الاحتراق الوظيفي أو متلازمة الإحتراق النفسي هي الشعور بالإرهاق والتعب المستمر والانهاك البدني والنفسي بسبب ضغط العمل الكبير، ما يجعل الموظف أو العامل يعمل ساعات إضافية ويضغط على نفسه، وبالتالي ينسحب من محيطه الاجتماعي، ويصاب بسبب هذا المرض بالفراغ الداخلي، وتتلاشى أو تستنفذ كل طاقاته الإيجابية، الأمر الذي ينعكس على سلوكياته وتصرفاته، ويفقد الشعور بالسعادة في كل جوانب الحياة عموماً.
وحتى الآن لا يتوفر تعريف محدد لمتلازمة الإحتراق الوظيفي، وإن كان الرابط المشترك بين كل تعريفاتها أنها تحدث بسبب الإجهاد في العمل أو خلافه، وتتضمن مجموعة الروابط بين هذه التعريفات، الإجهاد العاطفي والابتعاد عن أية أنشطة متعلقة بالعمل، وهو الأمر الذي يترتب عليه انخفاض الأداء في العمل أو في البيت، وكذلك رعاية الأسرة.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
من يصاب بمتلازمة الاحتراق الوظيفي؟
ترتبط الإصابة بالاحتراق الوظيفي بالأعمال والوظائف التي تحتاج الكثير من الوقت والجهد، وهو ما يفوق طاقة المصاب، وكذلك هؤلاء الذين يحسون أن ما يقومون به من أعمال يفوق طاقاتهم، وأنهم لا يحظون بالتقدير الكافي. وإضافة إلى ذلك لا تتوفر لهم فرصة الحصول على إجازة أو ترقية، بالرغم من الفترات التي يقضونها في وظائفهم، ومن أهم الفئات التي تصاب بمتلازمة الاحتراق الوظيفي: وينطبق هذا الأمر أيضاً على ربة المنزل المسؤولة عن رعاية عدد من الأطفال، إضافة إلى أعمالها المنزلية ورعايتها لأبيها المسن
- العاملين في محال الوجبات السريعة: فالابتسامة المصطنعة التي تظهر على وجوههم تدل على سعادة مصطنعة، واضطرارهم لها هو ما يزيد من إحساسهم بالضغط واستنزاف الطاقة، بالإضافة إلى الأجور المنخفضة، والمهام الرتيبة المرتبطة بهذا المجال.
- الأطباء: فهم من أكثر الفئات المعرضة للاحتراق الوظيفي، فهناك ما يزيد على 45 في المئة من الأطباء يتعرضون للإرهاق الشديد، نتيجة طلبات المرضى وساعات العمل الطويلة، وزيادة الأعباء الإدارية. وتزيد نسبة الإرهاق في تخصصات أخرى مثل طب الطوارئ.
- الممرضين: حيث أنهم عرضة كذلك للإصابة بالاحتراق، ما يغير من سلوكياتهم ناحية المرضى على المدى الطويل.
- الاختصاصيون الاجتماعيون: بسبب ما يواجهونه يومياً من مشاكل الحياة الشخصية للآخرين.
- المدرسين: حيث تعد مهنة التدريس، إحدى أبرز المهن التي يصاب العاملون فيها بالاحتراق النفسي. ومعدل الإصابة أكبر من أي وظيفة عامة أخرى. ويعود ذلك إلى التعامل مع الطلاب وطرق توصيل المعلومة. ويعتبر المدرسون الأصغر سناً أكثر عرضة للإصابة من الأقدم، كما أن مديري المدارس أكثر إصابة بالاحتراق الوظيفي.
- ضباط الشرطة: إذ تعد إصابة ضباط الشرطة بهذا الاضطراب من الأمور العادية، وذلك لأن طبيعة العمل في هذا المجال تتطلب التعامل مع نوعيات من البشر والأحداث غير العادية. وفي الأغلب فإن هذا الأمر يلقي بظلاله عليهم.
للمزيد: كيف يمكن التعامل مع الضغط النفسي وعلاجه
اسباب الاحتراق الوظيفي
بالإضافة إلى طبيعة العمل فتلعب عوامل أخرى دوراً في الإصابة بمتلازمة الاحتراق الوظيفي، ومنها:
- أسلوب حياة المصاب: حيث يستمر في العمل دون الحصول على وقت كاف للاسترخاء والحياة الاجتماعية، ويتحمل العديد من المسؤوليات من غير مساعدة الآخرين، وبالتالي فإنه لا يحصل على كفايته من النوم.
- بعض السمات الشخصية: مثل ميل الشخص إلى الكمال والنظرة التشاؤمية إلى نفسه أو إلى العالم من حوله، وشعوره بالرغبة في السيطرة على كل شيء، وبالتالي فإنه يتردد في تفويض الآخرين، ويميل هذا الشخص إلى تحقيق الإنجاز في أي عمل يوكل إليه.
- عدم الحصول على الحوافز: يمكن أن ترتبط الإصابة بهذه المتلازمة بإحساس المصاب أنه يفقد السيطرة على العمل، بسبب عدم حصوله على مكافآت مجزية، أو الطبيعة غير الواضحة للعمل أو الوظيفة، وكذلك المبالغة في متطلبات العمل، أو أن يتسم بالرتابة والروتين. وإضافة إلى ذلك وجود ضغط عال أو فوضى في بيئة العمل.
- اختلاف منظومة القيم الأخلاقية: تتسبب اختلاف منظومة القيم في الإصابة بالاحتراق النفسي. فعلى سبيل المثال عندما تختلف القيم الأخلاقية للمصاب مع قيم صاحب العمل أو الرئيس المباشر، وكذلك مجموعة العمل أو الزملاء، فهذا الأمر سيكون له مردود سلبي يؤدي إلى هذا الاضطراب.
- عدم توفر توازن بين العمل والحياة الاجتماعية للمصاب: وأمثال هؤلاء يعانون استغراق أعمارهم في العمل والوظيفة، وبالتالي عدم توفر وقت لديهم للعائلة والأصدقاء.
اقرأ أيضاً: التفكير الإيجابي
اعراض الاحتراق الوظيفي
توجد صعوبة في التمييز بين الإحساس بالإرهاق عقب يوم عمل طويل وبين الاحتراق الوظيفي، ويعد التزام المصاب بالصمت عن بعض الضغوط التي يتعرض لها، وذلك حتى لا ينظر إليه على أنه لا يبذل قصارى جهده من الأعراض البارزة عن الاحتراق، ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى معاناته من ما يلي:
- الصداع.
- آلام في المعدة.
- اضطرابات النوم.
- المزاج المتعكر.
- صعوبة التركيز.
- الأرق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ضعف المناعة.
- الاكتئاب.
كما يعاني مصاب الاحتراق من التعب والإعياء الجسدي صباحاً، بالرغم من أنه يحصل على كفايته من النوم، كما يشعر بالارهاق المستمر والرغبة في الهروب والتشاؤم والانعزال، ويشعر بالغضب من زملاء العمل، مع شعور بعدم تحقيق إنجازات. ويمكن أن يظهر بعض الأعراض الجسدية، مثل كثرة الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، والغثيان، ويتسبب استمرار الضغط النفسي باستمرار أعراض هذه المتلازمة، حتى بعد انتهاء العمل والعودة إلى المنزل.
وقد لخصت منظمة الصحة العالمية أعراض الاحتراق الوظيفي في ثلاث نقاط وهي:
- الشعور بالارهاق المستمر.
- لامبالاة تجاه العمل.
- تدني الآداء الوظيفي.
اضطراب الطيف التوحدي هو مجموعة من اضطرابات النمو العصبية المعقدة والتي تتميز بالاضطرابات في العلاقات الاجتماعية وصعوبات التواصل فضلا عن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
علاج الاحتراق الوظيفي
تزداد أعراض متلازمة الاحتراق النفسي عندما يتجاهلها المصاب، وينصح بعدد من الإجراءات التي تساعد على استعادة التوازن من ناحية، ومن جانب آخر تمنع الاحتراق من أن يتحول إلى انهيار كامل، وتبدأ هذه الخطوات ببداية برنامج اليوم بالاسترخاء وقضاء بعض الوقت في أداء تمرينات رياضية.
يجب الالتزام بالعادات الصحية السليمة والتي تشمل الطعام الصحي والنوم المنتظم، وينبغي على الشخص المعرض لهذه المتلازمة التدرب على الاعتذار وقول لا، وذلك عندما يطلب منه أحد فعل شيء لا يريده أو لا يستطيعه، وإلا يكون تلبية هذا الأمر على حساب وقته وراحته.
اقرأ أيضاً: الأطعمة المناسبة لتخفيف القلق والضغط النفسي
راحة من التكنولوجيا والعناية بالنفس
الراحة من التكنولوجيا تساعد على تغذية الجانب الإبداعي من خلال الهوايات المفضلة والأنشطة البعيدة عن العمل، ويفيد طلب الدعم والمساعدة سواء من زملاء العمل أو الأصدقاء وكذلك الأسرة، فربما ساعد هذا على تفهم معاناة التعامل مع مشاعر الإرهاق والإجهاد الوظيفي. ويمكن الاستفادة من تفويض المسؤوليات، وهو الأمر الذي يجنب تحمل الأعمال والأعباء الزائدة وزيادة الضغوط المختلفة.
ويجب تحديد الأولويات للتعامل مع المهم منها أولاً، وإنجاز المهام الصعبة في وقت مبكر، فهذا يجعل بقية اليوم ممتعة أكثر، ويجب أيضاً مقاومة التفكير السلبي، لأنه يستنزف الطاقة، مع محاولة التخفيف من التوتر بالفكاهة والروح المرحة.
تغيير اسلوب الحياة
وذلك عن طريق تجنب جلد الذات والتركيز على الانجازات اليومية مهما كانت بسيطة، وتذكر الأشياء التي يشعر الشخص حيالها بالامتنان يومياً.
تعزيز العلاقات الاجتماعية
مع الحرص على تعلم رفض المهام التي لا يستطيع الشخص فعلها وقد تؤثر على نشاطاته اليوميه وصحته النفسية، ومساعدة الآخرين في حال كان الشخص يملك وقتاً ومجالاً لذلك، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين.
للمزيد: تأثير ممارسة الهوايات على الصحة النفسية
احس بضغوطات على صدري وقلبي احاول ان لا انتبه لها وان لا راها وهذا الامر يتعبني اكثر لاني لا اواجه الحقيقة ما الحل مع العلم ان الذي يراني لا يلاحظ شي