الطب المداري

الطب المداري أو طب المناطق الحارة هو فرع من فروع الطب يتعامل مع المشاكل الصحية التي تحدث بشكل فريد أو أكثر انتشاراً أو يصعب السيطرة عليها في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
كثير من الأمراض والإصابات المصنفة على أنها "أمراض استوائية" كانت مستوطنة في البلدان الواقعة في المناطق المدارية، وهذا يشمل انتشار الأوبئة مثل الملاريا والإيبولا والتهابات الدودة الشصية بالإضافة إلى أمراض نادرة للغاية. وقد تم السيطرة على العديد من هذه الأمراض أو حتى القضاء عليها من البلدان المتقدمة، نتيجة للتحسينات في السكن والغذاء والصرف الصحي والنظافة الشخصية.

مؤسس الطب المداري:

يُعرف السير باتريك مانسون بأنه "أب الطب المداري". أسس مدرسة لندن للصحة والطب المداري في عام 1899، ويرجع إليه الفضل في اكتشاف الطريقة التي ينتقل بها داء الفيل إلى البشر، عبر دودة نيماتودية مجهرية تسمى فِلاريا سانجوينيس هومينيس. وقام بدراسة هذه الدودة ودورة حياتها وحدد أن الديدان خضعت لتحول داخل البعوض وهكذا اكتشف البعوض كوسيلة لنقل داء الفيل. بعد هذا الاكتشاف تعاون مع رونالد روس لفحص انتقال الملاريا عبر ناقل البعوض. كان عمله مع اكتشاف الناقلات كطريقة للانتقال أمر بالغ الأهمية في تأسيس طب المناطق المدارية وفهمنا الحالي للعديد من الأمراض الاستوائية.

متطلبات الطب المداري:

• نهج متعدد التخصصات، يتطلب الطب المداري اتباع نهج متعدد التخصصات، حيث أن العدوى والأمراض التي يواجهها طب المناطق المدارية واسعة وفريدة من نوعها.
• يتطلب الطب المداري البحث والمساعدة من مجالات علم الأوبئة وعلماء الأحياء المجهرية، وعلماء الفيروسات وعلماء الطفيليات وعلماء اللوجستيات.
• يجب أن يكون لأطباء الطب الاستوائي مهارات اتصال فعالة، لأن العديد من المرضى الذين يتفاعلون معهم لا يتحدثون الإنجليزية بشكل مريح.
• يجب أن يكونوا بارعين في معرفتهم بالمهارات الإكلينيكية والتشخيصية، لأنهم في الغالب لا يملكون أدوات تشخيصية عالية التقنية في الميدان.
• يتألف الطب الاستوائي أيضاً من نهج وقائي، خاصة في الجانب التعليمي.
• تقييم العناصر الرئيسية التي تؤثر على المرضية وانتقال الأمراض المعدية الموجودة عادة في المناطق المدارية.
• تقييم عوامل الخطر التي تؤثر على الوقاية من الأمراض الاستوائية ومكافحتها وتشخيصها.
• تطبيق تقنيات تحديد الهوية، لأنها تتعلق بمسببات الأمراض المدارية المحددة وناقلات الأمراض.
• نقد الأساليب ذات الصلة لتخطيط وتقييم برامج السيطرة على الأمراض الاستوائية والوقاية منها.
• تطبيق تقنيات التشخيص والعلاج المناسبة للأمراض الاستوائية.

التدريب على الطب المداري:

• يختلف تدريب الأطباء الراغبين في التخصص في طب المناطق المدارية باختلاف البلدان المختلفة، فيجب أن يدرسوا علم الأوبئة وعلم الفيروسات وعلم الطفيليات والإحصاءات بالإضافة إلى التدريب اللازم للطب العام. البحث عن الأمراض الاستوائية وكيفية علاجها يأتي من كل من مراكز الأبحاث والبحوث الميدانية، بما في ذلك المراكز العسكرية.
• في المملكة المتحدة، إذا أراد طبيب أن يتخصص في طب المناطق الحارة، يجب أن يتدرب أولاً في الطب الداخلي العام وأن يتم قبوله في الكلية الملكية للأطباء. ويجب عليه دراسة تخصص الأمراض المعدية في الوقت الذي يكمل فيه دورة تدريبية بدوام كامل للحصول على دبلومة الطب المداري والصحة العامة، وتتم الدراسة في مدرستي لندن أو ليفربول للطب الاستوائي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يقضي عامين في أحد مراكز المملكة المتحدة المعتمدة للطب الاستوائي (الموجود في لندن أو ليفربول أو برمنغهام). يجب أن يقضي الأطباء في المملكة المتحدة الذين يرغبون في الحصول على شهادة في الطب الاستوائي ما لا يقل عن عام في الخارج في منطقة تفتقر إلى الموارد، عندئذ فقط يمكن اعتمادهم في طب المناطق الحارة.
• ويتشابه تدريب الأطباء الاستراتيجيين في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه ليس تخصصاً معترفاً به في أمريكا. ويجب على الأطباء إكمال كلية الطب وبرنامج يركز على الأمراض المعدية.
• بمجرد الانتهاء يمكن للأطباء أخذ امتحان الشهادة من الجمعية الأمريكية للطب الاستوائي والصحة من أجل الحصول على شهادة المعرفة في الطب الاستوائي السريري وصحة المسافرين.
• يتألف تدريب الأطباء الاستراتيجيين الهولنديين من سنتين سريريتين (التوليد وأمراض النساء، وطب الأطفال أو الجراحة العامة) ودورة لمدة ثلاثة أشهر في المعهد الملكي الاستوائي في أمستردام.
• الأطباء في هذا المجال لديهم المقدرة على تشخيص وعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض والعلل، ومعظم الأمراض التي يتعاملون معها متوطنة في المناطق المدارية. وهناك عدد قليل من أكثرها شهرة تشمل الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والسل. ويجب أن يكونوا على دراية بأمراض المناطق المدارية المنسية المهملة وعددها 18، والتي تشمل داء شاغاس وداء الكِلب وحمى الضنك. وقد أدت الظروف المعيشية السيئة في البلدان الاستوائية المتخلفة إلى ارتفاع عدد الأمراض غير المعدية، وتشمل هذه الأمراض السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتي كانت في الماضي تثير قلقاً أكبر في البلدان المتقدمة. ويجب أيضاً أن يكون الأطباء المدربين في مجال الطب المداري مستعدين لتشخيص وعلاج هذه الأمراض.

تحديات الطب المداري

الأمراض واسعة النطاق وتشمل:

• الملاريا - الناجمة عن البعوض الحامل للمرض.
• داء المثقبيات الأفريقي (مرض النوم).
• الزحار الأميبي وخراجات الكبد.
• حمى الضنك - تسببها بعوضة معينة.
• حمى إيبولا النزفية.
• داء الفيلاريات (على سبيل المثال داء الفيل).
• فيروس نقص المناعة البشرية والظروف الاستوائية وتعقيدها.
• داء البلهارسيات (مرض حاد / مزمن تسببه الديدان الطفيلية).
• لدغة الثعابين والعقارب والحشرات السامة الأخرى.
• مرض السل.
• حمى التيفوئيد.
• الديدان.
• الأمراض غير المعدية.

أمراض المناطق المدارية المهملة وتشمل:

• داء الكِلب.
• حمى الضنك وشِيكُونْغُونْيا (نَوعٌ مِنَ الحُمِّيَّاتِ النَّزْفِيَّة).
• مرض داء شاغاس.
• داء الليشمانيات أو الكالازار (مرض جلدي).
• داء المثقبيات الأفريقي البشري.
• قرحة بورولي.
• الجذام.
  التراخوما.
• الداء العليقي.
• داء الكيسات المذنبة.
• الدودة الغينية.
• مرض الأكياس المائية.
• مبيدات الحشرات الغذائية.
• داء الفيلاريات اللمفاوي.
• داء الديدان المنقولة عن طريق التربة.
• البلهارسيا.
• عمى الأنهار.
• الجرب.