يعد قلق الرضيع أو الطفل الصغير عند انفصاله عن والديه أمرًا طبيعيًا ولكن إذا استمر ذلك بعد هذه المرحلة فقد يكون الطفل مصابًا باضطراب قلق الانفصال وهي حالة تستدعي تلقي العلاج. يهدف علاج اضطراب قلق الانفصال إلى مساعدة الطفل على التكيف مع مواقف الانفصال والتخفيف من قلقه، ويُجرى العلاج تحت إشراف معالج مختص بمعاونة الوالدين والمدرسين، وقد توصف الأدوية في بعض الحالات. [1]
يعتبر بكاء الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و3 أعوام عند الانفصال عن والديهم جزءًًا طبيعيًا من مراحل التطور وعادة ما يختفي ذلك بمرور الوقت، ولكن يعد قلق الانفصال اضطرابًا نفسيًا في حال استمراره في الأطفال الأكبر عمرًا، وربما يصيب المراهقين والكبار أحيانًا في صورة قلق من الانفصال عن الشريك، أو الزوج والأبناء. [1][2]
تعرف في هذا المقال على ما هو علاج اضطراب قلق الانفصال، وكيف يجب أن يتعامل الآباء مع أطفالهم المصابين بهذا الاضطراب.
محتويات المقال
العلاج النفسي لاضطراب قلق الانفصال
تشمل أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب قلق الانفصال ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي الخيار الأول لعلاج اضطراب قلق الانفصال، يهدف هذا العلاج إلى تعليم الشخص أساليب مختلفة للتفكير والتعامل بطريقة صحية مع المواقف التي تثير قلقه، وقد ينضم الوالدين أيضًا لجلسات العلاج لا سيما مع الأطفال الصغار. [1]
يركز العلاج السلوكي المعرفي على عدة أمور، أبرزها: [1][2][3]
- مساعدة الشخص على إدراك الرابط بين مشاعر القلق التي تنتابه في مواقف الانفصال وسلوكه الناجم عن ذلك.
- التعرف على الأفكار غير المنطقية المتعلقة بمواقف الانفصال وتعلم كيفية التفكير بطريقة أكثر إيجابية.
- التدريب على كيفية التعامل مع مشاعر التوتر والقلق وتجاوزها بسهولة عند التعرض لموقف معين.
- تعلم تقنيات تساعد على الاسترخاء لتخفيف القلق والتوتر.
- مكافأة الأطفال عند إحراز أي تقدم خلال مراحل العلاج.
يجرى العلاج السلوكي المعرفي على عدة جلسات وعادة ما تستغرق مدته من 12 إلى 16 أسبوعًا تقريبًا. [3]
تجدر الإشارة إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يعطي نتائج جيدة في الأطفال الأكبر عمرًا والبالغين، ولكنه قد لا يكون الخيار الأفضل للأطفال الأقل من 7 أعوام. [1][4]
- العلاج بالتعرض أو المواجهة
ينطوي هذا العلاج على تعريض الشخص تدريجيًا لمواقف الانفصال التي تثير قلقه وتعليمه كيفية التعامل معها، وهو من الأساليب الفعالة في علاج اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال والكبار. [2]
تشمل خطوات العلاج بالتعرض ما يلي: [2]
- إطلاع الشخص ووالديه على أهداف العلاج وكيفية إجرائه لاستيعاب الفكرة وعدم القلق منها.
- ترتيب المواقف التي تثير قلق الشخص من الأقل إلى الأكثر.
- تعريض الشخص تدريجيًا لهذه المواقف بدءًا بالمواقف البسيطة، وتعليمه كيفية التغلب على قلقه أثناء ذلك.
- تطبيق ما تم تعلمه في العلاج في الحياة اليومية تحت إشراف الوالدين حتى يستطيع الطفل تجاوز مواقف الانفصال والتصرف بطريقة طبيعية.
- العلاج التفاعلي بين الوالدين والطفل
يعد العلاج التفاعلي بين الوالدين والطفل من الأساليب الفعالة في علاج قلق الانفصال عند الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 7 أعوام. [1]
تكمن فكرة هذا العلاج في تعليم المعالج النفسي للوالدين وتدريبهم على مهارات معينة لتطبيقها مع أطفالهم المصابين بقلق الانفصال في الحياة اليومية، بحيث يصبح الآباء هم المعالجون النفسيون لأبنائهم. [1]
تتضمن المحاور التي يتم تدريب الآباء عليها ما يلي: [1][4]
- إنشاء ترابط قوي وصحي مع الطفل.
- تعزيز السلوكيات الإيجابية للطفل، والحد من السلوكيات السلبية مثل الغضب والعدوانية.
- زيادة ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته.
- تقليل مشاعر القلق التي تنتاب الطفل في مواقف الانفصال ومساعدته على تجاوز هذه المواقف.
- تجنب الأساليب الخاطئة في التعامل مع الطفل المصاب بقلق الانفصال.
- العلاج الأسري
قد يفيد العلاج الأسري أيضًا في علاج اضطراب قلق الانفصال، حيث يعتمد على تثقيف الوالدين والإخوة حول هذا الاضطراب، وتعليمهم الأساليب الصحيحة في التعامل مع الطفل المصاب بقلق الانفصال ومساعدته على تجاوز هذا الأمر. [3]
اقرأ أيضًا: العلاج النفسي: دليلك الشامل
علاج اضطراب قلق الانفصال بالأدوية
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية بجانب العلاج النفسي للمساهمة في علاج اضطراب قلق الانفصال في بعض الحالات التي لم تستجب بشكل فعال للعلاج النفسي بمفرده. [3]
لا يتم وصف الأدوية للأطفال أقل من 6 سنوات نظرًا لآثارها الجانبية، ولكنها قد توصف للأطفال الأكبر عمرًا أحيانًا وكذلك البالغين بجانب العلاج النفسي. [2]
بالرغم من عدم وجود دواء مخصص لعلاج اضطراب قلق الانفصال، إلا أن الطبيب قد يصف بعض أنواع مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية؛ للمساعدة في الحد من القلق ومنح الشخص شعورًا بالاسترخاء والهدوء، الأمر الذي يهون عليه مواقف الانفصال بشكل عام. [3]
اضطراب الطيف التوحدي هو مجموعة من اضطرابات النمو العصبية المعقدة والتي تتميز بالاضطرابات في العلاقات الاجتماعية وصعوبات التواصل فضلا عن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
كيف يتعامل الوالدين مع قلق الانفصال لدى الطفل
يعد دور الوالدين في علاج اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال دعامة أساسية في العلاج، لذا ينبغي تعلم كيفية التعامل مع طفلهما بطريقة صحيحة لمساعدته على تجاوز هذه المشكلة. [5]
تتضمن النصائح الهامة حول كيفية تعامل الوالدين مع قلق الانفصال عند الطفل ما يلي: [5][6]
- توديع الطفل عند مغادرة المنزل وعدم التسلل أو الخروج دون علمه، فذلك يجعله قلقًا بصفة مستمرة خشية اختفاء والديه فجأة.
- جعل الوداع سريعًا وبهدوء وعدم الإطالة أو المبالغة فيه لتجنب إثارة قلق الطفل حتى لو بدأ الطفل في الصراخ أو البكاء.
- اتباع روتين محدد مع الطفل ومحاولة تحديد مواعيد المغادرة والعودة، فذلك يمنحه شعورًا بالأمان والاطمئنان.
- إعطاء الطفل فكرة عن مدة الغياب عنه بأسلوب يستطيع فهمه.
- الالتزام بالوعود لتعزيز ثقة الطفل بوالديه وتصديقهم عند إخباره بأنهم سيعودون، فذلك يلعب دورًا مهمًا في علاج اضطراب قلق الانفصال لما يمنحه من شعور بالاطمئنان.
- إعطاء الطفل فرصة للتعبير عن مشاعره والإنصات إليه وعدم الاستخفاف بها، والتوضيح له بلطف أنه من الطبيعي أن يغادر الآباء ولكنهم سيعودون مرة أخرى وتذكيره ببعض المواقف.
- تعويد الطفل على البقاء مع أحد الأقارب أو مع جليسة الأطفال حتى لو مدة قصيرة، ويمكن البدء بتدريبه في المنزل بمغادرة الغرفة بعض الوقت وتوديعه للاعتياد على هذا الموقف.
- ممارسة بعض الألعاب مع الطفل تتضمن محاكاة مغادرة المنزل.
- التدريب على الانفصال تدريجيًا، فعلى سبيل المثال يمكن البدء بالانفصال عن الطفل مدة 3 دقائق فقط والعودة إليه، ومن ثم زيادة المدة تدريجيًا.
- تشجيع الطفل منذ صغره على المشاركة في الأنشطة واللعب مع الآخرين لبناء صداقات مع الأطفال والحد من قلقه عند الابتعاد عن والديه.
- الحرص على مكافأة الطفل عند تحقيق أي تقدم أو التصرف بإيجابية.
اقرأ أيضًا: خوف الطفل من المدرسة مشكلة تحتاج علاج
كيفية التعامل مع الطفل المصاب بقلق الانفصال في المدرسة
يواجه بعض الأطفال صعوبة في الذهاب إلى المدرسة والبقاء في مكان لا يوجد فيه الوالدين، لا سيما الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال فقد يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة ويتهرب من ذلك. [2]
قد يفيد اتباع بعض الإرشادات في علاج اضطراب قلق الانفصال وتشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة، ومن هذه الإرشادات: [5]
- تهيئة الطفل للذهاب إلى المدرسة وإخباره بالأنشطة الممتعة فيها.
- إطلاع المدرسين على حالة الطفل وحثهم على التعامل معه بطريقة صحيحة ومراعاة مشاعره.
- عدم تعويد الطفل على الغياب من المدرسة والحرص على ذهابه حتى يعتاد الأمر.
- السماح للطفل في المدرسة بالتواصل مع والديه خلال اليوم عند الشعور بالقلق.
- مكافأة الطفل والثناء عليه على كل خطوة جيدة يحرزها.
اقرأ أيضًا: أسباب مشكلة خوف الأطفال من المدرسة وعلاجها
نصائح لتخفيف قلق الانفصال عند الكبار
يساهم اتباع بعض النصائح في علاج اضطراب قلق الانفصال للكبار من خلال تخفيف القلق والتوتر، ومن هذه النصائح: [2]
- طلب الدعم من الأهل والأصدقاء لمساعدته في التغلب على مشاعر القلق تجاه أفراد أسرته عند غيابهم.
- الانضمام لمجموعات الدعم النفسي للاستفادة من تجارب الآخرين ومشاركة الأفكار والمشاعر التي تسبب القلق.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء للحد من القلق بشكل عام، مثل التأمل الواعي.
- اتباع نمط حياة صحي بممارسة الرياضة، وتناول أطعمة صحية، وكذلك الحرص على الحصول على قدر كافٍ من النوم.
اقرأ أيضًا: اضطراب قلق الانفصال عند الكبار
نصيحة الطبي
يتضمن علاج اضطراب قلق الانفصال العلاج النفسي وربما الدوائي في بعض الحالات، وذلك بجانب دعم الآباء وأفراد الأسرة ومنح الطفل شعورًا بالأمان حتى يستطيع تجاوز قلقه. ونظرًا لأن تلقي العلاج مبكرًا يعطي نتائج أفضل ينبغي على الوالدين مراجعة طبيب أو اختصاصي نفسي عند ملاحظة استمرار قلق الانفصال لدى طفلهم رغم تجاوزه عمر 3 سنوات، لتلقي العلاج المناسب.
عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق