يستعد الباحثون لبدء تجربة سريرية مبكرة هذا الشهر لدراسة لقاح مضاد لفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز، ويعمل اللقاح الذي سيتم تجربته بتقنية الرنا المرسال (بالإنجليزية: Messenger RNA, mRNA)، وهي نفس التقنية المستخدمة في لقاح كورونا عالي الفعالية.
وستختبر التجربة، التي تستند إلى بحث سابق أجرته مبادرة لقاح الإيدز الدولية وبحوث سكريبس، المرحلة الأولى من نظام لقاح متعدد الخطوات.
ويعتبر الهدف النهائي للقاح هو تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة على نطاق واسع تستهدف سلالات متعددة من فيروس نقص المناعة البشرية.
وستكون هناك حاجة لتجارب سريرية إضافية قبل أن يتوفر لقاح قادر على الوقاية من عدوى فيروس العوز المناعي البشري.
آلية عمل اللقاح
تعمل لقاحات mRNA على تدريب الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة تستهدف بروتين سبايك للفيروس، وتمنع الفيروس من إصابة الخلايا. ويحتوي لقاح mRNA على مخطط لصنع بروتين معين، ثم يقدم اللقاح هذه التعليمات إلى الخلايا التي تنتج البروتين بعد ذلك.
ويحتوي الفيروس المسبب للإيدز على بروتين فيروسي على شكل مسمار أو دبوس (بالإنجليزية: Spike protein) معروف باسم بروتين الغلاف. ويختلف شكل هذا البروتين باختلاف سلالات الفيروس، مما يجعل استهداف الأجسام المضادة له أكثر صعوبة. حيث أن الأجسام المضادة ضد نوع واحد من فيروس نقص المناعة البشرية لن تمنع الارتفاع في نوع آخر.
ويتعين على الباحثين عزل أجسام مضادة ترتبط بمواقع معينة لا تتغير كثيراً على بروتين سبايك. وفي أوائل التسعينيات، عزل العلماء لأول مرة الأجسام المضادة التي تستهدف المناطق غير المتغيرة أو المحفوظة من بروتين غلاف فيروس نقص المناعة البشرية، وتم تحديد الأجسام المضادة الإضافية منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، فإن الانتقال من اللقاح إلى تحييد الأجسام المضادة على نطاق واسع يتطلب خطوات متعددة. وقد طور الباحثون لقاحاً مرشحاً يحفز جهاز المناعة على إنتاج الخلايا الأولية اللازمة لبدء هذه العملية.
وأظهرت النتائج الصادرة في وقت سابق من هذا العام من المرحلة الأولى من التجربة السريرية أن 97 ٪ من المشاركين الذين تلقوا اللقاح أظهروا الاستجابة المناعية المرغوبة.
وتعد هذه الخطوة التمهيدية هي الأولى من عدة خطوات يأمل الباحثون أن تؤدي إلى تحييد الأجسام المضادة ضد فيروس نقص المناعة البشرية على نطاق واسع.
تفاصيل الدراسة
سيشارك في هذه التجربة السريرية 56 شخصاً سليماً غير مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، وسيتم اختبار نسختين من اللقاح المرشح على المشاركين.
وستتلقى مجموعتين من الأشخاص مزيجاً من نسختي اللقاح المرشحين، وستتلقى المجموعتان الأخريان واحدة منهما فقط. وسيقوم الباحثون بالتحري لمعرفة ما إذا كان اللقاح يولد الاستجابة المناعية المرغوبة، وما إذا كانت هناك أي مخاوف تتعلق بالسلامة.
وتعد هذه التجربة ليست سوى الأولى من بين عدة تجارب سريرية، لذا سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعرف العلماء ما إذا كان هذا النهج يمكن أن يمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
الخلاصة
على الرغم من أن تقنية mRNA تبدو واعدة، إلا أن العثور على لقاح آمن وفعال للوقاية من عدوى فيروس العوز المناعي البشري أثبت على مدى العقود القليلة الماضية أنه يمثل تحدياً كبيراً.
وتعد هذه التجربة لإيجاد لقاح ضد فيروس العوز المناعي البشري ليست الأولى من نوعها؛ حيث تم إجراء تجربة سريرية للقاح يستخدم نفس التكنولوجيا المستخدمة في لقاح فيروس كورونا من شركة جونسون اند جونسون، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً.
ويحذر الباحثون أنه حتى إذا تم تحديد لقاح مرشح محتمل لفيروس نقص المناعة البشرية قريباً، فسوف يستغرق الأمر وقتاً لاختباره في التجارب السريرية ونشره للعالم.
للمزيد: الايدز بين العلاج والتعايش