لم يتمكن تحليل أجراه باحثون أستراليون من إيجاد أي صلة بين لقاحات الأطفال وزيادة خطر حدوث الحساسية والربو، بل وجد التحليل أن الأطفال الذين تلقوا لقاح التدرن الرئوي أو السل الرئوي BCG كانوا أقل عرضة للإصابة بالأكزيما من الأطفال الآخرين، ولكن لم يكن هناك اختلاف في نسبة الإصابة بأي من الحساسية أو الربو.
وقد كتب الباحثون في تقرير نشر في مجلة Allergy: "لم نجد أي دليل على أن تطعيم الأطفال بالمطاعيم الشائعة كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض الحساسية في وقت لاحق".
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة كارولين جيه لودج، الحاصلة على درجة الدكتوراه في جامعة ملبورن بأستراليا، أن سبب الدراسة الأخيرة هو ازدياد نسبة الحساسية في جميع أنحاء العالم في الخمسين عاماً الماضية، بل قبل ذلك حتى في البلدان المتقدمة، كما أنها لا تزال تشكل أزمة في البلدان النامية ولا أحد يعرف لماذا. وتؤثر أمراض الحساسية مثل التهاب الأنف التحسسي (حمى القش) والحساسية الغذائية تأثيراً خطيراً على نوعية الحياة.
ووفقاً لشبكة الربو العالمية، فإن هناك 334 مليون شخص مصاب بالربو. كما يعاني ما بين 2٪ و 10٪ من البالغين من الأكزيما التأتبية، وأكثر من 250000 شخص يعانون من الحساسية الغذائية. وتتزامن هذه النسب تصادفاً مع زيادة التطعيم الشامل للأطفال.
وعلى عكس الجدل الدائر حول المطاعيم والتوحد، والذي تم فضحه منذ فترة طويلة على أنه لا أساس له من الصحة، فإنه وفقاً لفرضية اللقاح والحساسية التي لا تزال قائمة، فإنه عندما يكتسب الأطفال مناعة من العديد من الأمراض، يصبحون عرضة لردود الفعل التحسسية. وبفضل اللقاحات، أصبح الأطفال في العالم المتقدم الآن محصنين بشكل روتيني ضد عشرات الأمراض.
وتؤدي هذه المناعة إلى تثبيط استجابة الجسم المضاد الرئيسية، وزيادة الحساسية لمسببات الحساسية وأمراض الحساسية. وقد استخدم معارضو اللقاحات الشكوك في وجود صلة بين الحساسية ولقاحات الطفولة في حملات الضغط التي تهدد استدامة برامج اللقاحات. وفي الأيام الأخيرة، على سبيل المثال، أوقفت ولاية تينيسي برنامجاً لتشجيع التطعيم ضد فيروس كورونا وكذلك جميع اللقاحات الأخرى، نتيجة الضغط على الولاية من خلال الجماعات المناهضة للتلقيح.
ولكن الباحثين في ملبورن أفادوا أنه بالنظر إلى 42 دراسة بحثية منشورة، لم تدعم أي منها فرضية اللقاح والحساسية. وقد اختار الباحثون الدراسات التي سيتم تضمينها في التحليل، بحثاً عن نتائج الحساسية لدى الأطفال الذين تم إعطاؤهم لقاح السل BCG، أو لقاح الحصبة، أو لقاح السعال الديكي.
وتعتبر هذه الدراسة الأسترالية ليست الوحيدة التي تظهر عدم الارتباط بين التطعيم والحساسية. حيث لم تجد الدراسة الدولية للربو والحساسية في الطفولة (ISAAC) أي ارتباط بين التطعيم الجماعي والحساسية. وأظهرت دراسة سويدية أجريت عام 1998 على 669 طفلاً عدم وجود فروق في الإصابة بأمراض الحساسية بين أولئك الذين تلقوا لقاح السعال الديكي وأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وشدد ماثيو ب. لورنز، الأستاذ المساعد في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة ميريلاند، إن خلاصة القول هي أن اللقاحات تمنع الأمراض المعدية.
وأن الدراسات الوبائية واسعة النطاق لا تدعم النظرية القائلة بأن اللقاحات مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالحساسية أو الربو. كما يجب عدم ثني الآباء عن تطعيم أطفالهم بسبب مخاوف من أن ذلك قد يزيد من مخاطر الحساسية أو الربو.