أصبح سرطان الكبد يشكّل عبئًا صحيًا متزايدًا، حيث يصيب أكثر من 800,000 شخص سنويًا حول العالم بحسب جمعية السرطان الأمريكية، ويحتل المرتبة الثالثة بين أسباب الوفيات المرتبطة بالسرطان. لذلك، أصبح فهم أسباب سرطان الكبد وعوامل الخطر ضرورة لا غنى عنها للوقاية وحماية صحتك. في هذا المقال، سنكشف عن أبرز العوامل والعادات التي قد تدمر الكبد، ونقدّم أهم النصائح لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض الخطير! [1][2]

أسباب سرطان الكبد وعوامل الخطر

يبدأ سرطان الكبد عندما يتغير الحمض النووي وتحدث طفرات في خلايا الكبد، ونتيجةً لذلك تنمو وتنقسم الخلايا بشكلٍ سريع وغير منضبط، مما يُؤدي إلى تشكّل ورم في الكبد. [2][3]

ومن الأسباب والعوامل المرتبطة لسرطان الكبد:

التهاب الكبد المزمن

أظهرت الدراسة أن أكثر من 70% من حالات سرطان الكبد تنجم عن التهاب الكبد المزمن بسبب فيروس B وC، فهذه الفيروسات تُسبب تلفًا تدريجيًا في أنسجة وخلايا الكبد، كما أنّها تُؤدي إلى الإصابة بتشمع الكبد مع مرور الوقت. [2][3]

ويحاول الجسم إصلاح ذلك عن طريق إنتاج خلايا كبد جديدة، ونتيجةً لذلك قد تظهر ظفرات في الحمض النووي، والتي قد تتطور لاحقًا إلى خلايا سرطانية. ومن المهم معرفة أن التدخين أو تناول الكحول خلال الإصابة بالتهاب الكبد المزمن يعزز احتمالية تطور سرطان الكبد. [2][3]

اقرأ أيضًا: التهاب الكبد، هل هو خطير؟

تشمع الكبد

يحدث تشمع الكبد عندما تتحول أنسجة الكبد السليمة إلى أنسجة ندبية. ففي كل مرة يتعرض فيها الكبد للالتهاب أو التلف، يحاول إصلاح نفسه، لكن تكرار هذه العملية يؤدي مع الوقت إلى تراكم الندوب. وعلى عكس الأنسجة السليمة، تعيق هذه الأنسجة المتليفة الكبد عن أداء وظائفه الطبيعية وتُضعف تدفق الدم عبره. [3]

ويُعتبر تشمع الكبد من أهم عوامل الإصابة بسرطان الكبد، ومن أسبابه: [3]

  • الحالات المزمنة من التهاب الكبد الوبائي.
  • شرب الكحول بكمياتٍ كبيرة ولفترة طويلة.
  • تراكم دهون الكبد.
  • بعض الاضطرابات الوراثية، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية.
  • تشمع المرارة الأولي.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

التهاب الكبد الدهني غير الكحولي

يُعد التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic Steatohepatitis) أحد الأسباب الشائعة لتشمع الكبد، والذي قد يتطور لاحقًا إلى سرطان الكبد. ويُعتبر هذا الاضطراب من أخطر أشكال مرض الكبد الدهني غير الكحولي، إذ تتراكم كميات غير طبيعية من الدهون داخل خلايا الكبد، مما يسبب التهابًا مزمنًا وتلفًا في الأنسجة لدى بعض الأشخاص، وقد أظهرت عدة دراسات أنّ سرطان الكبد يصيب مرضى التهاب الكبد الدهني غير الكحول دون الإصابة بتشمع في الكبد. [4]

قد يُهمك: علاج دهون الكبد بالأدوية وفي المنزل!

شرب الكحول

شرب الكحول سامٌ للكبد؛ فهو يُسبب تلفًا دائمًا وتليفًا في أنسجته، وهذا يُضعف قدرة الكبد على أداء وظائفه الطبيعية وإزالة السموم من الجسم. ومع مرور الوقت، يتراكم هذا التلف ويتطوّر إلى تشمع الكبد، وهو أحد العوامل المسببة لسرطان الكبد. وخلافًا لما يعتقده البعض، يبدأ خطر الإصابة بسرطان الكبد حتى عند تناول كميات بسيطة من الكحول بحسب الدراسات، ويزداد هذا الخطر تدريجيًا كلما زادت كمية الشرب. كما يتضاعف الخطر إذا كان الشخص مصابًا بفيروس التهاب الكبد الوبائي B أو C أيضًا. [4]

التدخين

يحتوي دخان التبغ على مواد كيميائية قد تسبب طفرات جينية في الخلايا، وهذا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد؛ إذ يتم معالجة وتكسير هذه المواد في الكبد، مما يؤدي إلى تلف خلايا الكبد وتليّف أنسجته بمرور الوقت، وهو أحد عوامل الخطر المعروفة لسرطان الكبد. [5]

اقرأ أيضًا: أضرار التدخين على الصحة.

مرض السكري

يكون خطر الإصابة بسرطان الكبد أعلى لدى مرضى السكري مقارنةً بغيرهم، وبحسب الدراسات يرتبط ذلك بارتفاع مستويات الإنسولين في الجسم، وتلف الكبد الناتج عن تأثير المرض نفسه. ويكون خطر الإصابة بسرطان الكبد أكبر عند وجود عوامل خطر إضافية، مثل تشمع الكبد أو التهاب الكبد الفيروسي. [3]

ولكن من جهة أخرى، أظهرت دراسة حديثة أنّ بعض أدوية السكري، مثل الميتفورمين (Metformin)، قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد. [3]

بعض الاضطرابات الوراثية

وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (بالإنجليزية: National Cancer Institute) فإن حوالي 10% من حالات السرطان تحدث بسبب طفرات جينية موروثة، ومن الاضطرابات الوراثية التي ترتبط بالإصابة بسرطان الكبد: [7]

  • مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson Disease).
  • مرض تخزين الجليكوجين (بالإنجليزية: Glycogen Storage Disease).
  • داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary Hemochromatosis).
  • نقص ألفا-1 أنتيتريبسين (بالإنجليزية: Alpha-1 Antitrypsin Deficiency).
  • البورفيريا الجلدية المتأخرة (بالإنجليزية: Porphyria Cutanea Tarda).

وقد أظهرت دراسة أنّ الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد إذا كان أحد أقاربه من الدرجة الأولى مصابًا به أيضًا، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء. [7]

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

أسباب وعوامل أخرى للإصابة بسرطان الكبد

من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الكبد: [3][6][9]

  • السمنة وزيادة الوزن:

أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الكبد بنسبة 21%، وذلك مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.

  • التقدم في العمر:

فمع مرور الوقت يتراكم التلف والضرر الذي يُصيب الحمض النووي. ولهذا، فإن معظم حالات سرطان الكبد تُشخَّص لدى أشخاص تجاوزوا سن 60.

  • التعرض للأفلاتوكسين:

الأفلاتوكسين (بالإنجليزية: Aflatoxin) هي مادة سامة تنتج عند تلوث بعض الأطعمة بالفطريات، مثل الفول السوداني المتعفن والقمح.

  • الجنس:

يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد مقارنةً بالنساء.

  • استخدام المنشطات:

مثل الستيرويدات البنائية التي يستخدمها بعض الرياضيين لزيادة الكتلة العضلية، خصوصًا إذا حدث ذلك بشكلٍ مزمن.

  • مشكلات في المرارة:

يكون خطر الإصابة بسرطان الكبد أكبر لدى الأشخاص المصابين بحصوات المرارة أو خضعوا لعملية استئصال المرارة، ويُعتقد أنّ هذا يحدث بسبب ارتفاع الضغط في القناة الصفراوية، مما يُسبب التهابًا مزمنًا في أنسجة الكبد.

  • فيروس نقص المناعة البشرية:

فهو يُضعف جهاز المناعة، مما يُقلل قدرة الجسم على التخلص من التهاب الكبد الوبائي، والذي يُؤدي مع مرور الوقت إلى تشمع الكبد وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

نصائح للوقاية من سرطان الكبد

لا يُمكن منع الإصابة بسرطان الكبد في جميع الحالات، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا المرض باتباع النصائح الآتية: [8]

  • الحصول على لقاح التهاب الكبد الوبائي ب.
  • التخلص من الإبر المستخدمة بشكلٍ صحيح، خصوصًا عند التعامل مع أشخاص مصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • مراجعة الطبيب وإجراء بعض الفحوصات بشكل دوري، مثل:
    • تحاليل الدم.
    • تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية.

نصيحة الطبي

تتنوع أسباب سرطان الكبد بين عوامل مرضية وأخرى متعلقة ببعض العادات اليومية، ويُعد التهاب الكبد المزمن وتشمع الكبد من أبرز المسببات، إلى جانب الإصابة بالسكري، وشرب الكحول والتدخين. فضلًا عن تأثير العوامل الوراثية والتقدم في العمر التي تجعل الكبد أكثر عرضة للتلف والإصابة بالسرطان.

لا حاجة لمغادرة المنزل مع الطبي! احصل على استشارة طبية الآن، واطمئن على صحتك من منزلك بكل راحة وسرية تامة!

اقرا ايضاً :

نتائج واعدة لعلاج السرطان