طبيب الاعصاب

كان الإنسان يلجأ في الماضي إلى طبيب العائلة أو الطبيب العام عند إصابته بمرض ما، لكن مع تقدم الطب، وتطور وسائل التشخيص والعلاج، لم يعد بإمكان الطبيب العام أن يبقى ملماً بكافة تطورات وسائل التشخيص والعلاج، وبالتالي لم يعد قادراً على تقديم الخدمة الأفضل والعلاج الأنسب لمريضه، فأصبح لزاماً على الطبيب أن يتوجه لدراسة اختصاص معين والتعمق فيه، من تلك الاختصاصات المتطورة اختصاص الأمراض العصبية، فما هو هذا التخصّص؟ وما الأمراض التي يعالجها طبيب الأعصاب؟

من هو طبيب الاعصاب؟

طبيب الأعصاب هو طبيب متخصص في علاج أمراض الجهاز العصبي بأقسامه: الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب المحيطية. ويعمل أخصائي الأمراض العصبية على تشخيص الأمراض التي تصيب تلك الأعضاء وعلاجها، ولا يجري أخصائي الأمراض العصبية الجراحة.
يتوجب على أخصائي الأمراض العصبية إتمام دراسة ما يلي:

• التخرج من كلية الطب.
• التدريب في الأمراض الباطنية.
• إتمام سنوات التدريب في الأمراض العصبية.
• وقد يحصل بعض أخصائيي الأمراض العصبية على تدريب إضافي مثل التدريب على السكتات الدماغية، أو الصرع، أو الأمراض العصبية العضلية، أو تدبير الألم، أو مشاكل النوم، أو اضطرابات الحركة.

ما هي الحالات التي يعالجها طبيب الاعصاب؟

غالباً ما يعالج أخصائي الأعصاب المرضى الذين يعانون من هذه الحالات الطبية:

• السكتة الدماغية.
• الرضوض التي تصيب الجملة العصبية.
• أورام الجهاز العصبي.
• التهابات الجهاز العصبي مثل التهاب الدماغ، أو التهاب السحايا، أو خراجات الدماغ.
• التصلب المتعدد.
• الأعراض العصبية في سياق أمراض المناعة الذاتية.
• الصرع.
• الصداع مثل الصداع العنقودي، أو نوبات الشقيقة.
• أمراض الأعصاب المحيطية.
• الأمراض العصبية العضلية مثل الوهن العضلي الوخيم.
• الخرف واضطرابات الوعي والذاكرة.
• اضطراب الحركة مثل مرض باركنسون.
• اضطراب النوم.
• التصلب الجانبي الضموري (مرض لو غيريغ).
• اضطرابات الحبل الشوكي.
• اضطرابات النطق واللغة.

ما هي الاجراءات التي يقوم بها طبيب الاعصاب؟

يعمل طبيب الأمراض العصبية خلال الموعد الأول على إجراء الفحص السريري العام، والفحص العصبي، ويقيّم قوة العضلات، وردود الفعل وتنسيق الحركات، والحالة العقلية، والكلام، والرؤية، والمنعكسات، والإحساس.
بسبب تعقيد الأمراض العصبية وتشابه أعراضها؛ فمن المحتمل أن يحتاج الطبيب لإجراء واحد أو أكثر من الفحوص التالية:

• تحاليل دموية للدم والبول لتحري وجود إنتان، أو تسمم.
• البزل القطني: حيث يدخل طبيب الأمراض العصبية إبرة في العمود الفقري، ويأخذ عينة من السائل الشوكي الموجود هناك لتحري وجود نزف أو إنتان.
• اختبار Tensilon: يساعد هذا الاختبار في تقييم الوهن العضلي الوخيم.
• تخطيط الدماغ الكهربائي، وذلك بوضع أقطاب على فروة الرأس وقياس الموجات الكهربائية في الدماغ وتسجيلها، ويجرى بشكل خاص لمرضى الصرع.
• تخطيط العضلات الكهربائي.
• قياس مدى استجابة الدماغ للمحفزّات البصرية أو السمعية.
• خزعة العضلات أو الأعصاب لتحري وجود الأمراض العصبية العضلية.
• التصوير المقطعي المحوسب CT.
• الرنين المغناطيسي MRI.
• التصوير المقطعي بالبوزيترون PET.
• دراسات النوم.
• تصوير الأوعية الظليل والذي يساعد على تشخيص وجود انسداد في الأوعية الدموية التي تصل إلى الدماغ.

متى يجب زيارة طبيب الاعصاب؟

تتطلب بعض الأعراض استشارة عصبية، وقد يدفع ظهورها طبيب العائلة أو طبيب الأمراض الباطنية إلى طلب الاستشارة؛ ومنها:

• الصداع: يعاني جميع الناس من الصداع في مرحلة ما من حياتهم، وقد يحدث الصداع بسبب التوتر أو بسبب الإصابة بنزلة برد، أو التهاب الطرق التنفسية العليا. في بعض الحالات قد يكون الصداع أكثر حدة مثل نوبات الشقيقة التي تتظاهر على شكل نوبات صداع نصفي متكرر، وقد يشير إلى وجود مرض خطير مهدد للحياة مثل أورام الدماغ، أو زيادة الضغط داخل الجمجمة، لكن لحسن الحظ فإنّ هذه الحالات نادرة الحدوث.
• آلام الظهر أو الرقبة المزمن: يشير هذا الألم إلى وجود مشكلة عصبية مهمة بخاصة عند وجود ضعف عضلي مرافق، أو خدر في الأطراف، أو مشاكل في المثانة أو الأمعاء.
• الإحساس بالخدر أو الوخز: تسبب العديد من المشاكل الإحساس بالخدر أو الوخز، ولحسن الحظ فإن معظمها حميدة مثل القلق أو انخفاض السكر في الدم. لكن الخدر المترافق بضعف عضلي، أو الخدر الموجود على جهة واحدة من الجسم يجب أن يثير الشك بوجود مشكلة أكثر خطورة وبخاصة السكتة الدماغية، أو مشاكل الأعصاب المحيطية.
• الضعف العضلي: يرتبط الضعف العضلي بالإرهاق، أو التعب، أو نقص النوم، وغيرها. لكن وبشكل مشابه للخدر فإنّ الضعف العضلي في جانب واحد من الجسم قد يشير لاحتمال الإصابة بسكتة دماغية.
• اضطراب الحركة: تشمل اضطرابات الحركة طيفاً واسعاً من المشاكل منها الرعشة، وصلابة العضلات، وحدوث الحركات بشكل غير مقصود، وصعوبة المشي، وعجز المريض عن القيام بحركات معينة وغيرها. لا يعني وجود الرعشة الإصابة بداء باركنسون، فقد ترتبط الرعشات بالأدوية، والتدخين، والمنبهات، لكن وجود اضطراب في الحركة يجب أن يثير الشك بوجود مشكلة ما، ويدفع المريض لطلب الاستشارة.
• نوبات الصرع: قد تبدو هذا المصطلح مخيفاً للكثيرين، إلا أن جزءاً كبيراً من نوبات الصرع يكون خفيفاً ولا يحتاج لأي علاج. من جهة أخرى يجب تحري وجود المشاكل التي يمكنها أن تحرض حدوث نوبة صرع مثل انخفاض سكر الدم.

كما يجب مراجعة طبيب الأعصاب في حال وجود اضطرابات النوم، واضطرابات الذاكرة والتركيز، ونوبات فقد الوعي. وقد يلزم إجراء استشارة عصبية لبعض مرضى الدوار واضطرابات الرؤية.

كيف تتحضر لمعاينة طبيب الاعصاب؟

يمكن لبعض الخطوات البسيطة أن تجعل من مقابلتك لطبيب الأمراض العصبية أكثر جدوى، ومنها:

• القيام بتدوين الأعراض والمعلومات الصحية الأخرى، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالأدوية التي تتناولها، والحساسية التي تعاني منها، والأمراض السابقة، وتاريخ عائلتك من المرض.
  وضع قائمة بأسئلتك.
• أخذ معك نتائج الاختبار السابقة إلى طبيب الأعصاب.
• الطلب من أحد أفراد العائلة مرافقتك للتأكد من عدم نسيان أي شيء.
• لا تخف من طرح الأسئلة، وتأكد أنك فهمت جيداً التشخيص والعلاج والخطوات التي ينبغي اتباعها.