يقول الخبراء أنه من المرجح أن يتعرض الأشخاص الآثار جانبية أقوى بعد الحصول على الجرعة الثانية من لقاح كورونا. وقد لاحظ الخبراء أن هذه الآثار الجانبية عادة ما تكون خفيفة وتختفي بعد 48 ساعة من التطعيم، وقد أفاد بعض الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح أنهم يشعرون بالمرض بعد أخذ الجرعة الأولى.
ولكن يؤكد الخبراء أن الجرعة الثانية يمكن أن تتبعها أعراض أكثر شدة مثل الحمى والتعب، والصداع، والوجع في موقع الحقن على الذراع. وتعتبر هذه الأعراض دليلاً على أن اللقاح قد حرك استجابة الجهاز المناعي.
ملايين الجرعات تساهم في تقليل الاصابات
في الولايات المتحدة تلقى حتى الآن أكثر من 55 مليون شخص الجرعة الأولى من لقاح كورونا، وتلقى حوالي 15 مليون شخص الجرعة الثانية. قال باول أن الجرعة الاولى من اللقاح تعلم الجسم كيف يتفاعل مع الفيروس، إذ يبدأ بإنتاج الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة التائية التي تتعرف على بروتين الفيروس من الجرعة الأولى، ثم تكون استجابة الجهاز المناعي أكثر قوة عند إعطاء الجرعة الثانية.
الآثار الجانبية المتوقعة
كشفت كل من شركة فايزر وموديرنا عن الآثار الجانبية التي تعرض لها المشاركون أثناء التجارب السريرية للقاحات، إذ ظهرت آثار جانبية مشابهة لما ظهر في الأشخاص بعد تلقي اللقاح، خاصةً بعد الجرعة الثانية. قال الدكتور شارون ناخمان، رئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى ستوني بروك للأطفال في نيويورك أنه من الشائع رؤية تفاعلات بعد الجرعة الثانية، فمثلاً بعد إعطاء لقاح الكزاز ولقاحات البالغين الأخرى مثل لقاح الهربس النطاقي، فإن ردود الأفعال والآثار الجانبية بعد الجرعة الثانية تكون أكثر شدة من آثار ما بعد الجرعة الأولى.
وعادةً ما تميل الآثار الجانبية الخفيفة للقاح كورونا إلى الشفاء في غضون 48 ساعة من الحقن. وتميل الآثار الجانبية الأكثر وضوحاً للحدوث بين الأشخاص الأصغر سناً مقارنةً بالأكبر سنًا، ويعود ذلك على الأرجح إلى أن جهاز المناعة لديهم أكثر قوة. فكلما كان المريض أكبر سناً، قل احتمال أن يكون رد الفعل كبيراً أو شديداً.
للمزيد: تحذير من تناول مسكنات الالم قبل تلقي لقاح كورونا
نسبة حدوث الآثار الجانبية
كانت معدلات حدوث الآثار الجانبية للأشخاص الذين تلقوا الجرعة الاولى والثانية من لقاحي فايزر وموديرنا كما يلي:
- ردود الفعل التحسسية: كانت نادرة، وقد تم ملاحظتها تجاه لقاح موديرنا أكثر من لقاح فايزر.
- الحمى: كانت نسبة الإصابة بها كما يلي:
- لقاح فايزر: 7% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-55 عام والذين تلقوا الجرعة الأولى أبلغوا عن الحمى، مقارنة بـ 31% أبلغوا عن الحمى بعد تلقي الجرعة الثانية.
- لقاح موديرنا: أبلغ 7% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 64 عام عن الحمى بعد الجرعة الأولى، وأفاد 17% أنهم أصيبوا بالحمى بعد الجرعة الثانية.
- التعب: كان أحد أكثر الآثار الجانبية شيوعاً خاصةً بعد الجرعة الثانية من اللقاحين.
- الصداع والقشعريرة: كانت أكثر حدوثاً بعد الجرعة الثانية في كلا اللقاحين.
- الإسهال أو القيء: كان عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن إصابتهم قليل سواء في الجرعة الأولى أو الثانية من اللقاحين.
كان الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عام، وقد تلقوا لقاح فايزر أقل عرضة للإبلاغ عن أي من هذه الآثار الجانبية.
بغض النظر عن الآثار الجانبية فإن اللقاح مفيد
في حين أن بعض الناس لا زال لديهم قلق بشأن الآثار الجانبية للقاح، فقد أكد باول أنه لا يجب أن نقلق إذا لم يشعر الشخص بالمرض بعد الجرعة الأولى أو الثانية من اللقاح، وبالنسبة لمعظم الناس، إن اللقاح طبيعي، والبعض الآخر لا يظهر عليه أي أعراض، إذ إن الآثار الجانبية تختلف من شخص لآخر وأن قلة الأعراض لا تعني أن جهاز المناعة لا يعمل بشكل صحيح.
وأضاف أن الخوف من الآثار الجانبية لا ينبغي أن يمنع الناس عن الحصول على دورة التطعيم الكاملة، مشيراً إلى أن الجرعة الأولى من اللقاح تحسن المناعة بنحو 50%، وبعد حوالي أسبوعين فقط من الجرعة الثانية يحمي اللقاح ضد مرض كوفيد -19 بنسبة 95%.
للمزيد: اعراض طويلة الامد تصيب الاشخاص بعد التعافي من كورونا