يعد كل من حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز اضطرابان مختلفان، يرتبطان بتناول منتجات الحليب، وقد تتشابه بعض الأعراض بينهما، ولكنهما يختلفان بالأسباب، وبعض الأعراض الأخرى.
سنتعرف في هذا المقال على الفرق بين الحساسية للحليب وحساسية اللاكتوز عند الرضع والكبار.
محتويات المقال
الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز
يكثر تساؤل هل حساسية الحليب هي نفسها حساسية اللاكتوز؟ والإجابة هي لا، فهما اضطرابان مختلفان، وفيما يلي نذكر الفرق بين حساسية اللبن وحساسية اللاكتوز:
الأسباب حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز
تختلف أسباب حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز، حيث أن حساسية الحليب (بالإنجليزية: Milk Allergy) تنتج عن رد فعل من قبل الجهاز المناعي تجاه بعض البروتينات المتواجدة في الحليب للتخلص منها لاعتباره أنها مادة خطيرة ومسببة للضرر، وتظهر أعراض ردود الفعل التحسسي بعد تناول الحليب للمرة الثانية. [1,2]
من أبرز البروتينات المسببة لحساسية الحليب ما يلي: [2]
- بروتين الواي.
- بروتين الكازين.
أما عن حساسية اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose Intolerance)، فهي متلازمة لا تتضمن تدخل الجهاز المناعي، تنتج عن عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز عند تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز، ومن ضمنها الحليب ومنتجاته. يصعب على الجسم هضم اللاكتوز بسبب وجود نقص في إنزيم اللاكتاز، المسؤول عن تكسير سكر اللاكتوز وتفتيته. [1,2]
تتعدد أسباب نقص اللاكتاز في الجسم، وتشمل ما يلي: [2]
- نقص اللاكتاز الأساسي: هو النوع الأكثر شيوعًا، حيث أنه يصيب 70-75% من سكان العالم. في هذه الحالة، ينخفض إنتاج اللاكتاز بشكل حاد عند بلوغ عمر السنتين تقريبًا، وقد يعاني الأشخاص من الأعراض حتى أواخر المراهقة أو البلوغ.
- نقص اللاكتاز الثانوي: هي حالة عابرة تنتج عن إصابة الأمعاء الدقيقة بالتهابات، أو حساسيات الطعام مثل مرض كرون أو مرض السيلياك. عادةً ما يتحسن تحمل اللاكتوز بمجرد علاج السبب الرئيسي.
- نقص اللاكتاز التطوري: يعد هذا النوع شائع في الأطفال الخدج، لأن خلايا الأمعاء الدقيقة التي تفرز اللاكتاز تتطور خلال الثلث الثالث من الحمل، ويستمر لفترة قصيرة بعد الولادة.
- نقص اللاكتاز الخلقي: وهو حالة وراثية نادرة، وتكون كمية إنزيم اللاكتاز المنتجة قليلة أو معدومة منذ الولادة.
في حالة حساسية اللاكتوز، قد يتحمل البعض كميات محدودة من الحليب ومصادر اللاكتوز، حيث يمكن للأشخاص تناول ما يصل إلى 12 غرام من اللاكتوز في المرة الواحدة، وهو المقدار الذي يوجد في كوب واحد من الحليب. وهنا يكمن الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز، حيث أنه في حال الإصابة بحساسية الحليب، يمنع تناول مصادر الحليب منعًا باتًا لتجنب الإصابة بأي من الأعراض الخطيرة.
الأعراض حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز
قد تتشابه أعراض حساسية اللاكتوز وأعراض حساسية الحليب، ولكن تسبب حساسية الحليب بعض الأعراض التي قد تكون أكثر شدة في بعض الأحيان. [2,3]
تظهر أعراض حساسية اللاكتوز بسبب تخمر سكر اللاكتوز في القولون، بدلًا من امتصاصه، مسببًا بعض الأعراض التي تظهر خلال 30 دقيقة إلى 2 ساعة بعد تناول اللاكتوز، مسببة بعض الأعراض الهضمي التي تشمل الغازات، والإمساك، وصوت الأمعاء المرتفع، بالإضافة إلى بعض الأعراض غير الهضمية، مثل الصداع، والدوخة أو الدوار، وفقدان الذاكرة، وفقدان التركيز، وآلام العضلات والمفاصل، وقرح الفم، والتعب، والكسل. [2,3]
للمزيد: أعراض حساسية اللاكتوز
أما عن أعراض حساسية الحليب، فإنها تعتمد على تكون الغلوبيولينات IgE من عدمه. [2]
- أعراض ناتجة عن تكون IgE، وهي الأعراض السريعة، وتحدث خلال دقائق بعد تناول الحليب، وعادة ما تتضمن أعراض جلدية وتنفسية، مثل الطفح الجلدي، والحكة حول الفم، وتورم الشفتين، واللسان، أو الحلق، وضيق التنفس، والقيء، وفي حالات شديدة، تسبب صدمة تحسسية، وهي حالة طبية عاجلة قد تكون قاتلة إذا لم يتم معالجتها، حيث قد تسبب صعوبات في التنفس أو انخفاض ضغط الدم.
- أعراض ناتجة عن حساسية الحليب دون تكون IgE، ردود الفعل متأخرة، وغالبًا ما تشمل الجلد والجهاز الهضمي.
تشتمل الأعراض المشتركة بين حساسية اللاكتوز وحساسية الحليب على ما يلي: [1,2]
- الغثيان.
- آلام في البطن.
- الإسهال.
اقرأ أيضًا: ما هي علاقة نقص فيتامين د بحساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز؟
الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز عند الرضع
كما ذكرنا سابقًا، تسبب كل من حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز أعراضًا مختلفة، ولكن الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز عند الرضع في الأعراض يشمل ما يلي: [4]
- أعراض حساسية الحليب عند الرضع:
- الطفح الجلدي، والأكزيما.
- تورم الوجه، والشفتين.
- آلام البطن.
- القيء والإسهال.
- صعوبة التنفس.
- تورم اللسان والحلق.
- ارتخاء الطفل، وفقدان الوعي.
- أعراض حساسية اللاكتوز عند الرضع:
- الإسهال المائي.
- عصبية الطفل، وسرعة تهيجه.
- ألم البطن.
- الغازات.
- بطء النمو، وزيادة الوزن البطيئة.
عند إصابة الطفل الرضيع بحساسية الحليب، لا ينصح بتجنب الرضاعة الطبيعية، ولكن تنصح الأم بتجنب تناول أي من منتجات الحليب لتجنب عبور البروتينات المسببة لردود الفعل التحسسي إلى الرضيع. [4]
للمزيد: حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
نصيحة الطبي
حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز حالات مختلفة تمامًا، قد تتشابه في بعض الأمور، ولكل منهما أسباب، وأعراض مختلفة، ولكن في كلا الحالتين، يعد الحليب من مسببات الحساسية، ويجب مراجعة الطبيب لتشخيص المشكلة وتقديم النصائح حول كيفية تجنب المهيجات بأفضل طريقة ممكنة مع الحفاظ على التغذية الجيدة.