عُرفت البكتيريا العطيفة (بالإنجليزية: Campylobacter) لأول مرة كمسبب للإجهاض بين المواشي والغنم في أوائل القرن العشرين. ومن ثم أكتشف قدرتها على التسبب بالمرض للإنسان، وكانت تُعرَف باسم بكتيريا الضمة أو الفيبريو، ثم غُيّر اسمها للبكتيريا العطيفة عام 1973 ميلادي، ولكن لم يُعرَف تأثيرها بالكامل على صحة الإنسان حتى الثمانينات.
ما هي البكتيريا العطيفة؟
تعد البكتيريا العطيفة بكتيريا سلبية الغرام ذات شكل حلزونيّ، أو متقوّس، أو عصوي. وهي أحد أهم أربع أسباب أساسية للإصابة بالإسهال والأمراض المنتقلة عن طريق الأغذية (بالإنجليزية: Foodborne illness)، وهي أكثر سبب بكتيري شائع للإصابة بالتهاب المعدة والامعاء (Gastroenteritis).
ويوجد 17 نوع وستة أنواع فرعية لهذه البكتيريا. وتشتهر بينهم بكتريا العطيفة الصائمية (الاسم العلمي: C. jejuni) والعطيفة القولونية (الاسم العلمي: C. coli) بالتسبب بالأمراض للإنسان، يليها عطيفة نورسية (الاسم العلمي: C. lari) والعطيفة الأوبسالاية (الاسم العلمي: C. upsaliensis).
تهاجم هذه البكتيريا بطانة الأمعاء الدقيقة والغليظة بمجرد دخولها جسم الإنسان، وتسبب الإصابة بداء العطيفة (بالإنجليزية: Campylobacteriosis). وفي بعض الحالات النادرة، خاصةً بين الأطفال الصغار أو الكبار، أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، أو الذين لديهم أمراض مزمنة، يمكن أن تدخل هذه البكتيريا إلى مجرى الدم، مما يزيد من خطورة الإصابة. وتعد الوفاة من الإصابة بهذه البكتيريا نادرةً.
ما هي طرق الإصابة بالبكتيريا العطيفة؟
تعيش هذه البكتيريا في أمعاء العديد من الحيوانات ذات الدم الدافئ. وتكثر الإصابة بها بين الحيوانات التي تؤكل كالدواجن، والمواشي، والغنم، والنعام، أو بين الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب. ويمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وتسبب المرض بأحد الطرق التالية:
اقرأ أيضاً: أمراض تنتقل عن طريق الطعام: يجب الحذر منها
ما هي الأعراض المصاحبة للإصابة بالبكتيريا العطيفة؟
تبدأ الأعراض بالظهور بعد دخول البكتيريا لجسم الإنسان بمدة تتراوح بين 1-10 أيام، وعادةً ما تبدأ بين اليوم الثاني إلى الخامس. وتستمر الأعراض لمدة تتراوح بين 3-6 أيام. وتتضمن الأعراض ما يأتي:
وتجدر مراجعة الطبيب الفورية عند ظهور الأعراض التالية:
ما هي المضاعفات المحتملة عند الإصابة بالبكتيريا العطيفة؟
قد تنتقل البكتيريا من أمعاء المصاب إلى أعضاء أخرى لتسبب مضاعفات مختلفة كتجرثم الدم، والتهاب الكبد، أو البنكرياس، أو الإجهاض.
أما في حال الإصابة بداء العطيفة، فقد تحدث المضاعفات التالية:
كيف يتم تشخيص البكتيريا العطيفة؟
عادةً لا يُطلب فحص عينة البراز إلا في حال وجود دم معه أو كانت العدوى شديدة، وذلك لأنَّ علاج الإسهال لا يتطلب معرفة الجرثومة المسببة له، كما أنَّ نتيجة تحليل البراز قد يستغرق أيام عديدة. وفي حال طلبها، قد يُطلب أيضاً تحليل عينة البراز باستخدام تقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل المعروفة اختصاراً باسم PCR لتحديد البصمة الوراثية والتالي نوع الجرثومة، وتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب لها. وفي حالات نادرة قد يطلب الطبيب عينة من الدم إذا كان يشك بالإصابة بتجرثم الدم.
اقرأ أيضاً: البصمة الوراثية (DNA Profiling)
ما هو علاج البكتيريا العطيفة؟
غالباً ما يلاحظ المصاب بداء العطيفة التحسن في الأعراض خلال يومين إلى خمسة أيام، بينما قد يستغرق الشفاء التام مدة أسبوع. وفي بعض الأحيان قد يتوقف الإسهال ويعود بعد فترة، أو يستمر لمدة تزيد عن الأسبوع.
ويحتاج معظم المصابون إلى تناول كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما تمّ فقدانه من الجسم، ولا يحتاجون لأي علاجات أخرى. ولا يُنصح بتناول عصائر الفاكهة والمشروبات الغازية لأنها تجعل الإسهال أسوء. كما يجب عدم تناول الأدوية المضادة للقيء والإسهال إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
ولكن في بعض الأحيان إذا كان المصاب يعاني من أمراض أخرى أو معرض للإصابة بالمضاعفات أو يشكو من الحمى، أو إسهال شديد، أو وجود دم مع الإسهال فيجب إعطاء بعض المضادات الحيوية كالأزيثروميسين والسيبروفلوكساسين. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاستخدام المتكرر للسيبروفلوكساسين لعلاج البكتيريا العطيفة أدى إلى ظهور مقاومة لدى هذه البكتيريا ضد هذا العلاج. أما بالنسبة للأزيثروميسين، فما زالت مقاومة البكتيريا العطيفة له قليلة، وبالتالي يعد الخيار الأول.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أنّ ظهور البكتيريا العطيفة المقاومة للمضادات الحيوية يجعلها تبقى في الجسم لمدةٍ أطول، ويزيد من حدّة المرض، مما يزيد من تكاليف الرعاية الصحية، ويشكل خطراً على الصحة العامة. لذا فمن الأفضل استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب وآمن وصحيح عند البشر والحيوانات، وتنفيذ برامج الوقاية من الأمراض في المزارع للتقليل من الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية، واتباع الطرق الصحية للحد من انتشار البكتيريا العطيفة.
وفي حال وصول البكتيريا إلى مجرى الدم، فيجب استخدام المضاد الحيوي امبينيم أو الجنتامايسين لمدة تتراوح بين 2-4 أسابيع.
اقرأ أيضاً: كيف تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية؟
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالبكتيريا العطيفة؟
يمكن تجنب الإصابة ببكتيريا العطيفة باتباع النصائح التالية:
Ban M Allos. Microbiology, pathogenesis, and epidemiology of Campylobacter infection. Retrieved on the 24th of June, 2020, from: https://www.uptodate.com/contents/microbiology-pathogenesis-and-epidemiology-of-campylobacter-infection WHO. Campylobacter. Retrieved on the 24th of June, 2020, from: https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/campylobacter Larry M. Bush. Campylobacter Infections. Retrieved on the 25th of June, 2020, from: Kidshealth. Campylobacter Infections. Retrieved on the 24th of June, 2020, from: https://kidshealth.org/en/parents/campylobacter.html Department of Health. Campylobacter Infection. Retrieved on the 24th of June, 2020, from: https://healthywa.wa.gov.au/Articles/A_E/Campylobacter-infection webmd. What Is Campylobacter Infection?. Retrieved on the 24th of June, 2020, from: https://www.webmd.com/food-recipes/food-poisoning/what-is-campylobacter-infection#1-4 CDC. Campylobacter (Campylobacteriosis). Antibiotic Resistance. Retrieved on the 25th of June, 2020, from: https://www.cdc.gov/campylobacter/campy-antibiotic-resistance.html
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.