توصلت دراسة إلى أن المخدر المعروف باسم غاز الضحك (أكسيد النيتروز، وهو أحد أقدم أنواع التخدير وأكثرها شيوعاً) قد يكون بديلاً آمناً وفعالاً لعلاج الاكتئاب عندما تفشل مضادات الاكتئاب في علاجه.
تفاصيل الدراسة
يأتي هذا الاكتشاف نتيجة دراسة أجريت بمشاركة 28 مريض يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج، وهي حالة خطيرة تؤثر على حوالي ثلث المرضى الذين يعانون من اضطراب اكتئابي شديد، وغالباً ما تفشل مضادات الاكتئاب في توفير الراحة لهؤلاء المرضى.
للمزيد: ما هو الفرق بين الاكتئاب الخفيف، المتوسط والشديد؟
وقد جرب فريق البحث اثنين من تراكيز الغاز الضاحك:
- تركيز 50٪ من أكسيد النيتروس (بالإنجليزية: Nitrous Oxide).
- تركيز 25٪ من أكيد النيتروز.
وتراوحت أعمار المرضى بين 18 و 75 عاماً. وقد طلب من جميع المرضى مواصلة علاجاتهم المعتادة للاكتئاب، والحفاظ على نظام حياتهم المضاد للاكتئاب الحالي.
للمزيد: نصائح للتخلص من الاكتئاب من دون أدوية
وقد تم تعريض حوالي ثلث المرضى لثلاث جلسات من علاج استنشاق أكسيد النيتروز بنسبة 50٪، وتم إعطاء ثلثهم علاج استنشاق أكسيد النيتروز بنسبة 25٪، واستنشق الثلث الأخير أكسجين لا يحتوي على غاز الضحك.
وتم تقديم العلاج عن طريق قناع الوجه، وتمت مراقبة جميع المرضى لمدة تصل إلى ساعة واحدة بعد العلاج.
وبعد انسحاب 4 مرضى من الدراسة، تم استخلاص النتائج من مجموعتين من المرضى:
- 20 مريضاً أكملوا جلسات الاستنشاق الثلاث.
- 4 مرضى أكملوا جلسة واحدة على الأقل.
للمزيد: غاز الضحك
نتائج الدراسة
بعد 3 جلسات استنشاق غاز الضحك لمدة ساعة واحدة موزعة على 3 أشهر، شعر 85 ٪ من المرضى بتحسن كبير من الاكتئاب استمر أسابيع بعد العلاج.
ووجد الباحثون أن كلا المجموعتين (الذين تلقوا 3 جلسات أو جلسة واحدة) استفادتا كثيراً من العلاج. كما ازدادت السيطرة على الاكتئاب بمرور الوقت، حيث استمرت لمدة تصل إلى شهر بعد العلاج بين بعض المرضى.
وفي غضون 3 أشهر، وجد الباحثون أن 85٪ من المرضى قد تحسنت أعراضهم و 40٪ بدؤوا في التعافي من الاكتئاب.
كما وجد الباحثون أن كلا التركيزين من غاز الضحك كان له نفس الفاعلية، إضافة إلى أن استخدام تركيز أقل من أكسيد النيتروز يقلل أيضاً من مخاطر الآثار الجانبية 4 أضعاف.
كيف يخفف غاز الضحك الاكتئاب؟
تعد آلية تأثير أكسيد النيتروس على الاكتئاب غير معروفة، ومن المحتمل أنها تختلف عن الطريقة التي يسبب بها التخدير، وتخفيف الآلام. وقد تكون النظرية الأكثر قبولاً هي أن أكسيد النيتروس يحجب مستقبلاً في الدماغ يسمى مستقبلات NMDA، وهي أيضاً الآلية الرئيسية لدواء الكيتامين.
والكيتامين هو دواء مجدول من الدرجة الثالثة، يستخدم في المستشفيات كمخدر، كما تم اكتشاف إمكانية استخدامه كعلاج للاكتئاب. ووفقاً لستيفن هولون، أستاذ علم النفس في جامعة فاندربيلت في برينتوود بولاية تينيسي، فإن الكيتامين هو أهم اكتشاف في عالم أبحاث علاج الاكتئاب.
الخلاصة
كانت السيطرة على الاكتئاب التي شوهدت بين المرضى الذين تعرضوا لجرعة منخفضة من غاز الضحك جيدة أو أفضل مما كان يأمل الباحثون في الحصول عليه، خاصة أن هؤلاء مرضى مقاومون للعلاج.
وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة بيتر ناجيلي، رئيس قسم التخدير والرعاية الحرجة في جامعة شيكاغو: "وجدنا أن غاز الضحك بتركيز أقل بكثير مما هو مستخدم أثناء إجراءات طب الأسنان يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الذي يصعب علاجه".