ذكرت دراسة حديثة نشرت في مجلة Diabetologia والتي تم إجراؤها من قبل أعضاء في الرابطة الأوروبية لدراسة السكري أن جراحة تحويل مسار المعدة تساعد المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني على التخفيف من آثاره.
وركزت الدراسة على تأثيرات عملية تحويل مسارالمعدة على التخفيف من آثار مرض السكري، ومقدمات الإصابة به، واحتمالية الانتكاس، والمضاعفات الجراحية، وحدوث المضاعفات المرتبطة بالأوعية الدموية الدقيقة (اعتلال الشبكية، والاعتلال العصبي ، الخ) والأوعية الدموية الكبيرة (انسداد الشرايين). ومع ذلك، فإن احتمالات الشفاء من مرض السكري تجعل بعض ممارسي الصحة المختصين بمرضى السكري يشعرون بشيءٍ من القلق.
تعد عملية تحويل مسارالمعدة واحدة من العديد من خيارات جراحة إنقاص الوزن المتاحة اليوم، وبحسب شرح الجمعية الأمريكية للجراحة الاستقلابية وجراحة السمنة (ASMBS) فإن هذه الجراحة تعمل على التقليل من حجم المعدة عن طريق فصل الجزء العلوي من المعدة عن بقية المعدة ومن ثم فصل القسم الأول من الأمعاء الدقيقة أيضاً وتقصيره بشكل أساسي، ثم يعاد ربطه مع الكيس الأصغر للمعدة.
وتكون النتيجة هي تقليل عدد السعرات الحرارية التي يمكن للمرضى استهلاكها في الوجبة الواحدة وعلى مدار اليوم، لأنّ الإفراط في تناول الطعام سيؤدي إلى الشعور بالألم، والتقيؤ، والشعور بقدر كبير من الانزعاج.
ويفقد المرضى وزنهم لأن الجهاز الهضمي أصبح يمتص سعرات حرارية أقل- ولكن هذا يعني نقصًا في الفيتامينات والمعادن أيضًا.
وتضيف الجمعية الأمريكية للجراحة الاستقلابية وجراحة السمنة: "الأهم من ذلك، أنّ إعادة توجيه تيار الطعام ينتج عنه تغيرات في هرمونات القناة الهضمية التي تشجع على الشبع، وتقمع الجوع، وتعكس إحدى الآليات الأساسية التي تؤدي بها السمنة إلى داء السكري من النوع الثاني".
كيف يؤدي ربط المعدة إلى التخفيف من آثار السكري من النوع الثاني؟
أولاً، يحسن فقدان الوزن من حساسية الإنسولين ويقلل من مقاومة الإنسولين.
ثانياً، تؤدي إعادة تشكيل الأمعاء الدقيقة إلى زيادة إنتاج الهرمون الذي يساعد في التحكم بمستويات السكر في الدم. وغالبًا ما يُنظر إلى هذا التأثير مباشرة بعد الجراحة، مقابل آثار فقدان الوزن.
خلال الأشهر الستة الأولى بعد العملية، أفاد معدو الدراسة أن 65% من المشاركين تحسنت لديهم أعراض الإصابة بالسكري.
وبعد 12 شهرًا من الجراحة، ارتفع معدل تحسن حالة المريض إلى 74% واستمر بالتحسن خلال السنوات الخمس الأولى بعد العملية.
بعد مرور خمس سنوات، عانى حوالي 25% من المشاركين من انتكاسة في مرض السكري من النوع الثاني.
تخفيف الآثار لا يعني الشفاء التام
صنفت الدراسة المرضى على أنهم "في حالة تحسن" في حال كانت قراءة السكر التراكمي لديهم أقل من 6.5% ولا يتناولون أي دواء للسكري.
ويعبر السكر التراكمي عن مستويات السكر في الدم خلال فترة الأشهر الثلاثة السابقة. حيث تترجم قراءة 6.5 في المئة إلى نسبة السكر في الدم من 140 ملغ/ ديسيلتر، وهو ما يزيد عن الهدف للإنسان الذي لا يعاني من مرض السكري (من 70 إلى 130 ملغ/ ديسيلتر).
بالنسبة للمرضى في الدراسة الذين استمروا في تناول دواء الميتفورمين، تم تعريف التحسن على أنه قراءة السكر التراكمي التي تقل عن 6٪. وبعبارة أخرى، على الرغم من أنهم كانوا لا يزالون يتناولون أدوية لخفض مستويات السكر في الدم، صنفت الدراسة مرضى السكري على أن حالتهم "مستقرة" في حال كانت قراءة السكر التراكمي منخفضة بما يكفي.
وبالتالي فإن هذه الجراحة لا تهدف إلى الشفاء التام من مرض السكري، وإنما إلى تحسين حالة المريض وتخفيف حدة الأعراض.
في حين يعتقد الكثيرون أن مرض السكري من النوع 2 هو ببساطة نتيجة لزيادة الوزن ، وعدم النشاط ، واتباع نظام غذائي ضعيف يؤدي إلى مقاومة الأنسولين ، فإنه في الواقع أكثر تعقيدًا.