داء الشعيرات

داءُ الشُّعَيْرات هو أي مرض يصيب الشعيرات الدموية.

الشعيرات الدموية

هي الأوعية الدموية الدقيقة التي تربط الشرايين بالأوردة. في علم وظائف الأعضاء البشرية، الشعيرات الدموية هي ما يطلق على الأوعية الدموية الدقيقة التي تشكل شبكات في جميع أنحاء الأنسجة الجسدية. فمن خلال هذه الشعيرات الدموية يتم تبادل الأوكسجين والمغذيات والفضلات بين الدم والأنسجة. والشبكات الشعيرية هي الوجهة النهائية للدم الشرياني من القلب وهي نقطة البداية لتدفق الدم الوريدي إلى القلب.

يتراوح حجم الشعيرات الدموية من 8 إلى 10 مايكرون (قطر المايكرون يبلغ 0.001 مم)، وهي كبيرة بما يكفي لتمر من خلالها خلايا الدم الحمراء. والطبقة المفردة من الخلايا التي تشكل جدرانها هي خلايا بطانية، مثل تلك التي تشكل سطح قناة ناعمة للأوعية الكبيرة.

شبكات الشعيرات الدموية لها شبكات ذات أحجام مختلفة، فنجد في الرئة وفي المشيمة المسافات بين الشعيرات الدموية أصغر من الأوعية نفسها، بينما في الطبقة الخارجية للشرايين تكون المساحات الشظوية أكبر بـ 10 أضعاف قطرها. والشعيرات الدموية بشكل عام تكون أصغر في الأجزاء النامية في الغدد وفي الأغشية المخاطية وأكبر في العظام والأربطة، وتغيب تقريباً في الأوتار. وتسمى الأوعية الصغيرة في الجهاز اللمفاوي أيضا الشعيرات الدموية، وكذلك القنوات الدقيقة للصفراء في الكبد.

أهم الامراض التي تصيب الشعيرات الدموية

• متلازمة التسرب الشعري الجهازي (SCLS):
  هي حالة تتسرب فيها السوائل والبروتينات من الشعيرات الدموية الدقيقة إلى الأنسجة المحيطة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل خطير ونقص ألبومين الدم وانخفاض في حجم البلازما. وقد تشمل الأعراض الأولية التعب والغثيان وآلام البطن والعطش الشديد والزيادة المفاجئة في وزن الجسم. وتختلف نوبات SCLS من حيث حدوثها، حيث يعاني بعض الأشخاص من نوبة واحدة في حياتهم، وبعضهم يعاني من عدة نوبات في السنة كما يمكن أن تكون حالة قاتلة.
  في كثير من الحالات لا يعرف سبب متلازمة SCLS، فبعض الأشخاص الذين لديهم SCLS يفيدون بأن لديهم إصابة مثل فيروس. وترتبط بعض حالات التسرب الشعري بظروف مختلفة للقلب أو الكلى أو الكبد. وقد يشمل العلاج خلال النوبة تثبيت مجرى الهواء والتنفس، والسوائل الوريدية أو الأدوية أو منتجات الدم. ويمكن استخدام الحقن دورياً أو استخدام بعض الأدوية لمنع حدوث النوبات في المستقبل.
• توسع الشعيرات الدموية:
  هي الأوعية الدموية المتوسعة الموجودة بالقرب من سطح الجلد أو الأغشية المخاطية. وتظهر في كثير من الأحيان على شكل خطوط رفيعة أو حمراء اللون. وتوسع الشعيرات المتقرنة هي مجموعات من هذه الأوعية الدموية المتوسعة الصغيرة التي تشكل رقعة حمراء على الجلد. على الرغم من أن الأفراد الأصحاء قد يصابون بهذه الحالة، فإن توسع الشعيرات الدموية هو سمة أساسية في تصلب الجلد النظامي والمحدود، بالإضافة إلى حدوثها في التهاب الجلد والعضلات.
  ويمكن التعامل مع توسع الشعيرات الدموية من خلال التمويه التجميلي وهو تقنية تستخدم الكريمات الموضعية أو المساحيق لإخفاء حالات الجلد الظاهرة، ويمكن أن تخفي توسع الشعيرات الخفيف على الفور.
  وايضا يمكن استخدام العلاج بالليزر، وهذا النوع من العلاج يستخدم طولاً موجياً معيناً للضوء لتخفيض الهيموجلوبين بشكل انتقائي وإغلاق الأوعية الدموية المتوسعة. كما أن توسع الشعيرات الوجهية السطحية قابل للعلاج بالليزر، بينما في تصلب الجلد بسبب ألياف الكولاجين السميكة، يكون توسع الشعيرات أكثر مقاومة للعلاج بالليزر، ولكن يمكن إزالته بفعالية من خلال علاجات متعددة. ومع ذلك فإن هذا لا يمنع توسع الشعيرات الجديدة من التشكل، والعلاجات اللاحقة قد تكون مطلوبة للحفاظ على التأثيرات المرغوبة.
• الشعيرات الدموية الرئوية:
  حيث يكون لديها جدران رقيقة للغاية للسماح للتبادل السريع للغازات التنفسية عبرها. وقد تبين مؤخراً أن ضغوط الجدار تصبح كبيرة جداً عند زيادة الضغط الشعري، وفي إحدى الدراسات على الأرانب المخدرة، حيث تم التعرض إلى ضرر جزئي للجدران عند ضغط 40 ملم زئبق وما فوق. يمكن أن تعزى قوة الجزء الرفيع من الجدار الشعري إلى نوع الكولاجين الرابع في المصفوفة خارج الخلية. ويؤدي فشل الإجهاد الشعري الرئوي إلى حدوث نفاذية عالية من الاستسقاء أو حتى النزيف، ويبدو أنها آلية الوذمة الرئوية العصبية. فشل الإجهاد في الشعيرات الدموية الرئوية هو عامل مهم حتى الآن في أمراض الرئة والقلب.