تظهر حساسية الكيوي عندما يتعرّف الجهاز المناعي على بعض المركبات الموجودة في الكيوي بكونها مواد ضارة أو غريبة، ويستجيب الجسم عندئذٍ بإنتاج الأجسام المضادة، مثل الغلوبولين المناعي هـ (IgE)، وإفراز عدّة مركبات كيميائيّة، مثل الهيستامين، مما يؤدي إلى ظهور أعراض حساسية الكيوي. [1][2]

يتناول هذا المقال إحصائيات حساسية الكيوي، وأعراضها، وطرق علاجها، ومجموعة من النصائح للتعامل مع حساسية الكيوي.

إحصائيات حول حساسية الكيوي

نشر معهد علوم وتكنولوجيا الغذاء البريطاني (IFST) دراسة عام 2023، وقد أشارت إلى نسب انتشار حساسيّة الكيوي كما يأتي: [3]

  • تُصيب حساسية الكيوي الفئات العمريّة قبل سنّ البلوغ بمعدّل 0.1-0.2%، وقد تصل انتشار حساسية الكيوي في هذه الفئة إلى 60% على أقصى تقدير.
  • تنتشر حساسية الكيوي بين البالغين بنسبة تصل حتّى 38%.

اقرأ أيضًا: فوائد الكيوي الصحية

مكونات الكيوي المسببة للحساسية

ثمّة العديد من البروتينات والمركّبات التي قد تُسبب حساسية الكيوي عند تفاعلها مع الجهاز المناعي، ومن أبرزها: [3][7]

  • سيستين بروتياز أو الأكتينيدين (Actinidin)‏.
  • البروتينات الشبيهة بالثوماثين (TLPs).
  • غليكوبروتين أو البروتينات السكرية (Glycoprotein).
  • بروتين سيستين النباتي (Phytocystatin).
  • بروتين كيويلين (Kiwellin).
  • بروتين كوبين (Cupin).
  • بروتين الألبومين (Albumin).
  • بروتين بروفيلين (Profilin).
  • مثيل استِراز البكتين (Pectin methylesterase).

أعراض حساسية الكيوي

يُمكن تقسيم أعراض حساسية الكيوي إلى أعراض موضعيّة وخفيفة وشديدة، نوضحها فيما يلي:

  • أعراض حساسية الكيوي الموضعية

ترتبط الأعراض الموضعية لحساسيّة الكيوي مع متلازمة الحساسيّة الفموية (OAS) التي تُعرف بمتلازمة حساسية حبوب اللقاح (PFS) أيضًا، حيث تظهر أعراض حساسية الكيوي في منطقة الفمّ ومحيطه، ويُذكر منها: [2][5]

  • تورّم بسيط واحمرار وحكّة، في الشفتين، وداخل الفم، والأذنين.
  • تورّم بسيط في الحلق وحكّة، لكن التنفّس لا يتأثر بهذه الأعراض.
  • العطس، وإدماع العينين.

ويُفسّر حدوث حساسيّة الكيوي عند المصابين بحساسية حبوب اللقاح، بسبب وجود تشابه بين البروتينات الموجودة في حبوب اللقاح والبروتينات الموجودة في فاكهة الكيوي، وغالبًا ما تظهر الأعراض خفيفةً وتستمرّ لعدّة دقائق فقط. [2-4]

  • أعراض حساسية الكيوي الخفيفة

قد يحدث ردّ الفعل التحسسي بعد تناول الكيوي فورًا، وأحيانًا قد يستغرق عدّة دقائق، أو ساعتين، ويُذكر من أعراض حساسية الكيوي الخفيفة: [2][4]

  • آلام البطن.
  • الإكزيما.
  • الشرى، وهي انتفاخات في الجلد تظهر باللون الأحمر أو الزهري.
  • الطفح الجلدي.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • أعراض حساسية الكيوي الشديدة

ترتبط أعراض حساسية الكيوي الشديدة بصدمة الحساسيّة (Anaphylaxis)، وهي استجابة مفرطة للجهاز المناعي تجاه مركبات الكيوي، وتستدعي التوجّه للطوارئ مباشرة، ويُذكر من أعراضها: [2]

  • صعوبة التنفّس.
  • بحّة الصوت.
  • صعوبة البلع.
  • تورّم الحلق، واللسان.
  • أزيز الصدر المفاجئ؛ وهو سماع صوت يشبه الصفير عند التنفّس.
  • الدوخّة وفقدان الوعي.
  • النعاس المفاجئ.
  • الارتباك والتشوّش.
  • اصفرار الجلد.

قد ترتفع احتمالية الإصابة بصدمة الحساسيّة بعد تناول الكيوي في الحالات الآتية: [2]

  • التعرّض سابقًا لردود الفعل التحسسية الشديدة، وظهور أعراض حساسية الكيوي الشديدة.
  • الإصابة بمرض بالربو، بالأخصّ إذا كان مرض الربو غير مسيطر عليه.
  • استجابة الجسم وظهور أعراض حساسيّة الكيوي، عند تناول أو لمس جزء بسيط من فاكهة الكيوي.

اقرأ أيضًا: القيمة الغذائية لفاكهة الكيوي وأضرارها

علاج حساسية الكيوي

يهدف علاج حساسية الكيوي إلى التخفيف من أعراض حساسية الكيوي، ويتمثّل بكل مما يأتي: [5]

  • مضادات الهيستامين: تُفيد في الأعراض الخفيفة، مثل الحكّة.
  • موسّعات القصبات الهوائية: ومن أمثلتها مركّب ألبوتيرول (Albuterol)، وتُفيد في الأعراض التي تؤثّر على الجهاز التنفّسي، لا سيما للمصابين بالربو والتشنّج القصبي (Bronchospasm).
  • حقن الأدرينالين: تُعرف أيضًا بحقن الإبينفرين (Epinephrine)، وتُعطى في حالات الطوارئ، التي ترتبط بأعراض حساسية الكيوي الشديدة، وتُوجد بعض الأصناف المُجهزة للحقن بسهولة.

كما يوصى بحمل الأدوية أعلاه في حقيبة، قبل مغادرة البيت، والتأكّد من حمل حقنتين من الأدرينالين للحالات الطارئة، حيث تُعطى الحقنة الثانية بعد الحقنة الأولى بـ5 دقائق، في حال استمرّت الأعراض أو زادت حدّتها. [2]

حساسية الكيوي عند الأطفال

نُشرت دراسة في مجلّة التغذية (Nutrients) عام 2023، وقد أشارت إلى أنّ احتمالية تعرّض الأطفال لحساسية الكيوي الشديدة أكثر من البالغين، كما يُمكن التأكّد من إصابة الطفل بحساسيّة الكيوي من خلال فحص وخز الجلد لدى أخصائي الحساسية، حيث تُحقن كميّة مخففة من مستخلّص الكيوي في الطبقة الخارجية من الجلد، مع مراقبة رد فعل الجسم، ويُمكن إجراء هذا الفحص للأطفال بعد بلوغهم الشهر الأوّل. [4][7]

في بعض الأحيان، قد تظهر أعراض حساسية الكيوي بعد تناول الطفل لفاكهة الكيوي للمرّة الثانية، وبالرغم من تشابه أعراض حساسيّة الكيوي بين الأطفال والكبار، إلا أنّ وصف الأعراض قد يكون صعبًا بالنسبة للطفل، ولهذا يُوصى بتوخي الحذر عند تناوله لفاكهة الكيوي. [4][8]

اقرأ أيضًا: فوائد الكيوي للأطفال

حساسية الكيوي والحساسية المتصالبة

تحتوي فاكهة الكيوي على العديد من المركّبات التي قد تُسبب الحساسيّة، وقد تتواجد هذه المركّبات في الأصناف الغذائية الأخرى، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأنواع أخرى من الحساسية لدى المصابين بحساسية الكيوي، وتُعرف هذه الحالة بالحساسية المتصالبة (Cross Reactivity). [4][8]

يُوصى بالتأكّد من وجود أنواع حساسية أخرى لدى المصابين بحساسيّة الكيوي، ويُشار إلى وجود بعض الأطعمة والمواد التي تتشابه بعض محتوياتها الجزيئيّة مع الكيوي، ويُذكر منها: [1-5]

  • التفاح.
  • الأفوكادو.
  • الموز.
  • البابايا.
  • اللاتكس (المطاط).
  • البطيخ.
  • الخوخ.
  • القمح.
  • الزيتون.
  • البطاطا.
  • بذور السمسم.
  • بذور الخشخاش.

اقرأ أيضًا: أطعمة غير متوقعة تسبب الحساسية

نصائح غذائية للمصابين بحساسية الكيوي

يوصى المرضى المصابون بحساسية الكيوي بما يلي: [6]

  • الانتباه عند تناول السلطات والبوظة والعصائر، حيث إنّها قد تحتوي الكيوي دون الانتباه لوجوده.
  • التحدث عن حساسيّة الكيوي مع العائلة والأصدقاء، كما يُمكن تعليم أحدهم طريقة إعطاء حقنة الأدرينالين عند ظهور الأعراض الشديدة لحساسية الكيوي.
  • قراءة الملصقات الغذائية، فقد تحوي أحد بروتينات الكيوي المسببة للحساسيّة.
  • الحذر والانتباه عند تناول الموز، والأفوكادو، والكستناء، حيث إنّ حساسيّة الكيوي قد تُشكل مؤشرًا لوجود أنواع أخرى من الحساسية.

قُد يفيد طبخ الكيوي في تفكيك البروتينات التي تُسبب الحساسية، ولهذا قد يسمح الطبيب بتناول كميّة صغيرة من الكيوي لبعض الأفراد، أمّا المعرّضون للإصابة بصدمة الحساسيّة، فيوصى بتجنّب تناول الكيوي تمامًا. [6] 

نصيحة الطبي

تظهر حساسية الكيوي عندما يتفاعل الجهاز المناعيّ مع البروتينات الموجودة في فاكهة الكيوي، ويَعدُّها مواد ضارة أو غريبة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض حساسية الكيوي، التي تكون خفيفة أو شديدة، وتتطلّب مضادات الهيستامين وحقن الأدرينالين لعلاجها.

بإمكانك الآن التحدث مع طبيب معتمد؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد، التي يُقدمها موقع الطبي.