داء كروتزفيلد جاكوب هو اضطراب عصبي تنكسي نادر ومميت، يؤثر على شخص واحد من كل مليون شخص في العام على مستوى العالم. تبدأ أعراض المرض في وقت متأخر من عمر الإنسان حيث يبدأ في سن الستين تقريباً ولكنه يتقدم بسرعة، وقد يتطور إلى الخرف ومعظم المرضى يموتوا خلال عام من بداية الأعراض. ينتمي المرض لعائلة من الأمراض البشرية والحيوانية والتي تعرف بالاعتلال الدماغي الإسفنجي القابل للانتقال أو أمراض البريون.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من المرض:
تتكون أشكال غير طبيعية من البروتينات في الجهاز العصبي تسمى بالبريوينات التي تعتبر سبب مرض كروتزفيلد جاكوب، في النوع الوراثي من المرض تنشأ هذه البروتينات عند حدوث طفرة في الجين المسؤول عن تكوين البريون الطبيعي، ويبدأ البروتين ذو الطفرة بإعادة إنتاج نفسه مسبباً المرض، بينما في النوع الفرادي من المرض يحدث خلل في آلية عمل الخلايا مما يسبب إنتاج البريونات غير الطبيعية، ويحدث هذا الخلل عادةً مع التقدم في السن ما يفسر حدوث المرض في أعمار متقدمة. عند تكون البريونات فإنها تتجمع على شكل تكتلات تؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية وتلف خلايا الدماغ، ولا يعلم العلماء حتى الآن كيف يحدث هذا التلف او اعتلال الدماغ بالضبط. في بعض الحالات ينتشر المرض عن طريق زراعة الجافية (وهو النسيج الذي يغطي المخ) من شخص مريض إلى شخص سليم، أو زرع القرنيات، أو زرع أقطاب غير معقمة بشكل كاف في الدماغ أو حقن هرمون نمو ملوث من غدة نخامية بشرية لإحدى الجثث المصابة بالمرض. تشير بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى احتمالية انتقال المرض من خلال الدم، ولكن لا يوجد دليل على حدوث ذلك في البشر؛ كما لا يمكن الإصابة بالعدوى من خلال الهواء أو اللمس أو الاتصال العادي مع المرضى، ولكن يجب تجنب التعرض إلى نسيج المخ أو السائل النخاعي للمصابين بالمرض. اقرأ أيضاً: أمراض تنتقل عن طريق اللمسكيف يتم انتقال داء كروتزفيلد ياكوب؟
في المراحل المبكرة من المرض يعاني المريض من ضعف في الذاكرة، وتغيرات في السلوك، ومن أهمها: بالإضافة إلى عدم القدرة على تنسيق الحركة، ومشاكل في الإبصار. ويعتبر الخرف التدريجي والمزمن عرضاً مميزاً لجميع أنواع داء كروتزفيلد ياكوب، ومع تقدم المرض يزداد تدهور الجهاز العصبي للمريض ويعاني من حركات لا إرادية، وعمى، وضعف بالأطراف، وعدم قدرة على الحركة أو الكلام ثم غيبوبة. تتشابه أعراض داء كروتزفيلد جاكوب مع أمراض الأعصاب المترقية الأخرى مثل: مرض الزهايمر، أو مرض هنتنغتون.
يمكن تشخيص مرض كروتزفيلد جاكوب بالطرق التالية:
في الوقت الحالي، فإن علاج مرض كروتزفيلد جاكوب غير متاح، إذ لا يوجد علاج يمكنه أن يشفي أو يسيطر على أعراض داء كروتزفيلد جاكوب، وعلى الرغم من وجود عدة أبحاث على مجموعة متنوعة من الأدوية. يهدف العلاج الحالي إلى تخفيف الأعراض؛ يمكن أن تساعد الأدوية الأفيونية في تخفيف الألم وقد تساعد الأدوية المضادة للصرع مثل كلونازيبام، أو فالبروات الصوديوم. وفي المراحل المتقدمة من المرض يحتاج المريض لسوائل وريدية وتغذية اصطناعية.
يجب أن يتجنب الأشخاص المشكوك أو المؤكد إصابتهم بالمرض، أو الذين لديهم تاريخ وراثي عائلي من الإصابة بالمرض التبرع بالدم أو الأعضاء. يجب الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بالمرض لدى مقدمي الرعاية الصحية والعاملين بمجال الصحة والذين يقومون بتحضير الجثث للجنازات تكون أعلى؛ وحيث إن إجراءات التعقيم العادية لا تدمر البريونات فيجب عليهم اتباع الاحتياطات الآتية: اقرأ أيضاً: العدوى المكتسبة في المستشفى تهدد حياة الكثيركيف يمكن تقليل انتشار مرض كروتزفيلد جاكوب؟
بتصرف من مجلة بلسم لشهر آيار (مايو)، 2021، العدد رقم 551. National Institute of Health (NIH). Creutzfeldt-Jakob Disease Fact Sheet. Retrieved on the 29th of May, 2021, from: National Health Service (NHS). Creutzfeldt-Jakob disease. Retrieved on the 29th of May, 2021, from: https://www.nhs.uk/conditions/creutzfeldt-jakob-disease-cjd/ Centers of Disease Control and Prevention (CDC). Creutzfeldt-Jakob Disease, Classic (CJD). Retrieved on the 29th of May, 2021, from: https://www.cdc.gov/prions/cjd/index.html
مجلة "بلسم" هي مجلة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي مجلة طبية اجتماعية تربوية، تساهم في تعزيز الوعي الصحي والاجتماعي والتربوي بين أوساط الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين والشتات، والشعب العربي. ولصفتها هذه فإن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، و"الأونروا" أوعزتا لمدارسها الاشتراك فيها، ومثلهما فعلت وزارة التربية والتعليم الأردنية، وان وزارة التعليم العالي السورية اعتمدتها مصدراً من المصادر العلمية، التي يمكن الوثوق بها والرجوع إليها عند الحاجة. عدا عن أنها توزع بالمئات في الأردن، وسورية، ولبنان.