تحتاج كل أم إلى الاطمئنان على جنينها ومتابعة نموه يوم بيوم، وكذلك تتمنى أن يولد جنينها سليم معافى من أي خلل أو تشوهات، لذا تخضع الكثيرات لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل التي تمكنها من الاطمئنان على جنينها، واكتشاف العيوب الخلقية التي قد يولد بها؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة للعناية بالجنين عند ولادته، ومنها فحص الشفافية القفوية (بالإنجليزية: Nuchal Translucency)، الذي يمكننا من معرفة احتمالية ولادة الطفل سليم، أو يعاني من اضطرابات في الكروموسومات مثل متلازمة داون.
قد يتساءل البعض عن ما هو قياس الشفافية القفوي؟ فهو فحص تجريه بعض الحوامل في الشهور الأولى؛ لقياس سمك الجلد خلف رقبة الجنين ومدى تجمع السوائل في هذه المنطقة، حيث يزداد سمك الجلد وتجمع السوائل في حالة إصابة الجنين بعيوب خلقية مثل مرض القلب الخلقي، أو اضطرابات جينية في الكروموسومات مثل:
يظهر الجلد باللون الفاتح خلال الفحص وتظهر السوائل المتجمعة باللون الداكن أو الأسود، ويحتاج الطبيب إلى جهاز الموجات فوق الصوتية لإجراء هذا الفحص للحامل.
يعد الشفافية القفوية فحصاً للاطمئنان وليس للتشخيص، فقد تظهر نتائج الفحص أن الجنين لديه نسبة خطر عالية للإصابة بالاضطرابات الجينية، ثم يولد سليماً دون أي اضطرابات جينية أو خلقية.
قد لا تفضل بعض السيدات إجراء هذا الفحص؛ لأنهن لا يرغبن في التوتر والقلق دون سبب حقيقي، فالنتائج غير مؤكدة للاضطرابات، كما أن النتيجة لن تؤثر في شيء بالنسبة لهم، ولكن قد يفيد هذا الفحص في الاكتشاف المبكر لحالة الجنين؛ كي تتمكن الأم من إعداد نفسها للتعامل مع حالة الطفل، وكذلك تجهيز الطاقم الطبي للعناية بحالة الجنين الخاصة بعد ولادته. [1] [2]
اقرأ أيضاً: تحليل الكروموسومات
يفضل عند إجراء هذا الفحص أن تكون المثانة ممتلئة عند الحامل، لهذا ينصح الأطباء الحوامل بشرب من كوبين إلى 3 أكواب من الماء بحوالي ساعة ولا تدخل الحامل إلى الحمام قبل إجراء الفحص.
قد تشعر الحامل بقليل من عدم الراحة من الضغط على مثانتها خلال فحص الموجات فوق الصوتية؛ بسبب امتلاء المثانة، وكذلك قد يكون الجل المستخدم خلال الفحص بارداً ومبللاً، ولكن لن تشعر الحامل بالموجات فوق الصوتية أو بأي ألم.
أما عن كيفية إجراء فحص الشفافية القفوية فيضع الطبيب الجل على بطن الأم، ويستخدم الجزء الخاص بالفحص من جهاز الموجات فوق الصوتية، ويحركه على البطن ليحدد سمك الجلد خلف الرقبة وتجمع السوائل.
قد لا تكون الرؤية واضحة ويطلب الطبيب من الأم إجراء الفحص عبر المهبل، خاصة في حالة زيادة وزن الأم، وهو فحص آمن لا داعي للقلق منه. [3]
اقرأ أيضاً: تشخيص متلازمة داون أثناء الحمل
يتبادر إلى أذهان الكثيرين سؤالاً وهو متى يعمل فحص الشفافية؟ تخضع الحامل لهذا الفحص من الأسبوع 11 إلى الأسبوع 14 من الحمل، حيث يكون من الصعب إجراء الفحص قبل الأسبوع 11 من الحمل؛ لأن الطفل ما زال صغيراً.
لا يجرى هذا الفحص بعد الأسبوع 14؛ لأن أي سوائل زائدة متجمعة خلف الرقبة تمتص بواسطة جسم الجنين، ولكن قد يطلب من الأم إجراء فحص شفافية الرقبة في الشهور الثلاثة الثانية من الحمل إذا لم يجرى الفحص قبل الأسبوع 14 للاطمئنان على الجنين. [1]
قد يخطئ البعض في السؤال عن نتيجة قياس رقبة الجنين الطبيعي وإنما نتيجة الفحص هي معرفة سمك الجلد خلف الرقبة للجنين، والتي تصل إلى 2 مللي للجنين في الأسبوع 11، أما عندما يصل الجنين للأسبوع 13 فإن سمك الجلد الطبيعي يصل إلى 2.8 مللي، أما عن سمك رقبة الجنين المنغولي فيزيد عن هذه القيم الطبيعية.
تعد نتائج الفحص صحيحة بنسبة عالية، حيث يخطئ فحص الشفافية القفوية بنسبة 5% أي من بين كل 20 سيدة تخضع للفحص توجد نتيجة واحدة إيجابية خاطئة.
تزداد معدلات الإصابة بالعيوب الخلقية والجينية في الأجنة كلما زاد عمر الأم، لذا قد يعاد الفحص كي تدمج نتائجه مع حسابات أخرى مثل العمر واختبار الدم.
تظهر نتائج هذا الفحص بعد إجرائه بعد أيام ويمكن أن ينتظر الأطباء لفترة؛ كي تكون الأم في الثلاثة أشهر التالية من الحمل ليعاد الاختبار، ويدمج نتائج كلا من الفحص الأول في شهور الحمل الأولى والفحص الثاني.
إذا كانت نتيجة الفحص إيجابية، فقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات تشخيصية؛ للتأكد من هذه النتيجة حيث أن فحص الشفافية القفوية يعني أن هناك نسبة خطر عالية للإصابة باضطرابات جينية، ولكن الإصابة غير مؤكدة أو طبيعة الاضطراب غير محددة، لذا قد يطلب إجراء فحص السائل الأمنيوسي أو أخذ عينات من خلايا المشيمة، وهذه الفحوصات قد تسبب الإجهاض بنسبة تتراوح من 0.5% إلى 1%. [1] [3]
اقرأ أيضاً: الحمل بعد عمر 35
درست في كلية الصيدلة جامعة عين شمس وأحببت أن أقدم هذا العلم بصورة مبسطة للجميع فمزجت العلم بحبي الكتابة ليثمر عن هذه المقالات الطبية لتسهم في الوعي الثقافي والصحي