إن الدماغ شأنه شأن بقية أعضاء الجسم ينمو بالتفكير السليم، ويمكن تشبيه الصحة العقلية بالرياضة البدنية التي تقوي عضلات الجسم وتحافظ على حيويته وصحته، واللياقة الدماغية تأتي من خلال قدرة الشخص على استيعاب المعلومات، وفهم العلاقات، ومهارة وضع الخطط والاستنتاجات المنطقية، والقدرة على صنع القرارات السليمة.

عادة ما يصيب الخرف الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، ولكن قد يصاب البعض بالخرف المبكر في عمر 40 أو 50 عاماً.

ما هو الخرف المبكر؟

يعرف الخرف بأنه مجموعة من الأعراض التي تصيب الشخص وتؤثر على حياته اليومية، مثل الإصابة بفقدان الذاكرة، وإيجاد صعوبة في التفكير أو التواصل، وحدوث تغيرات في المزاج والسلوك.

عادة ما تبدأ هذه التغيرات تدريجياً إذ تكون تغيرات صغيرة ثم تتطور مع الوقت بحيث تؤثر على حياة المصاب، ويعود السبب في الإصابة بالخرف إلى موت الخلايا العصبية في الدماغ.

والفرق بين الخرف المبكر والعادي هو توقيت الإصابة، لكن الأعراض نفسها في الحالتين، وتعتمد حدة المرض على عدة عوامل منها شخصية المصاب، والبيئة المحيطة به، ومقدار الدعم الذي يتلقاه ممن حوله.

للمزيد: أسباب فقدان الذاكرة

التفكير الإيجابي والإصابة بالخرف المبكر

تعتبر الأفكار من المؤثرات الأساسية التي ترتبط بالإصابة بالخرف المبكر، إذ يعتبر التفكير الإيجابي من العوامل التي تخفض خطر الإصابة بالخرف المبكر بنسبة 44%.

يساعد التفكير الإيجابي على اليقظة الذهنية وبالتالي التقليل من التفكير السلبي المحبط، الذي يؤدي إلى انخفاض الإدراك، وحدوث مشكلات في الذاكرة.

يعود التفكير الإيجابي بزيادة مستوى الطاقة في العقل، ويقلل من القلق، ويزيد شعور المرح وحس الفكاهة، مما يجعل الشخص راضياً عن نفسه وصحته وحياته بشكل عام، وتعتبر العلاقة أو الآلية التي يؤثر بها التفكير الإيجابي على صحة الدماغ والجسم غير مفهومة تماماً، لكن الأشخاص الأكثر إيجابية تتولد لدى أجسادهم القدرة على مكافحة الإجهاد والأضرار الالتهابية، كما أن التفكير الإيجابي يساعد الشخص على اتخاذ القرارات الصحيحة والتركيز على أهداف بعيدة المدى، مما يزيد من الاستجابة المناعية لديهم.

يمكن أيضاً أن يؤثر التفكير الإيجابي على الصحة العامة والأمراض المرتبطة بالدماغ مثل السكتة الدماغية وأورام الدماغ، إضافة إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

للمزيد: تشخيص مرض الخرف وعلاجه

التفكير السلبي والإصابة بالخرف المبكر

يرتبط التفكير السلبي بحدوث التدهور المعرفي، إذ يتسبب بتكوين رواسب بروتينية ضارة وهي بروتين الأميلويد (بالإنجليزية: Amyloids) وبروتين تاو (بالإنجليزية: Tau)، والتي تتراكم في الدماغ مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف المبكر والزهايمر، كما تزيد الإصابة بالاكتئاب والقلق من فرصة الإصابة به، إذ إن أنماط التفكير السلبية للمصابين بالاكتئاب والقلق هي سبب أساسي للخرف المبكر، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة وتطورت إلى حالات مزمنة.

يعتبر الخرف من التحديات الصحية العالمية، وقد أثبت أن الأشخاص الأكثر نشاطاً اجتماعياً في عمر الخمسينات والستينات تنخفض لديهم نسبة خطر الإصابة بالخرف، وأن التواصل الاجتماعي في مرحلة الشباب يلعب دوراً هاماً في الوقاية من الخرف المبكر، وتقليل فرصة التدهور الإدراكي المعرفي.

يمارس الأشخاص ذوو النشاط الاجتماعي المهارات المعرفية مثل الذاكرة واللغة مما يساعدهم في تطوير القدرات المعرفية، كما أن قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء يعتبر من أهم الأمور الجيدة للصحة العقلية.

اقرا ايضاً :

مدخل إلى الطب النفسي

كيف يمكن الوقاية من الخرف المبكر؟

يمكن أن تساعد التغيرات في نمط الحياة وزيادة النشاط الاجتماعي على الوقاية من الإصابة بالخرف المبكر، سواء في مرحلة مبكرة أو متأخرة من العمر، ومن الطرق والتغييرات التي يمكن للشخص أن يقوم بها للحفاظ على صحته العقلية ما يلي:

  • القيام بتمرينات عقلية للدماغ وممارسة الأنشطة المحفزة مثل حل الألغاز، وتعلم لغة جديدة، أو العزف على آلة موسيقية، ولمدة لا تقل عن النصف ساعة يومياً.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل التمارين الهوائية التي لا تحتاج إلى أي أدوات ويمكن أداؤها في المنزل في أي وقت، وذلك للحفاظ على الوزن الصحي، إذ إن العقل السليم في الجسم السليم.
  • تجنب مسببات التوتر والقلق التي تسبب إفراز هرمون الكورتيزول الذي يسبب الضرر للدماغ.
  • ممارسة رياضات التأمل واليوغا والمشي التي تساهم في تقليل الضغط النفسي.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.

للمزيد: شيخوخة الدماغ

عندما أواجه شخص ما أو أقف إماما بالناس فالصلاة قلبي يدق بسرعة ولا أستطيع أخذ نفسي ولا أستطيع النطق وتزداد الرعشة، خصوصا عند القدمين بحيث لا أستطيع الوقوف طويلا فما الحل؟