وجد الباحثون في دراسة أجرتها المجلة الطبية البريطانية أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف أكثر تحفيزاً للعقل تقل فرصهم للإصابة بالخرف مستقبلاً، واستنتج الباحثون من هذا الاكتشاف أن التحفيز المعرفي يمكن أن يؤجل ظهور أعراض الخرف.
شارك أكثر من مئة ألف فرد في مجموعة من الدراسات وصل عددها إلى حوالي 13 دراسة جماعية تبحث في العلاقة بين العمل وصحة الأشخاص.
من بين كل الدراسات كان هناك 7 دراسات تدرس العلاقة بين التحفيز المعرفي في العمل وخطر الإصابة بالخرف، واستخدم الباحثون بيانات أكثر من مئة ألف فرد.
اعتمد الباحثون في هذه الدراسات على وجود علاقة بين التحفيز المعرفي وبين بعض البروتينات المحددة، وكذلك علاقة هذه البروتينات وخطر الإصابة بالخرف.
انتهى الباحثون إلى أن هذه الدراسة المتعددة الفترات والتي شملت أكثر من مئة ألف شخص تشير إلى أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تحفز المعرفة لديهم مخاطر أقل بنسبة 23% للإصابة بالخرف في سن الشيخوخة، بينما تزيد هذه الفرص في الأفراد الذين يعملون في وظيفة لا تحفز المعرفة.
أراد الباحثون من هذه الدراسة إصدار دراسة شاملة خاصة في التحفيز المعرفي المرتبط بوظائف الأشخاص.
وقد استندوا في هذا النهج إلى حقيقة تشير بأن الأفراد الذين يعملون في عمل محفز معرفي قد يصل إلى عشرات الآلاف من الساعات على مدار عدة سنوات، وبالتالي ربط الفريق هذه العلاقة لمعرفة ما إذا كان التحفيز المعرفي يمكن أن يكون واقياً من الإصابة بالخرف.
تعليقاً على الدراسة يقول الدكتور سيرهي دختيار من مركز أبحاث الشيخوخة في معهد كارولينسكا في ستوكهولم وغير مشارك في الدراسة، إن المخاطر الكلية المتزايدة المنسوبة إلى العمل الذي لا يحفز معرفياً أقل من بعض عوامل الخطر الأخرى مثل مستوى التعليم.
لكن يشير الدكتور دختيار إلى أن الحد من المخاطر مثل القيام بعمل تحفيزي معرفي لا يزال ضرورياً على الرغم من وجود مستوى تعليمي أعلى، ولكن في المجمل يقول الدكتور دختيار إن الدراسة تتميز بجودتها العالية.
علقت أيضاً الدكتورة كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتوعية في جمعية الزهايمر، إن الدراسة جزء آخر من حل اللغز الذي يساعدنا على فهم نوع نمط الحياة الذي يمكن أن يكون واقياً من الخرف، وكذلك فإن الدراسة تضاف إلى مجموعة الأبحاث التي أشارت إلى أن التحفيز المعرفي مفيد لصحة الدماغ على المدى الطويل.