صرع نومي

• قد يضطرب النوم عند بعض الأشخاص، ليس بسبب الأحلام والكوابيس، وإنما بسبب التعرض لنوبات الصرع، ففي أنواعٍ معينةٍ من الصرع، لا تحدث النوبات إلا وقت النوم.
• تتواصل الخلايا الموجودة في دماغك مع عضلاتك وأعصابك ومناطق أخرى من الدماغ عبر إشاراتٍ كهربائيةٍ.
• في بعض الأحيان، تتدهور هذه الإشارات، مما يؤدي إلى إرسال عددٍ كبيرٍ جداً أو قليلٍ جداً من الرسائل. عندما يحدث ذلك، فإن النتيجة هي النوبة. إذا تعرضتَ لنوبتين أو أكثر على الأقل بين كل نوبةٍ والأخرى أربعٍ وعشرينَ ساعةً، ولم تكن بسبب حالةٍ طبيةٍ أخرى، فقد تكون مصاباً بالصرع.
• هناك أنواع مختلفة من الصرع، وتعتبر هذه الحالة شائعة، ويمكنك التعرض لها في أي وقت. لكن من المرجح أن يتم تشخيص حالاتٍ جديدةٍ بين الأطفال دون سن العاشرة، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن خمسةٍ وخمسسنَ عاماً
• كما هو الحال مع الصرع، هناك العديد من الأنواع المختلفة للنوبات. ولكنها تقع تقريباً في فئتين، هما: النوبات العامة والنوبات الجزئية.

لماذا تحدث العديد من نوبات الصرع أثناء النوم؟

• للصرع صلة معقدة مع النوم. يمكن أن تحدث النوبات أثناء النوم مع أي نوع من أنواع الصرع. ويتعرض بعض الأشخاص للنوبات فقط أثناء النوم في حين أن الآخرين يتعرضون للنوبات في النهار والليل. يتم تعريف الأشخاص الذين لديهم نوبات ليلية فقط في نومهم على أنهم مصابون بالصرع الليلي النقي.
• يتم تعريف الصرع الليلي على أنه نوبات الصرع التي تحدث بشكل حصري أو في الغالب (بنسبة 90%) خلال النوم. 
  غالباً ما تتأثر نوبات الصرع بشدة بدورة النوم والاستيقاظ. فعندما نذهب للنوم، تتغير لدينا الحالة من اليقظة إلى النوم. لكن أثناء النوم، تحدث العديد من التغييرات في الحالة أيضاً، والتي تسمى مراحل النوم. يُعتقد أن تغيير الحالة له تأثير على "نشاط الصرع" لدى الأشخاص المصابين بالصرع. وبعض النوبات تحدث في الغالب في مراحلَ معينةٍ من النوم.
• ويُعتقد أن النوبات الليلية تحدث بسبب التغيرات في النشاط الكهربائي في الدماغ عند التنقل بين مراحل النوم المختلفة، وبين النوم ومرحلة الاستيقاظ. على سبيل المثال، في حالة الاستيقاظ، تظل موجات الدماغ ثابتة إلى حد ما، ولكن أثناء النوم، تحدث العديد من التغييرات وتتحول الحالة وتتنقل بين المراحل التالية على التوالي:

1. من اليقظة إلى النعاس
2. ثم من النوم الخفيف إلى النوم العميق
3. ثم نوم حركة العين السريعة (REM)

وهذه الدورة كلها تحدث ثلاث إلى أربع مرات في الليلة الواحدة، كما تحدث العديد من التغييرات الهامة خلال مراحل النوم هذه.

الصرع الليلي عند الأطفال حديثي الولادة والأطفال اليافعين

تعتبر النوبات والصرع أكثر شيوعاً عند الرضع والأطفال أكثر من أي فئةٍ عمريةٍ أخرى. ومع ذلك، فإن الأطفال المصابين بالصرع غالباً ما يتوقفون عن التعرض للنوبات عند بلوغهم سن الرشد.
غالباً ما قد يخلط بعض الآباء بين الصرع الليلي وحالة أخرى تسمى الرمع العضلي الليلي عند حديثي الولادة، حيث أن الرضع الذين يعانون من الرمع العضلي يواجهون ارتعاش لا إرادي غالباً ما يبدو وكأنه نوبة صرع.

كيف يتم تشخيص الصرع أثناء النوم أو الصرع الليلي؟

• قد يكون من الصعب تشخيص النوبات الليلية لأنها تحدث أثناء النوم، وقد لا يدرك الشخص حدوثها، يمكن أيضاً أن يحدث خلط للنوبات الليلية مع بعض اضطرابات النوم الأخرى. وكما هو الحال مع معظم أشكال الصرع الأخرى، فإن حدوث نوبات سابقة، أو مشاهدة الشخص أثناء النوبات مهم للغاية منة أجل التشخيص. قد يقترح الطبيب أيضاً إجراء تخطيط فيديو للنوم، وغالباً ما يتم ذلك أثناء اليوم الذي تم فيه حرمان الشخص من النوم.
• إذا تُرِكت هذه الحالة دون تشخيص، قد يعاني الشخص من الكثير من النعاس خلال النهار. وهذا يمكن أن يؤثر على التركيز والانتباه والتعلم وكذلك السلوك والعواطف مما يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة.

هل يمكن للنوبات الليلية أن تتحول إلى نوبات نهارية؟

• إذا كان الشخص يتعرض للنوبات فقط أثناء النوم لعدة سنوات، فإن فرص حدوث النوبات التي تحدث أثناء الاستيقاظ تكون قليلة. لكن هذا لا يعني أن نوبات الصرع لن تحدث. على سبيل المثال، في حالات التوتر الشديد أو الحرمان من النوم، أو تغيير الدواء أو في حال الأعراض الانسحابية، يزداد خطر حدوث النوبات، ليلاً أو نهاراً.
• قد تحدث نوبات نهارية أيضًا إذا قرر شخص مصاب بالصرع الليلي أن يأخذ غفوةً، أو حتى حين يشعر بالنعاس الشديد خلال النهار.

كيف تتم السيطرة على النوبات؟

• من المهم أن تهدف إلى أفضل سيطرةٍ على النوبات المحتملة؛ لأن النوبات الليلية قد تتعارض مع النوم في كثيرٍ من الأحيان. يمكن أن يتطور هذا ليدخلكَ في دورةٍ من الحرمان من النوم، والذي يعد محفزاً معروفاً للنوبات، وبالتالي المزيد من النوبات.
• يتشابه علاج النوبات الليلية مع النوبات التي تحدث أثناء ساعات الاستيقاظ على الرغم من أن الطبيب قد يوصي أحياناً بجرعةٍ أعلى من الدواء المضاد للصرع.
  تعتمد الإدارة الطبية للنوبات على نوع النوبات وليس على وقت حدوثها.

إجراءات السلامة للأشخاص الذين يتعرضون للنوبات الليلية:

• اختر سريراً منخفضاً، وتجنب النوم على السرير العلوي، وأبقِ الأثاث الثقيل بعيداً عن السرير لمنع الإصابة أثناء السقوط.
• فكر في استخدام سجاد آمان على الأرض بجوار السرير إذا كان الشخص يميل إلى النزول من السرير أثناء النوبات. مثل السجاد المماثل لذلك المستخدم في الصالات الرياضية
• تشكّل المصابيح المعلقة على الحائط أقل خطر على السلامة من مصابيح الطاولة العادية أو مصابيح الدراسة، التي يمكن أن تسبب الأذى أثناء النوبات.
• هناك عدد من الأجهزة لمراقبة النوبات الليلية، وهي متاحة الآن للاستخدام في المنزل، وهي مصممة لتحديد فيما إذا كانت هناك نوبة تحدث أو أن التنفس قد انقطع، الأمر الذي يفعّل الإنذار حتى يتم تقديم المساعدة للشخص.
• إذا كان هناك شخص متاح لمساعدتك إذا كنت تعاني من نوبة صرع، فتحقق من أنهُ يعرف كيفية وضعك في وضعية التعافي (على جانبك) وما يجب فعله في هذه الحالة.
• قد يسمح للأشخاص الذين يعانون من النوبات بالقيادة إذا كانت تحدث النوبات لديهم بشكل خاص أثناء النوم فقط.