قد يتمكن اختبار دم بسيط في المستقبل من الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، مما قد يروق للأشخاص الذين يؤجلون الفحوصات حالياً بسبب الإجراءات غير السارة مثل جمع عينة من البراز، أو تحضير الأمعاء قبل إجراء تنظير القولون.
ويعد الالتزام الحالي بفحص سرطان القولون والمستقيم أقل من الموصى به، وهناك حاجة إلى طرق أبسط. وهنا يظهر فحص الدم LUNAR-2 كبديل قابل للتطبيق للفحص العام لمتوسط عدد الأشخاص المعرضين للخطر.
ويوفر دمج اختبار الدم، الذي يتم سحبه وإتمامه في زيارة الطبيب الروتينية، خيار فحص إضافي، لتشجيع الأفراد الذين أغفلوا أو فوتوا توصيات الخضوع للفحص.
ما هي آلية عمل الاختبار الجديد؟
أما الاختبار الجديد، المعروف باسم LUNAR-2 Guardant Health، فهو اختبار يقيس الحمض النووي للورم المتداول (ctDNA)، ويتم إجراؤه من خلال سحب دم بسيط. ويعد الفحص الجديد قادراً على اكتشاف سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal Cancer) في مراحله المبكرة بدقة عالية عبر الكشف عن وجود طفرات جسدية، وأنماط مثيلة مشتقة من الورم، وأنماط مجزأة.
تفاصيل الدراسة
جاءت هذه النتائج من دراسة أجريت على 434 مريضاً تم تشخيصهم حديثاً بمرض سرطان القولون والمستقيم. ويعتبر هذا الفحص حساس بنسبة 91 ٪، وتبلغ نسبة دقته 94 ٪.
وفي هذه الدراسة الأخيرة، تم التحقيق في الاختبار في مجموعة من المرضى الذين تم تشخيصهم بالفعل بسرطان القولون والمستقيم (بالمراحل 1-3) بين عامي 2013 و 2016. وقد وافق هؤلاء الأفراد على تقديم عينات الدم قبل الاستئصال الجراحي. وتم استبعاد أولئك الذين عولجوا بالعلاج الكيميائي المساعد الجديد من التجربة.
وقد تم الحصول على عينات للمجموعة الضابطة من 271 من الأفراد غير المصابين بالسرطان.
وتتوافق هذه البيانات مع ما تم الإبلاغ عنه سابقاً حول فحص الدم هذا. وما هو جدير بالملاحظة هو أنه لم تكن هناك فروق في الحساسية للكشف عن سرطان القولون والمستقيم في المرضى الذين يعانون من المرض بدون أعراض مقارنة بالمرضى الذين يعانون من أعراض، على الرغم من وجود الأجزاء المنخفضة من ورم الحمض النووي الخالي من الخلايا التي لوحظت في الأفراد الذين لا يعانون من أعراض.
ومن المتوقع أن يكتمل التسجيل في الدراسة الجارية حالياً في الولايات المتحدة، والتي يعد الهدف الأساسي هو تقييم خصائص أداء اختبار LUNAR-2 في نهاية عام 2021.
للمزيد: الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون
نتائج الدراسة
كانت الحساسية الكلية للاختبار 91٪، واكتشف الاختبار وجود سرطان القولون والمستقيم في 393 من أصل 434 مريضاً؛ وانخفضت الحساسية إلى 88 ٪ عند الكشف عن المرحلة الأولى أو الثانية من السرطان، لكنها زادت حتى 93 ٪ عند الكشف عن المرحلة الثالثة.
ولم يكن هناك اختلاف ملحوظ في الحساسية عندما تم استبعاد المرضى الذين يعانون من ظهور مبكر للسرطان (في سن أقل من 45 عاماً) أو مرض متأخر الظهور (في سن > 84 عاماً) من التحليل.
ولم يلاحظ أي فروق في الحساسية بين المرضى بدون أعراض (88 ٪) مقارنة مع أعراض (91 ٪). ومع ذلك، تم الكشف عن وجود أجزاء أعلى من ورم الحمض النووي الخالي من الخلايا بين المرضى الذين يعانون من الأعراض.
بالإضافة إلى ذلك ، كانت الحساسية للكشف عن سرطان القولون والمستقيم على الجانب الأيمن والجانب الأيسر متشابهة (93٪ مقابل 90٪).
رأي الخبراء
وتعليقاً على الدراسة، لاحظ الخبير محمد شعلان بيغ، مدير علم الأورام المعدية المعوية في جامعة تكساس ساوث ويسترن ميديكال سنتر في دالاس، أنه على الرغم من أن الفحص يتمتع بحساسية ودقة جيدة جداً، ولم يكن هناك فرق ملحوظ بين مرضى السرطان الذين لا يعانون من أعراض أو يعانون من أعراض، فإنه يجب أن نكون حذرين للغاية في توسيع هذه النتائج إلى المرضى الأصحاء بدون أعراض.
وتعد دراسات التحقق من الصحة في عدد كبير من المتبرعين الأصحاء ضرورية من أجل تقديم أي ادعاء باكتشاف هذا الاختبار المستند إلى الدم للكشف عن سرطان القولون.