يعد التزرق الشبكي حالة جلدية تسبب ظهور بقع باللون البنفسجي تشكل شبكة على سطح الجلد، وتظهر نتيجة حدوث اختلال في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد نتيجة العديد من المؤثرات.

سنتناول الحديث في هذا المقال بشكل مفصل عن كل ما يتعلق بحالة التزرق الشبكي من أسباب، وأعراض، وعلاج، وكذلك أهم طرق الوقاية الممكنة.

ما هو التزرق الشبكي؟

يعرف التزرق الشبكي (بالإنجليزية: Livedo Reticularis) على أنه حالة تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى الجلد، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة بشكل مؤقت ولا تسبب أي أضرار، وتظهر نتيجة التعرض لدرجات حرارة باردة، أو نتيجة للإجهاد.[1]

يمكن أن يحدث التزرق الشبكي أيضًا بسبب العديد من الحالات الأساسية الخطيرة، وعادة ما يتميز الجلد المصاب بالتزرق الشبكي باللون الأرجواني المائل إلى اللون الأحمر، وذلك بتشكيل دوائر على الساقين أو الذراعين بنمط يشبه الشبكة أو النقط.[1]

وتعد هذه الحالة شائعة بين الأطفال، والإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و50 عامًا، لذا إذا كان تغير لون الجلد يحدث في الأشخاص دون هؤلاء خاصة مع عدم التعرض لدرجات الحرارة الباردة أو الإجهاد، فقد يشير ذلك إلى وجود حالة صحية خطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا، وينبغي اللجوء إلى الطبيب المختص للحصول على الرعاية المناسبة.[1]

اقرأ أيضًا: فرط التصبغ الجلدي

يختلف تشخيص التزرق الشبكي وعلاجه باختلاف سببه وأعراضه، لذلك من المهم إجراء فحص طبي لتحديد السبب الرئيسي واتخاذ العلاج المناسب.[1]

أسباب التزرق الشبكي 

تختلف أسباب التزرق الشبكي وفقًا لنوعة، حيث يوجد نوعان من التزرق الشبكي، هما كما يلي: [2]

  • التزرق الشبكي الأساسي أو الفسيولوجي: يعد هذا النوع ظاهرة شائعة جدًا بين الأشخاص الذين لا يعانون من حالات طبية أساسية، إذ تحدث عندما تتقلص بعض الشرايين أو الشعيرات الصغيرة التي تغذي الجلد نتيجة للبرد أو الإجهاد، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الجلد، وتجمع الدم المحتبس في الأوعية الدموية الدقيقة على طول محيط المنطقة المتأثرة، مما يؤدي إلى ظهور دوائر متداخلة باللون الأرجواني ومنطقة بيضاء في المنتصف، ويسبب ذلك ظهور شكل يشبه الشبكة من هذه التغيرات اللونية الدائرية على الجلد، وعادة ما يرجع لون الجلد لطبيعته عند الشعور بالدفء أو عندما يقل الإجهاد، لذلك فإن هذه الحالة غير ضارة ولا تتطلب علاجًا خاصًا أو تدخل طبي.
  • التزرق الشبكي الباثولوجي أو الثانوي: يمكن أن يسبب انسداد الشرايين التي تغذي أنسجة الجلد ظهور طفح جلدي دائم، وغالبًا ما يكون هذا الانسداد ناتج عن عوامل أخرى تختلف عن الانقباض الفسيولوجي للأوعية الدموية، لذا قد يكون التزرق الشبكي مؤشرًا إلى وجود العديد من الحالات الصحية المختلفة، التي يمكن أن تشمل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب البنكرياس الحاد، كذلك يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء ومتلازمة الفوسفوليبيدم في الإصابة بالتزرق الشبكي.

اقرأ أيضًا: أسباب الطفح الجلدي 

أعراض التزرق الشبكي 

تتضمن أعراض التزرق الشبكي كما ذكرنا ظهور بقع باللون البنفسجي تشكل نمط شبكي على سطح الجلد، وقد تظهر أعراض التزرق الشبكي بصورة شائعة على الساقين، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يصيب أجزاء أخرى مثل:[3]

  • الوجه.
  • الجذع.
  • الأرداف.
  • اليدين.
  • القدمين.

لا يرافق هذه الأعراض عادة حدوث آلام، ولكن في حال توقف تدفق الدم تمامًا، فقد يتطور الألم وتظهر تقرحات في الجلد.

زوجتي حامل في الشهر الثامن وظهور طفح جلدي على شكل حبوب صغيرة في منطقة البطن وأسفل الظهر حتى فوق الركبتين بقليل فما السبب؟

متى يجب الحصول على الرعاية الطبية؟

يجب استشارة الطبيب المختص في حال وجود أي من علامات أو أعراض التزرق الشبكي التالية:[1]

  • عدم حدوث تغير في لون الجلد عند تدفئة البشرة أو تخفيف التوتر والإجهاد.
  • ظهور كتل مؤلمة على سطح الجلد.

اقرأ أيضًا: الأمراض الجلدية وعلاجها

تشخيص التزرق الشبكي 

يعد تشخيص حالات التزرق الشبكي سهلاً بسبب الشكل المميز لهذه الحالة والظروف التي يتم فيها الفحص، وغالبًا ما يكون التزرق الشبكي ظاهرة طبيعية ولا يحتاج إلى إجراء اختبارات إضافية.[1]

لكن في حال كانت الأعراض تشير إلى وجود مرض ما، يمكن إجراء اختبارات تشخيصية محددة للبحث عن الحالة الأساسية المشتبه بها، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:[1]

  • فحص وتحاليل الدم، مثل تعداد الدم الكامل.
  • اختبارات الدم التي تفحص الراصات الباردة، ومضادات الفوسفوليبيد، والكريوجلوبولين، ومضادات الفيبرين، وأمراض المناعة الذاتية، واضطرابات التخثر.
  • إجراء فحص التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك في حالة الاشتباه في الإصابة بالسرطان.
  • خزعة الجلد.

علاج التزرق الشبكي 

يعتمد علاج التزرق الشبكي على الحالة المسببة له، ففى حالة التزرق الشبكي الأساسي أو الفسيولوجي، 

يمكن أن يساعد الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ولا سيما الساقين، على تخفيف احمرار الجلد.[3]

أما بالنسبة لحالة التزرق الشبكي الثانوي، يعتمد العلاج على الحالة الطبية الأساسية التي يعاني منها المرض، على سبيل المثال، إذا كانت الجلطات الدموية هي المشكلة، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بتناول أدوية تساعد على تخفيف الجلطات.[3]

اقرأ أيضًا: علاج جلطة الساق 

طرق الوقاية من التزرق الشبكي 

يمكن اتباع بعض النصائح لتحسين الدورة الدموية والحفاظ على صحة الأطراف، وبالتالي الوقاية من التزرق الشبكي الأساسي، وتشمل تلك النصائح والعادات الصحية ما يلي:[2]

  • ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لتحسين الدورة الدموية، وتجنب الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة.
  • ارتداء طبقات متعددة من الملابس الخفيفة للحفاظ على الدفء واستخدام البطانيات والقفازات في الطقس البارد.
  • تجنب تحميل الوزن على الذراعين أو الساقين، وارتداء الملابس الواسعة لتجنب إعاقة تدفق الدم.
  • استخدام التدليك لتنشيط الدورة الدموية وشرب كمية كافية من الماء للحفاظ على الترطيب.
  • الإقلاع عن التدخين، لتجنب تضييق الأوعية الدموية.
  • تجنب التعرض للإجهاد أو الضغوطات.

اقرا ايضاً :

ما الفرق بين جدري الماء والحزام الناري