أظهرت دراسة جديدة في إيران أن فيروس كورونا قد يؤدي إلى إتلاف الحيوانات المنوية، إذ يمكن أن تؤثر الإصابة سلباً على الإجهاد التأكسدي و وقد تؤدي إلى الالتهابات في السائل المنوي.
وقد قال فريق الباحثين بقيادة طالب الدكتوراه بهزاد حاجي زاده مالكي، الذي يعمل حالياً في جامعة جوستوس ليبيج جيسين في ألمانيا أن حجم الآثار الضارة على الحيوانات المنوية مرتبط بشدة المرض، وقد يكون هذا التأثير مؤقتاً، ويتراجع مع مرور الوقت، ويذكر هؤلاء الباحثون أن الجهاز التناسلي الذكري يمكن استهدافه وإتلافه بسبب عدوى فيروس كورونا. وبالرغم من هذه النتائج فإن الخبراء ومنهم آلان باسي أستاذ الطب التناسلي في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة الذي قال أنه يحتاج إلى توخي الحذر الشديد في تفسير هذه البيانات.
لذا قام مؤخراً بمراجعة 14 مقالة بحثية أولية منشورة وتوصل إلى استنتاج مختلف تماماً عن استنتاج مالكي وزملائه. وقال أنه حتى الآن فإن البيانات المنشورة بدت مطمئنة على نطاق واسع بأن أي تأثير قابل للقياس لفيروس كورونا على خصوبة الذكور ربما يكون طفيفاً ومؤقتاً فقط، لكن من المهم بالطبع استمرار الدراسات بشأن هذا الموضوع.
للمزيد: فيروس كورونا الجديد يحتاج نحو أسبوعين للشفاء
وقالت تشانا جاياسينا الحاصلة على درجة الدكتوراه وهي قارئة في طب الغدد الصماء التناسلية والطب التناسلي في كلية إمبريال في لندن أنه بسبب وجود مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين المستخدم بواسطة فيروس لدخول الخلايا في الخصيتين، فإن هناك قلقاً بشأن احتمال ضعف خصوبة الذكور بعد الإصابة. لكنها أشارت أن المرض الناجم عن العديد من الفيروسات يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مؤقت في عدد الحيوانات المنوية وقد يصل هذا الانخفاض إلى الصفر لبضعة أسابيع أو شهور.
ويذكر الخبراء أن هذا التأثير يتفاوت بين الرجال الذين أصيبوا بفيروس كورونا، ويعود إلى عدة عوامل من الحالة الصحية، والعلاجات التي يتلقاها الشخص، وطبيعة أجسامهم. لذا فإن الباحثين يتفقون على أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات في مجموعات أكبر مع فترات متابعة طويلة. ويذكر العلماء أن هناك عوامل أخرى تؤثر في السائل المنوي مثل العلاج بالستيرويدات، ومضادات الفيروسات، يمكن أن تسبب تلفاً في الخصية وتضر بجودة السائل المنوي ووظيفته مما قد يفسر الآثار الضارة لعدوى فيروس على الجهاز التناسلي الذكري.
وفيما يلي تفاصيل الدراسة التي قام بإجرائها فريق الباحثين الإيراني:
قام الباحثون بدراسة شارك فيها 84 رجلاً في سن الإنجاب (20-40 سنة) مع إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، في مستشفى مسيح دانشفاري في طهران، إيران، بين آذار ونيسان 2020. وقد كان الهدف من الدراسة معرفة التغيرات التي تحدث في نشاط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 في السائل المنوي، والسيتوكينات المسببة للالتهاب، والأخرى المضادة للالتهابات، والعوامل المؤكسدة ومضادات الأكسدة، ومتغيرات موت الخلايا المبرمج، ومعايير جودة السائل المنوي، تم أخذ أول عينة للسائل المنوي بعد 15 يوم من تأكيد الإصابة بفيروس كورونا، ثم أخذ عينات أخرى من السائل المنوي بعد 10، 20، 30، 40، 50، 60 يوم.
تمت مقارنة هذه النتائج مع 105 نتيجة من نتائج فحص السائل المنوي لأشخاص صحيين لم يصابوا بكورونا، ومتطابقين بالعمر مع الأشخاص الذين تمت عليهم الدراسة. وقد كانت النتائج كما يلي:
- تأثر السائل المنوي في المصابين بفيروس كورنا كالتالي:
- تأثر خفيف: 1.2%.
- تأثر متوسط: 27.4%.
- تأثر شديد: 32.1%.
- تأثر حرج: 39.3%.
- كان نشاط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 أعلى بشكل ملحوظ لدى الرجال في المجموعة المصابة بفيروس كورونا، ويبدأ هذا النشاط بالانخفاض مع الوقت، ويظهر الانخفاض الكبير بعد 30-60 يوم، مقارنة مع الأصحاء الذين لم تكن لديهم تغييرات كبيرة في نشاط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2.
- لدى الأشخاص المصابين بكورونا مستوى أعلى من العلامات الالتهابية في خلايا الحيوانات المنوية بنسبة 100% مقارنة مع الأشخاص الأصحاء.
- بالنسبة لموت الخلايا المبرمج فقد انخفض تركيز الحيوانات المنوية بنسبة 516٪، والحركة بنسبة 209٪، وتغير شكل الحيوانات المنوية بنسبة 400٪.
للمزيد: معلومات قد تهمك عن السائل المنوي/الحيوانات المنوية