إن اتخاذ إجراءاتٍ للوقاية من الكوليرا (بالإنجليزية: Cholera) أمرٌ ضروري للحماية من مخاطرها؛ فهي تُسبب الإسهال والجفاف الشديدين، وهذا قد يُهدد حياة المريض ويُعرضه للخطر إذا أهمل علاج الكوليرا. [1][2]
فما هي طرق الوقاية من الكوليرا؟ وهل يُمكن تلقي لقاح لمنع الإصابة بها؟ تعرف على الإجابة وأكثر في هذا المقال.
الوقاية من الكوليرا: طرق لحماية الأفراد
يُمكن أن تُساعد بعد الإجراءات الوقائية على تقليل خطر الإصابة بالكوليرا، ومن الضروري الالتزام بها عند العيش أو السفر إلى مناطق تنتشر فيها الكوليرا، ومن هذه الطرق الآتي: [1][2]
استخدام مصادر المياه النظيفة
يُمكن أن تنتقل البكتيريا المُسببة للكوليرا عن طريق شرب ماءٍ ملوثٍ، ويحدث ذلك عند التخلص من ماء الصرف الصحي بطريقة خاطئة؛ حيث تُصبح مياه الآبار، والأنهار والمياه الجوفية ملوثة ببكتيريا الكوليرا. [11]
لذا عند السفر أو العيش في أماكن ينتشر فيها المرض يجب أن يحرص الشخص على استخدام مصادر الماء الآمنة (غير الملوثة)، مثل الماء المُعبّأ في زجاجات مختومة أو الماء المُعقم كيميائيًا، وذلك عند: [1][3]
- شرب الماء.
- تحضير الطعام وغسل الخضروات والفواكه.
- تنظيف الأسنان، أو الوجه أو اليدين.
- غسل الأطباق وأدوات المائدة كالملاعق والسكاكين.
- الاستحمام.
كما يجب تجنب استخدام مصادر المياه غير الآمنة، مثل ماء الصنبور، أمّا في حال لم تتوفر مصادر المياه الآمنة فيُمكن تطهير الماء منزليًا باتباع الطرق الآتية: [1][3]
- غلي الماء على درجات حرارة مرتفعة ولمدَّة 1-3 دقائق، وحفظه في عبوات أو زجاجات معقمة ومحكمة الإغلاق؛ لمنع تعرض الماء للتلوث مرَّة أخرى.
- استخدام منتجات تعقيم المياه الكيميائية، ولكن من الضروري الالتزام بتعليمات الاستخدام الخاصة بكل منتج.
- استخدام فلتر ماء ذي حجمٍ مناسب (0.3 ميكرون)، ولكن يجب استخدام اليود أو الكلور لتطهير الماء وقتل البكتيريا أولًا.
غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار
إن غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون عدة مرات خطوةٌ ضرورية عند العيش في مناطق ترتفع فيها حالات الإصابة بالكوليرا، خاصة في الحالات الآتية: [3]
- قبل وبعد تحضير الطعام والشراب.
- قبل وبعد تناول الطعام.
- بعد استخدام دورة المياه.
- بعد تغيير حفاضات الأطفال أو مساعدتهم على استخدام المرحاض.
- أثناء العناية بشخصٍ مصاب بالإسهال.
- قبل وبعد زيارة شخص مُصاب بالكوليرا
ويُمكن استخدام المطهرات التي تحتوي على الكحول بنسبة 60% في حال عدم توفر الصابون أو الماء النظيف (غير الملوث بالكوليرا). [3]
اتباع إجراءات السلامة أثناء طهي وإعداد الطعام
يمكن أن تحدث الإصابة بالكوليرا عند تناول الأطعمة الملوثة أيضًا، لذا من الضروري الالتزام بإجراءات السلامة الغذائية عند غسل الطعام أو تحضيره، وهذا يتضمن الآتي: [6][7]
- تقشير الفواكه والخضروات قبل تناولها، أو غسلها جيدًا بالماء الصالح للشرب.
- طهي الطعام جيدًا وتناوله ساخنًا.
- تجنب تناول المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا خاصة في أماكن تفشّي الكوليرا.
- تجنب تناول الطعام أو المشروبات من المطاعم أو المقاهي التي لا تلتزم بمعايير النظافة الغذائية.
- عدم شراء الطعام من الباعة المتجولين.
- حفظ الطعام في مكانٍ نظيف وتسخينه جيدًا قبل تناوله مرة أخرى.
- منع المصابين بالكوليرا أو الإسهال من تحضير الطعام، أو تقديمه أو حتى نقله.
اتباع إجراءات السلامة أثناء التنظيف
يُساعد التنظيف على تقليل فرص انتشار المرض، خاصةً عند العيش مع أفراد مصابين بالكوليرا، ولكن يجب الالتزام بالإجراءات الآتية أثناء التنظيف: [3]
- تنظيف أدوات المطبخ والأسطح المستخدمة أثناء تحضير الطعام بالماء والصابون جيدًا، كما يجب تركها حتى تجف تمامًا.
- الاستحمام وغسل الملابس المتسخة في مكانٍ يبعد 30 مترًا على الأقل من مصادر مياه الشرب، حيث لا يجوز استخدام الأنهار أو البحيرات للاستحمام مثلًا.
- تعقيم المراحيض والأسطح الملوثة بالبراز، وذلك باستخدام الصابون أولًا، ومن ثم تعقيمها باستخدام محلول يحتوي على المبيض (الكلور) والماء بنسبة 1: 9.
- التخلص من الماء والمنظفات التي استخدمت في التعقيم والتنظيف في المرحاض أو الصرف الصحي.
- غسل جميع الأدوات والفوط المستخدمة في التنظيف بالماء الساخن والصابون، وتركها حتى تجف تمامًا.
- غسل اليدين جيدًا بالماء النظيف والصابون بعد الانتهاء من التنظيف.
تلقي مطعوم الكوليرا في بعض الحالات
يُمكن أن يخفف مطعوم الكوليرا من انتشار وتفشي المرض، ولكنه لا يُعطى لجميع الأشخاص، بل يلجأ إليه الطبيب في حالاتٍ محددة، مثل السفر أو العيش في مناطق تنتشر فيها الكوليرا، خاصةً إذا كانت خدمات الرعاية الطبية غير متوفرةٍ في هذه المناطق. [4][5]
ويُحدد الطبيب نوع مطعوم الكوليرا المناسب وجرعته اعتمادًا على عدة عوامل، منها عمر الشخص الذي سيتلقى المطعوم، ومن أنواع مطعوم الكوليرا الآتي: [5]
- لقاح فاكسوكرا (بالإنجليزية: Vaxchora)
- تعطى جرعة واحدة هذا المطعوم عن طريق الفم، وذلك قبل السفر بـ 10 أيام.
- يُناسب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2- 64 عامًا.
- تتراوح مدَّة فعالية هذا المطعوم بين 3-6 شهور.
- لقاح دوكورال (بالإنجليزية: Dukoral)
- تعطى جرعتان عن طريق الفم للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات.
- تُعطى 3 جرعات منه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 سنوات.
- يجب أن يفصل بين كل جرعة وأخرى مدة تتراوح بين 1- 6 أسابيع على الأقل.
- تستمر فعالية هذا اللقاح لسنتين تقريبًا.
- لقاح يوفيتشول (بالإنجليزية: Euvichol-Plus)
- يُعطى عن طريق الفم على جرعتين.
- يفصل بين كل جرعة وأخرى مدة لا تقل عن أسبوعين.
- يمكن اعطاؤه للأطفال من عمر السنة.
- تستمر فعالية اللقاح لثلاث سنوات على الأقل عند أخذ جرعتين منه، أمّا عند أخذ جرعة واحدة فإن الفعالية تستمر لمدة سنة واحدة فقط.
الوقاية من الكوليرا: إجراءات خاصة بالمؤسسات الرسمية
يُقدر أنّ الكوليرا تُصيب ما يُقارب 1.3- 4 ملايين شخصًا حول العالم سنويًا، وذلك بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، لذا من الضروري أن تتخذ الدول والمؤسسات الرسمية إجراءاتٍ سريعة للحد من انتشارها، ومن هذه الإجراءات الآتي: [8]
توفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحي
يُعد هذا الإجراء من الطرق طويلة الأمد لمكافحة الكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه بحسب منظمة الصحة العالمية، إذ من الضروري تنفيذ مشاريع تُسهّل وصول المواطنين لمصادر المياه الآمنة والنظيفة ومرافق الصرف الصحي. [9]
نشر الوعي الصحي في المجتمع
يجب أن تتخذ المؤسسات إجراءاتٍ تُعزز قدرة الأشخاص على فهم طرق انتقال الكوليرا والوقاية منها، وتحثهم على اتباع التوجيهات الصحية خلال فترة تفشّي الكوليرا وانتشارها، مثل الإبلاغ عن الإصابة بالكوليرا وطلب العلاج فور ظهور الأعراض. [10]
اتخاذ إجراءات لمنع تلوث البيئة
من الضروري التخلص من النفايات بشكلٍ صحيح؛ حيث إنها قد تنقل العدوى وتلوث الماء والتربة، ومن الإجراءات التي يُمكن اتخاذها: [2][8]
- جمع النفايات الصلبة خاصةً الإبر في صناديق مقاومة للتسرب والثقب، ومن ثم حرقها أو دفنها تحت الأرض.
- حرق النفايات الخفيفة، مثل القطن، والشاش والبلاستيك الملوث ببكتيريا الكوليرا.
- دفن النفايات العضوية في حفر خاصة، ويجب أن تكون هذه الحفر محكمة الإغلاق لمنع وصول الحشرات كالذباب والبعوض إليها.
نصيحة الطبي
يُمكن الوقاية من الكوليرا بطرق بسيطة مثل استخدام مصادر الماء النظيفة (غير الملوثة)، وغسل اليدين بالماء والصابون جيدًا وتلقي مطعوم الكوليرا بعد استشارة الطبيب.
ويُمكنك الآن استشارة الطبيب عبر منصة الطبي عن بعد وفي أي وقت ومن أي مكان إذا كنت قلقًا حول الإصابة بالكوليرا.