انتشرالمرض الذي سببه فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

ولا توجد حتى الآن أدوية مضادة للفيروسات لعلاج هذه العدوى مما شكل تحدياً كبيراً في السيطرة على الفيروس واحتواء العدوى.

قلل الجميع من تقدير فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona)، وتمت إساءة فهمه من ظهوره لأول مرة، ومن الواضح أن عدوى فيروس كوفيد-19 ليست مجرد مرض يصيب الجهاز التنفسي.

وقد انضم إلى صفوف الأمراض الأخرى التي يمكن أن تتشابه أعراضها مع أعراض أي حالة مرضية أخرى.

يمكن أن تتسبب عدوى فيروس كورونا الجديد في الإسهال وألم البطن، كما يمكن أن تسبب أعراض تتشابه مع أعراض نزلات البرد الشائعة أو الإنفلونزا.

وقد تنوعت الأعراض التي تتسبب بها عدوى فيروس كورونا الجديد واشتملت على:

العين الوردية (التهاب ملتحمة العين)، وسيلان الأنف وفقدان حاسة التذوق أو الشم، وألم العضلات، والغثيان، وفقدان الشهية، والطفح الجلدي الذي يظهر في مختلف أنحاء الجسم.

وقد أشار الأطباء أنه في الحالات الشديدة من عدوى فيروس كوفيد-19 يمكن أن تظهر الأعراض على شكل:

مشاكل في ضربات القلب، وفشل القلب، وتلف الكلى، والصداع والنوبات، ومتلازمة غيلان باريه ونوبات الإغماء إلى جانب ظهور مشاكل جديدة في التحكم في سكر الدم. 

طريقة غزو فيروس كورونا الجديد للجسم

لا تتسبب عدوى فيروس كورونا الجديد فقط بالحمى والسعال الذي يؤدي إلى ضيق التنفس كما اعتقد الجميع في البداية.

بل قد أدى تنوع وكثرة أعراض هذه العدوى إلى صعوبة تشخيص وعلاج المرض، ويتبع فيروس كوفيد-19 الطريقة التالية في غزو خلايا الجسم:

  • يوجد لدى فيروس كوفيد-19 زوائد مشابهة للأشواك تسمى (بروتينات الحسكة) تتصل بمستقبل معين يسمى مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، يوجد على سطح خلايا جسم الإنسان مما يسمح بدخول الفيروس إلى الخلية، ويعد مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 هدف كبير للفيروس لأنه موجود في جميع أعضاء الجسم. 
  • بمجرد دخول فيروس كورونا الجديد إلى الخلية، فإنه يحول الخلية إلى مصنع ليصنع الملايين من النسخ من نفسه، وتخرج هذه النسخ من الفيروس أثناء عملية التنفس أو السعال لتسبب إصابة الآخرين بالعدوى.
  • يستخدم فيروس كوفيد-19 العديد من الطرق لكي يمنع خلايا الجسم من طلب المساعدة؛ حتى يتمكن من الهروب من اكتشافه مبكراً، وتشمل هذه الطرق: تخلصه من بروتينات إشارة الاستغاثة التي تصنعها الخلية عندما تتعرض للهجوم، وإيقاف الأوامر المضادة للفيروسات داخل الخلية، مما يمنحه وقت أطول لعمل نسخ أكثر من نفسه ولإصابة المناطق المحيطة به قبل أن يتم اكتشافه من قبل الجسم، وتعد هذه الطرق لتهرب الفيروس جزء من سبب انتشار الفيروس قبل أن تظهر الاستجابة المناعية في الجسم مثل: الحمى.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل حول فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)

الهجوم المباشر لفيروس كورونا الجديد على أعضاء الجسم

يكون لدى العديد من الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض خفيفة القدرة على صد فيروس كورونا الجديد قبل أن يزداد الأمر سوءاً.

وقد يعاني هؤلاء المرضى من أعراض في مجرى التنفس العلوي فقط في الموقع الذي غزا فيه الفيروس أجسامهم عند بداية العدوى.

ولكن عندما لا يستطيع الجسم تدمير الفيروس في مكان دخوله للجسم فإن الفيروس يتوغل بشكل أعمق في الجسم.

يمكن أن يأخذ الفيروس عدة مسارات من موقع العدوى الأول، وتنطوي الخيارات على إقامة الفيروس لمعسكر في الرئتين أو يمكن أن يشق طريقه إلى الجهاز الهضمي.

وفي بعض الحالات يمكن أن يسلك الفيروس المسارين معاً، مما يؤدي إلى تطور المتلازمة التنفسية الخاصة بعدوى فيروس كوفيد-19، ولهذا السبب يدخل الناس إلى المستشفى، وقد يصاب بعض الأشخاص بالإسهال وألم البطن.

وبمجرد أن يتغلغل الفيروس إلى الجسم فإنه يبدأ بالتسبب بمرض أكثر شِدة، ومن هنا يبدأ الهجوم المباشر على أعضاء الجسم الأخرى التي تحتوي على مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2.

بما في ذلك عضلة القلب والكليتين والأوعية الدموية والكبد وقد يصيب الجهاز العصبي المركزي أيضاً، مما يمكن أن يفسر الأعراض الكثيرة والمتنوعة لعدوى فيروس كوفيد-19.

من المستبعد جداً أن تصاب الأعضاء الداخلية للجسم بالغزو المباشر للفيروس دون تطوير مرض شديد، وقد يقع الدماغ والأعصاب أيضاً فريسة لهجوم فيروس كوفيد-19.

 وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن يسلكها الفيروس ليغزو الجهاز العصبي المركزي.

تنطوي إحدى النظريات عن غزو فيروس كوفيد-19 للجهاز العصبي المركزي بما في ذلك الدماغ على أن الفيروس يمكن أن يغزو الجهاز العصبي المركزي من خلال عصب الشم.

وقد كان فقدان حاسة الشم أحد الأعراض المتنازع عليها كأحد أعراض الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19، ومع ذلك لا يوجد دليل حتى الآن يثبت أن عصب الشم مسؤول عن نقل الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي.

تُظهر النتائج المبكرة كالنتائج المأخوذة من تشريح الجثث وفحوصات الخزعات أن فيروس كورونا الجديد لا يمكن العثور عليه فقط في الممرات الأنفية والحنجرة.

 ولكن تم إيجاد الأجزاء الفيروسية العائدة لفيروس كورونا الجديد في الدموع والبراز والكليتين والكبد والبنكرياس والقلب.

 كما كشف تقرير تشريح جثة عائدة لمريض مصاب بالتهاب السحايا عن وجود الجزيئات الفيروسية في السائل المحيط بالدماغ.

اقرا ايضاً :

كيف تميز بين أعراض الإنفلونزا و أعراض إنفلونزا الخنازير؟ انفوجرافيك

الأضرار الجانبية القاتلة لعدوى فيروس كورونا الجديد

قد يكون التلف الشديد في الرئتين الناجم عن العدوى أحد العوامل التي تعمل على تنشيط وتحفيز الجهاز المناعي بإفراط من خلال إنتاج الكثير من الرسائل الكيميائية المعروفة بالسيتوكينات لتحفيز الجهاز المناعي.

 ويمكن أن يؤدي هذا الإفراط في إنتاج الستوكينات إلى حدوث حالة تسمى بعاصفة السيتوكين.

تعد عاصفة السيتوكين تفاعل معقد للمواد الكيميائية داخل الجسم، ويمكن أن تتسبب في انخفاض ضغط الدم.

 وتعمل على جذب المزيد من الخلايا المناعية القاتلة والخلايا الالتهابية إلى موقع العدوى، مما يؤدي إلى حدوث إصابة (جرح) داخل القلب والرئتين والكليتين والدماغ.

ويشير الخبراء إلى أن عاصفة السيتوكين قد تكون سبب دخول المريض في حالة مرض خطيرة لدى مرضى كوفيد-19. 

يشير اكتشاف جديد إلى أنه قد يكون هناك قاتل محتمل آخر لمرضى عدوى فيروس كورونا الجديد.

فقد اكتشف العديد من الأطباء أن التخثر الغير طبيعي (الجلطات) قد تلعب دور رئيسي في وفاة المرضى.

وقد لوحظ تكون الجلطات لدى مرضى عدوى فيروس كوفيد-19 في العديد من الأماكن في الجسم مثل: جلطات الأوعية الدموية الكبيرة بما في ذلك تجلط الأوردة العميقة في الساقين والرئتين (الانصمام الرئوي).

أظهرت نتائج التشريح أيضاً وجود جلطات متناثرة على نطاق واسع في العديد من الأعضاء مثل: جلطات الشرايين التي تسبب السكتة الدماغية والجلطات الصغيرة في الأوعية الدموية الدقيقة في الأعضاء.

وقد أشار الخبراء إلى أن هذه الجلطات تحدث بمعدلات عالية حتى عند إعطاء المرضى مميعات الدم للوقاية من الجلطات.

ولكن لا يزال سبب حدوث الجلطات غير واضح، إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في موت مرضى عدوى فيروس كوفيد-19 على ما يبدو.

بجانب الأضرار الجانبية التي تسببها عاصفة السيتوكين وتجلط الدم يمكن لعوامل أخرى مثل انخفاض ضغط الدم الناجم عن المرض الشديد، وانخفاض مستويات الأكسجين، واستخدام أجهزة التنفس الصناعي، والدواء أن تتسبب في تضرر الأعضاء في جميع أنحاء الجسم.

اقرأ أيضاً: هل أجهزة التنفس الصناعي تساعد أم تؤذي مرضى فيروس كورونا؟

مخاطر علاج عدوى فيروس كورونا الجديد

على الرغم من أن الباحثين يتعلمون أكثر يومياً عن فيروس كورونا الجديد وكيف وأين يهاجم الجسم، إلا أن العلاج الموجه نحو الأهداف التي يصيبها الفيروس يمكن أن يتسبب في مشاكل كبيرة أيضاً.

إذ قد تتسبب الكثير من الأدوية المستخدمة في العلاج في تدمير التوازن الدقيق الذي يسمح للجسم بمكافحة المرض أو السيطرة على الالتهاب، وتشمل مشاكل علاج عدوى فيروس كوفيد-19 على ما يلي:

  • يعتبر مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا من العوامل الرئيسية في تخفيف الالتهاب وخفض ضغط الدم، وقد يؤدي استهداف مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 وإعاقته لمنع دخول الفيروس إلى الخلية في ارتفاع ضغط الدم، كما قد يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب وإصابة الكلى وزيادة الالتهاب الذي قد يزيد من سوء إصابة الرئة.
  • الأدوية التي تستهدف الاستجابة المناعية لمنع تطور عاصفة السيتوكين قد تقلل أيضاً من الاستجابة المناعية، مما يصعب على الجسم القضاء على الفيروس على المدى الطويل.
  • قد يؤدي استخدام مميعات الدم لمنع تكون الجلطات في الإصابة بنزيف شديد.

أسئلة مفتوحة عن عدوى فيروس كورونا الجديد

تأتي الكثير من المعلومات عن أعراض عدوى فيروس كوفيد-19 من المرضى الموجودين في المستشفيات والذين يعانون من المرض الشديد ويحتاجون للرعاية الطبية.

 وقد لا يتمكن معظم المرضى من مشاركة المعلومات حول الأعراض المبكرة التي كانت لديهم.

ولا يزال من غير المعروف ما هي أعراض العدوى الخفيفة والمتوسطة لعدوى فيروس كوفيد-19 أو ما هو تأثير المرض على الأشخاص غير المرضى بشكل كافٍ لدخول المستشفى الذين يعانون من العديد من الأعراض.

ويبقى هناك العديد من الأسئلة المفتوحة بالنسبة لعدوى فيروس كوفيد-19 والتي تشمل على ما يلي:

  • ما هي الآثار طويلة الأمد لعدوى فيروس كوفيد-19 لدى الناجين من المرض؟
  • كيف ستكون حياة المرضى بعد أن أصبحوا على أجهزة التنفس الصناعي أو بعد أن أصبحوا بحاجة لغسيل الكلى فجأة؟
  • هل سيحدث انخفاض دائم في وظائف الكلى والقلب والرئة لدى المرضى، أم أنهم يتعافون في نهاية المطاف؟
  • كيف ستتخلص أجسام الناس من عدوى فيروس كورونا الجديد فيما بعد؟ وهل سيطورون مناعة قصيرة الأمد للفيروس؟
  • هل سيتحول فيروس كورونا الجديد إلى عدوى حادة مثل عدوى الفيروسات التاجية الأخرى؟
  • هل سيستمر فيروس كورونا الجديد كعدوى كامنة في الجسم مثل جدري الماء الذي يكمن في الجسم ليعاود الظهور على شكل الحزام الناري؟
  • هل ستصبح عدوى فيروس كورونا الجديد عدوى مزمنة مثل التهاب الكبد الوبائي ب الذي يستمر في الجسم لفترة طويلة ليتسبب بأضرار طويلة الأمد للمريض؟

هل ينتقل الكبد الوبائي بي أو سي لو جاء لعاب على عيني؟


اقرأ أيضاً: هل يصاب الاطفال بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟