هناك بعض المشاكل الصحية الشائعة التي يمكن أن تصيب الطفل الرضيع، ولكل من هذه المشكلات علاج يناسبها، حيث يمكن للأم أن تعطي هذه العلاجات للطفل دون قلق مع التزامها بالجرعات المناسبة لمرحلته العمرية. فيما يلي قائمة بالأدوية الآمنة للرضع، والتي يجب توفرها في المنزل واستخدامها دون استشارة الطبيب.

دواء السيميثيكون للمغص

عادةً ما يعاني الطفل الرضيع خلال الأشهر الأولى من عمره من الغازات التي تسبب له المغص والآلام في البطن، وهو أمر شائع لا يستدعي القلق، وتزداد فرص الإصابة به في حالة الرضاعة الصناعية، وذلك نتيجة تناول الحليب الصناعي الذي يمكن أن يسبب اضطرابات في المعدة، وكذلك بسبب استخدام الرضّاعة التي تؤدي لدخول كمية كبيرة من الهواء إلى بطن الطفل الرضيع.

ولذلك يجب على الأم استخدام أفضل أنواع الرضاعات للطفل، والتي تضمن تقليل فرص الإصابة بالمغص.

وفي حالة حدوث المغص، يجب على الأم أن تقوم بتدليك بطن الطفل في حركات دائرية لطيفة مع رفع القدمين لأعلى لمحاولة التخلص من الغازات، كما يمكن أن تعطيه دواء يحتوي على مادة السيميثيكون الآمنة على الطفل، والتي تساعد في تخفيف المغص وطرد الغازات.

ولتقليل احتمالية إصابة الطفل بالغازات، ينصح بمساعدته على التجشؤ بعد الرضاعة، وذلك من خلال التربيت الخفيف على الظهر بشكل متكرر.

وإلى جانب دواء علاج المغص لدى الطفل الرضيع، يمكن استخدام الأعشاب الطبيعية الآمنة للطفل مثل الكراوية والبابونج، حيث تساعد في تخفيف آلام البطن بشكل كبير، ولكن يجب استشارة الطبيب حول الجرعات المناسبة للطفل.

دواء الباراسيتامول لتخفيض الحرارة

يجب أن يتوفر دواء الباراسيتامول في المنزل لعلاج الحمى لدى الرضيع، سواء الشراب أو الأقماع، وخاصةً أن الطفل الرضيع يأخذ العديد من التطعيمات التي تسبب ارتفاع درجة حرارته، وفي هذه الحالة يحتاج إلى دواء خافض للحرارة من أدوية الباراسيتامول الآمنة للطفل.

يمكن استخدام دواء الباراسيتامول الخافض للحرارة في أي مرحلة عمرية للطفل الرضيع دون قلق، ولكنه مع اختلاف نسبة الباراسيتامول في الدواء، فإذا كان الطفل بعمر أقل من عام، يتم استخدام باراسيتامول 100، أما إذا كان الطفل أكثر من عام إلى 4 أعوام، فيتم استخدام باراسيتامول 400.

وينطبق هذا على حالات ارتفاع درجة الحرارة الطفيفة، والناتجة عن تناول التطعيمات في معظم الأحيان، أما في حالة الإرتفاع الشديد والمستمر لدرجة الحرارة، فإن هذه الأدوية لن تكون فعّالة، ويجب أخذ الطفل إلى الطبيب لمعرفة سبب هذا الإرتفاع في درجة الحرارة وعلاجه لتفادي مخاطره العديدة، كما يفضل عمل الكمادات، حيث أنها من أفضل طرق تخفيض درجة الحرارة للطفل.

المحلول الملحي لانسداد الأنف

نتيجة ضعف مناعته والتغيرات الجوية من حوله، يمكن أن يصاب الطفل بأعراض بسيطة لنزلات البرد والأنفلونزا، والتي يصحبها انسداد في الأنف، وفي هذه الحالة، يمكن أن تلجأ الأم إلى استخدام المحلول الملحي المخصص للطفل الرضيع، والذي يحتوي على مادة الـ زايلوميتازولين التي تساعد في تقليل الانسداد دون أن تشكل خطورة على صحة الطفل.

كما يمكن أن تستعين الأم بأداة شفط المخاط من أنف الطفل الرضيع لتساعده في التنفس بصورة طبيعية، حيث يحتاج الطفل إلى التنفس من الأنف وخاصةً أثناء الرضاعة، وفي حالة عدم قدرته على التنفس من الأنف، فيمكن أن يرفض الرضاعة ويصاب بمشكلات صحية عديدة.

يجب التأكد من استخدام المحلول الملحي خلال شهر من فتحه، أما في حالة مرور أكثر من شهر على فتحه، فيجب استبداله بآخر لأنه يمكن أن يضر بالطفل، كما ينبغي عدم استخدامه باستمرار، وفي حالة معاناة الطفل من انسداد الأنف المتكرر، فيجب استشارة الطبيب.

أقماع الجليسرين للإمساك

أيضاً يعاني أغلب الأطفال الرضّع من الإمساك، وخاصةً مع وجود اضطرابات في المعدة ناتجة عن الحليب الصناعي والغازات والانتفاخات، ويتسبب الإمساك في زيادة الألم لدى الطفل ودخوله في نوبات من البكاء.

ولمساعدة الطفل الرضيع على علاج الإمساك، يجب على الأم أن تقوم بعمل تدليك لبطن الطفل مع رفع الساقين لأعلى والضغط بهما على البطن ولكن برفق، ويمكن استخدامها لزيت الأطفال أثناء عمل التدليك.

كما يمكن للأم استخدام أقماع الجليسرين المخصصة للأطفال، والتي تساعد في علاج الإمساك لدى الرضع، ولكن يكون استخدام هذه الأقماع عند الضرورة، والأفضل هو استشارة الطبيب في حالة تكرر الإمساك لدى الطفل لمعرفة السبب، فيمكن أن يحتاج الرضيع لتغيير نوع الحليب الصناعي الذي يتناوله لأنه يسبب له مشاكل بالمعدة.

أما في حالة اصابة الطفل الرضيع باضطرابات أخرى في المعدة مثل التقيؤ وغيرها، فيجب أخذه إلى الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه، ولا ينصح بإعطاء الطفل أدوية لعلاج الإسهال لأنها ضارة بالصحة.

كريم الزنك لمنطقة الحفّاض

يتمتع الطفل الرضيع ببشرة حسّاسة ويمكن أن تصاب بالتهيج بسهولة، وخاصةً منطقة الحفّاض، حيث يتبول الطفل عدة مرّات في الحفّاض، مما يؤدي إلى زيادة فرص إصابته بالإلتهابات والتهيجات والطفح الجلدي في هذه المنطقة.

ولوقاية الطفل من طفح الحفّاض، ينصح باستخدام كريم الزنك المخصص للرضّع، حيث تتوفر العديد من أنواع الكريمات التي تقلل التهابات المنطقة الحسّاسة لدى الطفل، ويجب التأكد من عدم احتواء هذه الكريمات على أي مواد ضارة على جلد الطفل مثل الكورتيزون وغيره، واختيار الكريمات الآمنة.

وبشكل عام، يجب على الأم الإهتمام بتنظيف هذه المنطقة جيداً لدى الطفل باستمرار، مع تغيير الحفّاض بانتظام بحيث لا يبقى البول ملامساً لجلد الطفل لفترة طويلة، كما يجب تغيير الحفّاض فور تبرز الطفل الرضيع وغسل المنطقة بالماء والصابون الخالي من أي مواد كيميائية تسبب تهيج الجلد.

وبعد التأكد من تنظيف منطقة الحفّاض جيداً وتجفيفها بمنشفة قطنية نظيفة، تقوم الأم بوضع كريم الزنك الآمن على جلد الطفل لحمايته من الإلتهابات، ويجب اختيار نوع حفّاض جيد ولا يسبب حساسية للطفل.

دواء ميكونازول لفطريات الفم

يمكن استخدام دواء الميكونازول لعلاج فطريات الفم لدى الطفل الرضيع، حيث أنه آمن ولا يستدعي استشارة الطبيب، ويكون عبارة عن جيل فموى مخصص للرضع، ويجب وضعه بواسعة إصبع الأم برفق بعد تنظيف الإصبع جيداً، ثم وضع قليل من الجيل على المنطقة المصابة في فم الطفل، ولكن ينصح بعدم استخدام هذا الدواء للأطفال الرضع أقل من 4 أشهر.

يساعد هذا الدواء في علاج فطريات الفم لدى الطفل وتخفيف الألم الناتج عنها والذي يسبب رفض الطفل للرضاعة مما يؤثر على تغذيته ونموه بشكل جيد.

ولوقاية الطفل من فطريات الفم، يجب التأكد من نظافة الثدي في حالة الرضاعة الطبيعية، ونظافة قنينة الحليب في حالة الرضاعة الصناعية، وكذلك يجب الاهتمام بتعقيم ألعاب الطفل المختلفة التي يضعها في فمه.

نصائح هامة عند استخدام أدوية الرضّع

هناك بعض الأمور الهامة التي يجب مراعاتها عند استخدام أدوية الرضّع، وهي:

  • الإلتزام بالجرعات المحددة: إن الإفراط في استخدام هذه الأدوية يمكن أن يعرض الطفل للخطر حتى وإن كانت أدوية آمنة، ولذلك يجب استخدام أداة تحديد الجرعة سواء ملاعق أو غيرها وفقاً لعمر الطفل ووزنه.
  • التخزين الجيد للأدوية: يجب تخزين هذه الأدوية في درجة حرارة باردة وبعيداً عن الحرارة المرتفعة، وهناك بعض الأدوية التي يجب وضعها في المبرد مثل الأقماع لأن الحرارة المرتفعة تؤثر عليها.
  • التأكد من إحكام غلق الأدوية: ينبغي التأكد من إحكام غلق الأدوية بعد استخدامها لأن تعريضها للهواء يمكن أن يؤثر على فعاليتها، كما يجب ابقائها بعيداً عن متناول الطفل حتى لا تسبب مخاطر صحية عديدة.