إن التكاثر في الكائنات الثدية يتم عن طريق التلقيح بين الحيوان المنوي من الذكر والبويضة من الأنثى، ومن ثم حدوث الإخصاب فالحمل ثم الولادة، وفي بني البشر -نظراً لضيق مخرج عظام الحوض في معظم الإناث بالنسبة لباقي الكائنات الحية الثدية- فالولادة قد تتم بشكل طبيعي (أي لا يحدث فيها تدخل جراحي بخلاف شق العجان ولا يستخدم فيها التخدير)، أو صناعي (أو ما يعرف بالولادة القيصرية) يتم فيها تخدير الأم كلياً أو نصفياً، وفتح البطن والرحم جراحياً لإخراج الجنين.
أثناء تطور ونمو الحمل، فقد يتخذ الجنين -بعد اكتمال تكوين أجزاء جسمه- أوضاعاً مختلفة داخل السائل الأمنيوسي في الرحم، وذلك حسب حركته وطول الحبل السري، ويستمر ذلك حتى يستقر على وضع معين قرب موعد الولادة، يتم تسميته حسب الجزء من جسم الجنين الذي يواجه أولاً فتحة الخروج لعظام حوض الأم.
اهتم أطباء التشريح مع أطباء النساء والتوليد بتحديد وضع الجنين قبل وأثناء موعد الولادة، نظراً لما قد يترتب عليه ذلك من إعدادات معينة وأدوات تناسب كل وضع بما يضمن السلامة والأمان للجنين أثناء الولادة، بل وقد يضطر الطبيب المختص إلى اللجوء للحل الجراحي (أي الولادة القيصرية) لتلافي المخاطر المحتملة أثناء الولادة الطبيعية والتي تزيد نسبتها في بعض الأوضاع؛ كالوضع المستعرض على سبيل المثال.
لتحديد وضع الجنين داخل رحم الأم، يتم وضع تصور ثلاثي الأبعاد لجسم الجنين داخله، وتحديد أي الأجزاء سيخرج من فرج الأم أولاً. وقد كان ذلك يتم في الماضي عن طريق الفحص الظاهري لبطن الأم، لتحديد موضع السلسلة الظهرية أو العمود الفقري للجنين، مع الفحص الموضعي (المهبلي) للجزء السفلي من جسم الجنين، وقد جعل اختراع جهاز الموجات فوق الصوتية (السونار) هذه المهمة في غاية السهولة من خلال رؤية الجنين مباشرة.
لو كان رأس الجنين هو أول جزء يواجه عظام الحوض للأم (وبالتالي سيخرج أولاً منها)، يطلق على هذا الوضع مجيء بالرأس (والذي ينقسم بدوره إلى وضع رأسي أمامي ووضع رأسي خلفي حسب الوضع التشريحي لعظام جمجمة الجنين بالنسبة لعظام الارتفاق العاني لحوض الأم)، ولو كان عجز الجنين هو أول جزء يواجه عظام الحوض للأم، أطلق على هذا الوضع مجيء عجزي أو مجيء بالمقعدة (وينقسم أيضاً هذا الوضع إلى وضع عجزي أمامي، حيث تقابل عظام الفقرات العجزية للجنين عظام الارتفاق العاني للأم، ووضع عجزي خلفي تقابل فيه الفقرات العجزية للجنين الفقرات العجزية للأم).
الوضع العجزي بصفة عامة أقل انتشاراً من الوضع الرأسي الذي يشكل وحده حوالي 96% من أوضاع الولادة، لكن على الجانب الآخر، فإن الوضع العجزي يحتاج إلى مهارة أكبر وقد يكون أكثر خطورة أثناء الولادة، حيث تكون الرأس آخر ما يخرج من جسم الجنين، وقد ينحشر الرأس داخل جسم الأم إذا كان حجم الرأس أكبر من فتحة الخروج لعظام الحوض للأم، مما قد يعرض حياة الجنين للخطر، بينما في الوضع الرأسي يخرج الرأس أولاً ويكون ذلك بمثابة تأكيد على تناسب حجمها مع قطر فتحة الخروج، ولو لم تخرج لكبر حجمها، يكون التدخل الجراحي أسهل في هذه الحالة.
يصعب تحديد سبب معين لاستقرار الجنين في الوضع العجزي، لكن تمت ملاحظة ارتفاع نسبة حدوثه في حالات معينة، مثل تكرار الحمل حيث تضعف عضلات رحم الأم فتكون حركة الجنين أكثر سهولة، والحمل المتعدد (التوأم) حيث يكون وضع الجنينين متعاكسين أكثر تناسباً، وفي الحالات التي تزداد أو تقل فيها كمية السائل الأمنيوسي، أو وجود شكل غير طبيعي للرحم أو تليف رحمي يعيق حركة الجنين.
https://en.wikipedia.org/wiki/Position_(obstetrics)
https://medical-dictionary.thefreedictionary.com/sacroanterior+position
https://www.glowm.com/section_view/heading/Normal%20Labor%20and%20Delivery/item/127
http://americanpregnancy.org/labor-and-birth/breech-presentation/
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.