يرجع أصل نبتة الحلبة إلى الهند ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ويتراوح طولها بين (60-90) سم، تملك أوراقًا خضراء وزهور بيضاء صغيرة وقرون تحتوي على بذور صغيرة بنية إلى ذهبية اللون، والتي تعتبر إحدى التوابل الشائعة في العديد من الأطباق الهندية والآسيوية، كما استُخدمت منذ آلاف السنين في الطب الطبي والطب البديل لعلاج العديد من الحالات المرضية كمشاكل الكلى والمشاكل التناسلية عند الذكور.
ويعتبر الحمل مرحلة حساسة جدًا، تتغير فيها هرمونات المرأة وتؤثر على مناعتها، كما أن ما تتناوله في تلك الفترة تتشاركه مع جنينها أيضًا، لذلك قد يؤثر تناول بعض الأطعمة على صحتها وصحة جنينها، وتعتبر الحلبة أحد الأعشاب التي يدور حولها الجدل بكثرة، وفي الواقع يختلف تأثيرها على جسم المرأة الحامل خلال أول 8 أشهر من الحمل، مقارنة بآخر شهر منه.
تناول الحلبة خلال الـ8 أشهر الأولى من الحمل
تحتوي الحلبة على الإستروجين النباتي، الذي يشبه في عمله هرمون الإستروجين الموجود في جسم الإنسان، وفي حين أن الحفاظ على توازن الهرمونات في جسم المرأة الحامل مهم جدًا أثناء الحمل، فإن فرط استهلاك الحلبة قد يؤثر على هذا التوازن الهرموني، ومن المشاكل التي قد تنتج عن ذلك:
- الإجهاضات: قد يتسبب فرط استهلاك الحلبة وخصوصًا في أول 8 أشهر من الحمل بانقباضات في الرحم، مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الإجهاض، لذلك يجب تجنب تناولها أو عدم الإفراط في ذلك خلال أول 37 أسبوع من الحمل.
- تشوهات جنينية: على الرغم من ندرة ذلك، إلا أن هناك حالات قد سجلت لنساء حوامل كانوا يفرطون في استهلاك الحلبة وأصيب أطفالهم بتشوهات جنينية كعيوب الأنبوب العصبي الذي قد يفتقر فيه الجنين إلى الدماغ أو شلل في الحبل الشوكي ناتج عن فتحة غير طبيعية فيه، كما وجدت دراسة أجريت على الفئران أن تلك التي تعرضت للحلبة أثناء حملها، أصيبت بعيوب سلوكية عصبية وحسية كقصور في الذاكرة قصيرة المدى وصعوبة في التوازن وخلل في الحركة.
- انخفاض مستويات السكر: قد يخفض فرط استهلاك الحلبة أثناء الحمل إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما ينتج عنه دوار وخفة في الرأس ورعشة واضطراب وإغماء في بعض الحالات، الذي قد يتسبب بإصابة الأم أو الجنين.
- الحساسية: من المرجح أن تملك الحامل حساسية تجاه الحلبة، وخصوصًا إن كانت تعاني من حساسية من الحمص، ولذلك فإن تناولها يتسبب بأعراض كانتفاخ البطن وإسهال واحتقان أنف وصوت صفير للتنفس.
- مشاكل هضمية: يضعف الجهاز الهضمي خلال الحمل، ويؤدي تناول الحلبة يوميًا وبصورة منتظمة إلى عسر هضم وغثيان وتقيؤ وإسهال في بعض الأحيان.
- رائحة غريبة للبول: يولد تناول الحلبة وخصوصًا في مراحل متأخرة من الحمل رائحة غريبة للبول تشبه رائحة شراب القيقب (Maple syrup)، وعلى الرغم من أن ذلك غير ضار لكل من الأم وجنينها، إلا أنه قد يكون مزعجًا بعض الشيء.
- التعارض مع الأدوية: تؤثر الحلبة على فاعلية بعض الأدوية وخصوصًا التي قد تحتاجها الحامل في تلك الفترة، وخصوصًا الأدوية المميعة للدم كالوارفرين (Warfarin).
ومن الجدير بالذكر والتأكيد عليه أن معظم هذه الأضرار ترتبط بفرط استهلاك الحلبة، وتناولها باعتدال وعدم تجاوز الحد المسموح به أثناء فترة الحمل غير ضار، ولكن إن تم الإحساس بأي من الأعراض السابقة فيجب استشارة الطبيب فورًا.
تناول الحلبة خلال الشهر الأخير من الحمل
قد يرتبط تناول الحلبة وخصوصًا في الشهر الأخير من الحمل ببعض الفوائد المحتملة، وهي:
- تسهيل الولادة: بما أن تناول الحلبة يحفز الانقباضات، فقد يساهم تناولها في آخر مرحلة من الحمل في ذلك في تسهيل الولادة والتخفيف من الألم المرافق لها، والذي تشكو منه معظم النساء، كما قد يقلل من المدة التي قد تستغرقها الانقباضات والولادة.
- الحماية من سكري الحمل: إن كانت الحامل تملك تاريخًا مرضيًا بإصابتها بالسكري، فمن المرجح أن تصاب بسكري الحمل، وفي حين أن الحلبة تساهم في الحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم، فقد تساهم في الوقاية من الإصابة به.
- تحفيز الرضاعة: يملك لاستهلاك كميات معتدلة من الحلبة أثناء الحمل أن تعزز وتحسن إنتاج الحليب بعد الولادة، كما قد تخفف من الألم الذي قد يصاحب كبر حجم الثدي الناتج عن التقلبات الهرمونية أثناء فترة الحمل.
القيمة الغذائية للحلبة
تحتوي 100 غرام من بذور الحلبة على ما يأتي من العناصر الغذائية:
- السعرات الحرارية: 323 سعرة حرارية
- الكربوهيدرات:58.35 غرام
- البروتين: 23 غرام
- الألياف: 24.6 غرام
- الدهون: 6.41 غرام
- الكالسيوم: 176 ملغ
- الزنك: 2.5 ملغ
- الفسفور: 296 ملغ
- المنغنيز: 1.2 ملغ
- النحاس: 1.1 ملغ
- الفوليت: 57 ميكروغرام
- الصوديوم: 67 ملغ
- البوتاسيوم: 770 ملغ
- الحديد: 33.53 ملغ