تنظير القولون، وقد يعتبرها البعض عملية معقدة، ويعود ذلك لعدة أسباب، بما فيها: [1،2]
- الحاجة لأخذ يوم إجازة من العمل والذهاب إلى المستشفى أو عيادة الطبيب.
- تكلفة إجراء التنظير التي يمكن أن تكون مرتفعة نسبيًا.
- التحضير المسبق للتنظير، والذي يتطلب إفراغ محتويات الأمعاء من خلال شرب محلول تنظيف القولون في الليلة السابقة للإجراء، وهذا ما يمكن أن يتسبب بعدم قدرة الفرد على النوم جيدًا بسبب ذهابه إلى الحمام بشكل متكرر.
- استمرار تأثيرات التخدير بعد إجراء التنظير، والتي يمكن أن تعيق من قدرة الفرد على ممارسة نشاطاته اليومية المعتادة لبضع ساعات.
- تسبب التنظير ببعض الآثار الجانبية غير المريحة.
ولهذا، قد يلجأ هؤلاء الأفراد لاستخدام أحد أنواع فحص سرطان القولون المنزلي والتي يمكن أن تكون بديلًا مناسبًا يوفر عليهم الوقت والمال، ولا يتسبب بأية آثار جانبية لديهم. [1،2]
وفيما يلي نذكر كل ما يخص فحص سرطان القولون في المنزل:
ما هو فحص سرطان القولون المنزلي؟
يقدم فحص سرطان القولون المنزلي مجموعة من الأدوات التي تتوافر في صندوق واحد والتي يتم استخدامها من أجل جمع عينات من براز الفرد ومن ثم القيام بفحصها مباشرة داخل المنزل، والكشف عن أية مؤشرات يمكن أن تدل على إصابة الفرد بسرطان القولون. [3،4]
لكن، قد تتطلب بعض أنواع فحص سرطان القولون في المنزل إعادة إرسال عينات البراز إلى المختبر من أجل فحصها، حيث يستغرق الحصول على نتائج العينة مدة قد تصل إلى أسبوعين. [3،4]
ما أنواع فحص سرطان القولون في المنزل؟
هناك عدة أنواع من الاختبارت التي يمكن استخدامها من أجل فحص سرطان القولون في البيت، وهي ما يلي:
- فحص البراز الكيميائي المناعي
يعد فحص البراز الكيميائي المناعي (بالإنجليزية: Fecal Immunochemical Test Checks) أحد الخيارات الشائعة لفحص سرطان القولون في المنزل في العديد من مناطق العالم، وهو أحد الفحوصات الموافق على استخدامها من قبل مؤسسة الغذاء والدواء. [2]
يتضمن اختبار البراز الكيميائي المناعي تحليل عينة من البراز يقوم الفرد بجمعها في منزله الخاص، حيث يستخدم هذا الفحص الأجسام المضادة للتحقق من وجود الدم في البراز، وهو ما يدل على وجود نزيف داخل الجهاز الهضمي، والذي يمكن أن يعتبر كأحد العلامات المبكرة لسرطان القولون. [1،2]
اقرأ أيضًا: أعراض سرطان القولون في بدايته وعلامات انتشاره
تتطلب بعض الأسماء التجارية لهذا الفحص إعادة إرسال عينة البراز إلى المختبر، في حين أن بعضها الآخر لا يتطلب ذلك، وسيقوم بإعطاء الفرد نتيجته في غضون عدة دقائق. [1،3]
لكن، يجب الانتباه إلى أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على دقة هذا النوع من فحوصات سرطان القولون المنزلية، فمن المهم التأكد من عدم معاناة المريض من البواسير أو التشققات الشرجية، كما يمكن أن يؤثر استخدامه في فترة الحيض لدى النساء على دقة النتائج. [2]
عادة ما يحتاج الشخص إلى تكرار فحص البراز الكيميائي المناعي كل عام إلى عامين، اعتمادًا على توصيات الطبيب. [1،2]
- فحص الغواياك لتحري الدم الخفي في البراز
يعد هذا النوع من أنواع فحص سرطان القولون في المنزل بديلًا لفحص البراز الكيميائي المناعي، حيث يتم خلاله أيضًا تحليل عينة من البراز للكشف عن وجود الدم فيها من خلال مادة تسمى بالغواياك (بالإنجليزية: Guaiac)، وهي تعتبر طريقة عالية الحساسية. [2،5]
لكن، يتطلب هذا الفحص الحصول على عينات براز من 2 أو 3 عمليات تغوط منفصلة، كما أنه يحتاج لبعض التحضيرات والتعليمات، بما فيها تجنب تناول اللحوم الحمراء خلال 3 أيام ما قبل إجراء هذا الفحص والتوقف عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وجرعات عالية من الفيتامين C خلال 7 أيام ما قبل إجراء الفحص. [5]
وينصح عادة بإجراء فحص الغواياك للكشف عن الدم الخفي في البراز كل عامين. [2]
- فحص الحمض النووي في البراز
إلى جانب الكشف عن وجود الدم في عينة البراز، قد تساعد بعض أنواع فحص سرطان القولون في المنزل في الكشف عن أية تغييرات في الحمض النووي لخلايا القولون، والتي يمكن أن تشير إلى الإصابة بالسرطان. [1-3]
عند إجراء هذا الفحص، سيحتاج الفرد لإعادة عينات البراز الخاصة به إلى المختبر من أجل فحصها والحصول على النتائج، وذلك يمكن أن يستغرق مدة أسبوعين. [1،3]
للمزيد: الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم
هل فحص سرطان القولون في المنزل دقيق؟
يمكن أن تختلف دقة فحص سرطان القولون في المنزل بناء على نوعه واسمه التجاري، فمثلًا تبلغ حساسية ودقة فحص البراز الكيميائي المناعي 70%، بينما تبلغ دقة فحص كولوجارد، وهو أحد فحوصات سرطان القولون المنزلية التي تقوم بالكشف عن الحمض النووي للخلايا السرطانية، ما يقارب 92%. [1]
لكن، يجب الانتباه إلى أن فحص كولوجارد يمكن أن يعطي نتائج إيجابية كاذبة بنسبة 13%، أي أنه سيشير إلى إلى إصابة الفرد بسرطان القولون، في حين أنه لا يعاني منها بالفعل. [1،3]
هل يعد فحص سرطان القولون المنزلي بديلًا للتنظير؟
يمكن أن تسهل الفحوصات المنزلية المذكورة سابقًا من عملية الكشف عن سرطان القولون، إلا أنه لا يزال تنظير القولون المعيار الذهبي والفحص الأساسي لتأكيد الإصابة بالسرطان، خصوصًا أن مقدار حساسيته تصل إلى 98%. [1،2،6]
وفضلًا عن ذلك، يمكن أن تشير النتائج الإيجابية لفحص سرطان القولون المنزلي إلى الإصابة بأمراض القولون الأخرى، ومنها سلائل القولون الحميدة، وتقرحات القولون، والبواسير. [3،5]
ولهذا، في حال أشارت نتائج فحص سرطان القولون المنزلي إلى احتمالية الإصابة بسرطان القولون، فقد يوصي الطبيب بإجراء تنظير القولون للحصول على تشخيص أكثر دقة لحالة المريض. [1،2]
أيضًا، يعد الكشف عن سلائل القولون وإزالتها أمرًا مهمًا للوقاية من الإصابة بسرطان القولون، وهو أمر يمكن الحصول عليه عند إجراء تنظير القولون، بينما قد لا تتيح بعض أنواع فحص سرطان القولون في المنزل الكشف عن هذه السلائل أو إزالتها. [1،6]
نهاية، يمكن الكشف عن سرطان القولون في المنزل من خلال بعض أنواع الفحوصات السهلة والتي لا تتسب بأية آلام أو آثار جانبية. وتختلف أنواع فحص سرطان القولون المنزلي من حيث كيفية عملها، والتحضيرات التي تحتاجها، بالإضافة إلى الوقت اللازم للحصول على نتيجتها. لكن، لا يزال يجب على الفرد القيام بتنظير القولون في حال كانت نتائج فحص سرطان القولون في المنزل إيجابية.
اقرأ أيضًا: الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون