يقوم بعض الأشخاص بأخطاء في عاداتهم اليوميّة الخاصّة بعملية الإخراج تؤدي إلى أضرار كثيرة بصحة الجهاز الهضمي عندهم. تتضمن هذه الأخطاء عادات صغيرة مثل زيادة الوقت وزيادة الّشد خلال عملية الإخراج، أو مقاومة الحاجة إلى الإخراج، أو عدم معرفة الوضعية الصحيحة للجلوس أثناء عملية الإخراج.

ينتج عن هذه العادات مشاكل مثل البواسير الشرجية، أو الشرخ الشرجي، أو الإمساك، أو الغازات، أو النزف الشرجي، أو القولون العصبي.

بعض المشاكل الأخرى مثل الشعور بعدم الإخراج الكامل والألم في الشرج أثناء الإخراج لا يجوز إهمالها أيضاً، وينصح بمراجعة الطبيب حيالها، بالإضافة إلى ذلك يوجد بعض الطرق التي من الممكن أن تساعد في التخفيف من هذه المشاكل.

الإخراج الطبيعي عند الإنسان

يتراوح عدد الإخراج الطبيعي عند الإنسان ما بين 3 مرات يومياً حتى 3 مرات أسبوعياً. ويفترض أن يتضمن الإخراج الطبيعي ما يلي:

  • أن يتم الإخراج بسهولة، بدون الم وبدون الحاجة الى الشد (العصر).
  • أن يكون البراز متماسكاً وذو شكل واضح (اسطواني مثلا) وليّن في نفس الوقت. اقرأ أيضاً: نزول البراز على شكل قطع صغيرة
  • أن لا يحتوي على دم، أو مخاط، أو بقايا طعام غير مهضوم. اقرأ أيضاً: براز احمر ، مخاط مع البراز
  • أن لا يستيقظ الشخص من نومه ليلاً لغاية الإخراج.

أضرار زيادة الوقت وزيادة الّشد خلال عملية الإخراج

يخطئ البعض عندما يعتقد أنه من الضروري التخلص من البراز كلياً بشكل يومي. يؤدي هذا الاعتقاد الى زيادة فترة جلوس الشخص على المرحاض رغم خلو المستقيم من البراز، مما يسبب نشوء أمراض قد تحتاج إلى علاج لفترات طويلة أو تدخل جراحي.

تتضمن عملية الإخراج الطبيعي وصول البراز إلى منطقة المستقيم ثم إسراع الشخص إلى الجلوس على المرحاض والشد بشكل بسيط في البداية ليتم بعد ذلك خروج البراز الموجود في المستقيم وليس المتواجد في القولون.

كل ما يحصل بعد هذه ذلك يعتبر غير طبيعياً، فالجلوس لفترات أطول وما يرافقه من شد كبير في محاولة أخراج المزيد من البراز يؤدي إلى تدلي الأغشية المخاطية المبطنة للمستقيم والشرج من الداخل، مما يعطي شعور بوجود المزيد من البراز، وبالتالي المزيد من الشد، والمزيد من التدلي.

ينتج عن ذلك مشاكل أخرى مثل البواسير الشرجية، أو الشرخ الشرجي، أو النزف الشرجي، أو القولون العصبي، أو غير ذلك.

في معظم الحالات يتم الإخراج خلال فترة خمس الى عشر دقائق، وبخلاف ذلك لا بد من وجود مشكلة ما مثل:

  • عدم الجلوس بشكل صحيح على المرحاض.
  • قراءة الكتب والمجلات، أو تصفح الإنترنت، أو الحديث على الهاتف أثناء الإخراج.
  • عدم تناول الكميات المناسبة من الألياف والسوائل.
  • فقدان القدرة على الاسترخاء أثناء عملية الإخراج.
  • غياب النشاط الجسدي وممارسة الرياضة.
  • اسباب مرضية اخرى.

كم سنة يتوقع أن يعيش مريض جلطة الوريد البابي؟ وهل هو مرض مزمن أم يمكن الشفاء منه مع العلاج؟

أضرار مقاومة الحاجة إلى الإخراج

يعاني معظم الناس من فترات محرجة جدا تقتضي كبح الشعور بالحاجة الى الإخراج عند حدوثه في منتصف اجتماع هام، أو في مكان لا يتوفر به حمام، أو أثناء القيادة، أو غيرها من المواقف الكثيرة. إن مقاومة الشعور بالإخراج لا يشكل خطراً في حالة حدوثه في مثل هذه المناسبات على أن لا تكون متكررة بشكل كبير حسب طبيعة العمل، فرجل الأعمال كثير الاجتماعات او سائق التكسي مثلا يتعرضون لهذه المواقف المحرجة اكثر بكثير من الموظف العادي او ربة المنزل.

إن تكرار هذه المواقف بشكل غير طبيعي لا بد في النهاية أن يولد الكثير من المشاكل مثل الإمساك، أو البواسير الشرجية، أو غازات البطن.

الوضعية الصحيحة للجلوس أثناء عملية الإخراج

تتمثل الوضعية الصحيحة للجلوس على مرحاض بالجلوس بشكل مستقيم وغير مائل، مع الانحناء البسيط للأمام عند الخصر، ويجب أن ترتكز راحتي القدمين بشكل كامل على الارض. تمثل الوضعية الخاطئة للجلوس على المرحاض ملامسة مقدمة أو مؤخرة القدمين للأرض أو عدم ملامسة القدمين للأرض. تؤدي هذه الوضعية إلى انقباض وتوتر زائد في عضلات الحوض وإعاقة الإخراج. تعتبر وضعية القرفصاء (الحمام العربي) غير صحية أثناء عملية الإخراج كونها تعمل على زيادة حدة الزاوية بين المستقيم والشرج، وتؤدي إلى انقباض عضلات الحوض والظهر. بالاضافة الى ذلك فان نسبة الحالات المرضية مثل البواسير الشرجية، وتدلي غشاء المستقيم، وغيرها تحدث بنسبة أكثر عند هؤلاء الأشخاص.

القراءة أثناء الإخراج

إن وضعية القراءة أثناء الجلوس على المرحاض تقتضي الانحناء للأمام ووضع الكوعين على الركبتين والفخذين، وحمل الكتاب أو الصحيفة بين اليدين. إن هذه الوضعية تجعل الزاوية بين المستقيم والشرج حادّة مما يجبر البراز الذي يعبر خلال المستقيم بالاصطدام بجدار الشرج وفقدانه للاستمرارية بخط مستقيم مما يعيق الإخراج.

بالاضافة الى ذلك، فإن هذه الوضعية تضع وزناً زائداً على مقدمة القدمين مما يؤثر على عضلات الحوض أيضاً. من ناحية أخرى، فإن القراءة أثناء الإخراج يعطي شعوراً بالارتياح وتقلل من التوتر، ولكن هذا الشعور قد يكون مفيدًا فقط في بداية الإخراج لفترة لا تتجاوز الخمس دقائق حيث يجب الامتناع عن القراءة بعد هذه الفترة والجلوس بشكل صحيح لإتمام عملية الإخراج.

الشعور بعدم الإخراج الكامل و انقباض العضلات المحيطة بالمستقيم

قد يشعر البعض بأنه لا يخرج بشكل كامل، وقد يكون السبب في ذلك وجود توتر أو انقباض في عضلات الحوض المحيطة بالمستقيم والشرج.
تشمل أسباب توتر وانقباض العضلات الحوض المحيطة بالمستقيم ما يلي:

  • التوتر الناتج عن الحياة اليومية وعدم مقدرة المستقيم على الاسترخاء بعد اتمام عملية الإخراج.
  • الأمراض التي قد توجد في المستقيم والشرج مثل التقرحات، والأورام، والتليفات وغيرها.

يمكن التخلص من توتر وانقباض العضلات الحوض المحيطة بالمستقيم عن طريق ما يلي:

  • الجلوس في مغطس ماء ساخن كل مساء بحيث تغطس منطقة الحوض حتى الخصر. مدة المغطس يجب أن لا تقل عن 15 دقيقة. يمكن زيادة درجة الاسترخاء من خلال الاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة، ومن خلال تخفيف الإنارة، والتنفس بشكل عميق وبطيء أثناء المغطس. في البداية يجب عمل المغطس يوميا لمدة لا تقل عن الأسبوع ومن ثم يمكن تقليل عدد المرات الى مرتين او ثلاث مرات اسبوعيا ثم الى مرة او اثنتين اسبوعيا وذلك حسب نسبة التحسن.
  • الجلوس على الأرض مع ابقاء الظهر عموديا، وضع باطن القدمين واحد ملاصق للآخر وتثبيتهما بوضع اليدين فوق أصابع القدمين. يتم التمرين بضم الركبتين معا مع اخذ نفس عميق وكتمه داخل الصدر لمدة 10 الى 15 ثانية ومن ثم إخراج النفس مع ترك الركبتين للابتعاد عن بعضهما. يكرر هذا التمرين ثلاث مرات متتالية. يتم هذا التمرين يوميا لمدة اسبوع او اكثر ثم تقلل عدد المرات في الأسبوع حسب نسبة التحسن.

في حال استمرار الشعور بعدم الإخراج بشكل كامل بعد عمل المغطس والتمارين اللازمة ينصح باستشارة الطبيب المختص.

الألم في الشرج أثناء الإخراج

إن الشعور بألم عند الإخراج في أحد المرات قد لا يشكل مشكلة، ولكن حدوث الألم عند الإخراج لأكثر من مرة متتالية قد يكون ناتج عن مشكلة ما، وينصح بمراجعة الطبيب حيال هذا الألم>

تحدد طبيعة الألم طبيعة المشكلة، وفي مايلي أمثلة على ذلك:

  • حدوث الألم الحاد عند الإخراج وخاصةً بوجود البراز الصلب ينتج في الغالب عن حدوث شرخ شرجي.
  • شعور الشخص بالوخزات أو عدم الراحة بالشرج يمكن أن يكون ناتجاً عن وجود البواسير، أو التقرحات، او الأورام.
  • شعور الشخص بالألم المستمر والذي تزداد حدته مع الوقت ليصبح قويا ينتج في الغالب عن دمل شرجي.
  • شعور الشخص بالألم الحاد الذي يرافق الشعور بالحاجة للإخراج يمكن أن ينتج عن التهابات المستقيم.

اقرا ايضاً :

غازات البطن.. أسبابها وطرق التخلص منها