لقد تم تحقيق خطوات كبيرة ومهمة في فهم الألم وعلاجه في الآونة الأخيرة؛ حيث أصبح يمكن التحكم في الألم بعد أن كان ميؤوساً منه في الماضي. وتثبت الأدلة الطبية أن العديد من المعتقدات حول الألم وأسس علاجه خاطئة وتحتاج إلى التصحيح.  

أهم الخرافات الشائعة حول الألم وعلاجه

فيما يلي سنذكر أهم المعتقدات الخاطئة والخرافات الشائعة حول علاج الألم وتخفيفه ومنهج التدخل والتوعية التي يجب أن يتبعه مقدمو الرعاية الصحية لتغيير كل منها:

يمكن اكتساب القوة نتيجة تحمل الألم

يتداول هذه الشائعة غالباً لاعبي كمال الأجسام والرياضيين ويُعتبر ذلك غير صحيح، ويجب أن يتم التوضيح لهم بأنه من الجيد إراحة العضلات لإصلاحها وتخفيف الآلام، وقد يحتاجوا أيضاً إلى تعديل روتين التمارين عن طريق ممارسة التدريب المتقاطع (بالإنجليزية: Cross Training) وذلك بممارسة تمارين أخف وأكثر تكراراً.

الألم هو أمر حتمي وغير قابل للعلاج

يعتقد بعض الأشخاص و كبار السن بالأخص أن الألم هو أمر حتمي وغير قابل للعلاج، وفي هذه الحالة يجب أن يُشرح لهم بأنه يمكن معالجة الألم والتحكم به بدلاً من التعايش معه؛ وذلك باتباع نظام علاجي مثالي والذي يمكن أن يتطلب فترة التجربة والخطأ؛ حيث أن هناك خيارات لا تُحصر لتخفيف الألم وتتضمن: الأدوية التي تستلزم أو لا تستلزم وصفة طبية، العلاج الفيزيائي، التمارين وتقنيات الاسترخاء، الجراحة، الحقن (سواء في العضل، في المفاصل أو في الظهر) بالإضافة للعلاجات التكميلية مثل: العلاج بالوخز أو المساج (التدليك).  قد لا يكون من الممكن في جميع الحالات التخلص من الألم تماماً ولكن يمكن استخدام العديد من الخيارات والتقنيات لتخفيف الألم والتحكم به بشكل أفضل. والتأكيد على أنه يمكن منع العديد من الآثار الجانبية والسيطرة عليها.

الألم مشكلة غير مرئية ولا يمكن للآخرين رؤيتها

لا يعني ذلك بأنها غير موجودة. يُعتير الألم حالة معقدة تتضمن كلاً من العقل والجسد، على سبيل المثال، ليس هناك سبب محدد لألم الظهر في معظم الحالات ويمكن للتوتر والإجهاد النفسي أن يزيد الأمر سوءاً ولكن ذلك لايجعل الألم مجرد شعور خيالي غير موجود.

تجاهل الألم كاعتبار للرزانة والتحمل

يميل كبار السن غالباً إلى تحمل الألم وتجاهله عند التعرض لآلام عرضية مثل الصداع أو الإصابات الرياضية اعتقاداً بأن ذلك من الرزانة وأنه لا حاجة للذهاب للطبيب إلا في حالات الألم الشديد، وفي هذه الحالة يجب التوضيح لهم بأن فعل ذلك بشكل متكرر يؤدي إلى التأثير بشكل سلبي على أداء ونوعية الحياة، ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، الإجهاد نتيجة قلة النوم، ضعف الاستجابة المناعية، القلق وعدم القدرة على العمل، وبالتالي ضعف العلاقات الاجتماعية.

الخوف من الإدمان من مسكنات الألم خاصة الأفيونية

يخشى الكثير من الناس تناول العقاقير المسكنة للألم التي يوصفها لهم الطبيب مثل: المورفين (بالإنجليزية: Morphine) أو (الكوديين بالإنجليزية: Codeine) خوفاً من أن يصبحوا مدمنين عليها. ولكن هناك اختلاف بين الاعتماد الجسدي (بالإنجليزية: Physical Dependence) والإدمان (بالإنجليزية: Addiction) ولايُعتبر الاعتماد الجسدي مشكلة طالما لم يتوقف المريض عن تناول الأدوية بشكل مفاجئ.

الإبلاغ عن الشعور بالألم قد يشتت انتباه الطبيب عن علاج المرض

قد يعتقد بعض المرضى بأن الإبلاغ عن شعورهم بالألم قد يشتت انتباه الطبيب عن علاج المرض، لذلك يجب التوضيح للمريض بأن إبلاغ الطبيب عن وجود الألم مهم في علاج كل من المرض والأعراض.

اقرا ايضاً :

تشنج القولون IBS irritable bowel syndrome

بعض مسكنات الألم غير فعالة

في بعض الحالات يكون لدى بعض الأشخاص اعتقاد حول بعض فئات الأدوية بأنها غير فعالة، ولذلك يجب إعلام المريض بأن هناك خيارات متعددة تتضمنها كل فئة من فئات الأدوية، وأن أدوية أخرى من نفس الفئة قد توفر راحة أفضل. ومن المهم التأكيد على أن إيجاد أفضل نظام للعلاج قد يتضمن فترات التجربة والخطأ. بالإضافة لذلك يمكن دمج التقنيات غير الدوائية في خطة العلاج.

ما هي المفاهيم الصحيحة حول علاج الألم المزمن؟

فيما يتعلق بالألم المزمن هناك بعض المعتقدات التي يجب أن تُصحح حول علاجه والتعامل معه:

  • على الرغم من أن الأوجاع والآلام هي جزء طبيعي من التقدم في العمر، لكن لايعني ذلك بأن يكون الألم مزمناً؛ حيث قد تزيد فرص الإصابة بحالات تسبب الألم المزمن مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid Arthritis) لكن لا ينطبق ذلك على جميع الأشخاص.
  • قد يعتقد البعض بأن الألم المزمن يتطلب الراحة، لكن الراحة في الفراش ليست أفضل علاج للألم المزمن، وفي بعض الحالات يمكن أن يزيد الألم سوءاً. لذلك من الضروري الحفاظ على النشاط الجسدي. بحيث يمكن أن يساعد روتين التمارين المنتظم على تخفيف الألم المزمن لأن التمرين يحفز إفراز الهرمونات الجيدة مثل السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) والذي يعرف بهرمون السعادة.
  • العلاجات البديلة يمكن أن تكون مكملاً ممتازاً للعلاجات التقليدية مثل الأدوية والعلاج الطبيعي وقد تساهم بشكل فعال لتخفيف الألم المزمن.
  • الألم المزمن ليس له سبب محدد دائماً، أو على الأقل لا يمكن تحديده فور بدء الشعور به، وإذا كان هناك سبب رئيسي للألم فليس من السهل تحديده. وقد يتطلب تشخيص الألم المزمن الكثير من الوقت والصبر.
  • قد يعتقد البعض بأن الألم المزمن يتطلب بالضرورة تدخلاً جراحياً لعلاجه، بينما في الحقيقة يتم علاج الألم المزمن في العادة خلال نهج متعدد التقنيات والذي قد يشمل مزيجاً من العلاج الطبيعي والأدوية والتمارين وتقنيات تتضمن العقل والجسم مثل: ممارسة التأمل (بالإنجليزية: Meditation).
  • من الجدير بالذكر أنه يُمكن علاج معظم حالات الألم بشكل فعال؛ لذلك إذا كنت تعاني من الألم فأنت مدين لنفسك بتحديد موعد مع الطبيب.

أعاني من ارتفاع أبو صفار إلى 5,5، ولكن الكبد لدى سليم، وليس فيه شيء، ولكن لجئ الدكتور الخاص بي إلى أخذ خزعة الكبد، ولكن خائف من إجرائها ما الحل؟