عامل مطلق لموجهة الغدد التناسلية | Gonadotropin-Releasing Factor

ما هو عامل مطلق لموجهة الغدد التناسلية

إن عامل مطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin-Releasing Factor or Gonadotropin-Releasing Hormone or GnRH)، أو ما يعرف بالهرمون المطلق للغونادوتروبين أو الهرمون المطلق لهرمون مولتن (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone-releasing Factor or Luteinizing Hormone-releasing Hormone or LHRH) أو اللوليبرين (بالإنجليزية: Luliberin)، هو هرمون يتم تصنيعه من قبل عدد من الخلايا العصبية المتخصصة في منطقة محددة من الدماغ تعرف بإسم منطقة تحت المهاد، وبعد أن يتم تصنيعه ينقل بواسطة أوعية دموية دقيقة إلى الغدة النخامية، حيث يعمل هناك على تنشيطها وتحفيزها على البدء بإنتاج وإفراز عدد من الهرمونات الأخرى منها:

• الهرمون المنشط للجسم الأصفر أو ما يعرف بهرمون ملوتن.
• الهرمون المنشط للحويصلة.

بعدها يتم تحرير هذه الهرمونات في مجرى الدم، وتعمل هذه الهرمونات بشكل مختلف بين النساء والرجال، إذ عند وصلوها إلى الخصيتين تقوم هذه الهرمونات وتحفيزها على إفراز هرمون التستيرون عند الرجال، وتعمل على تحفيز المبيض على لإنتاج كلاً من هرمون الاستروجين وهرمون البروجيسترون عند النساء، وتأتي أهمية هذه الهرمونات من دورها في المحافظة على الوظائف الإنجابية لكل من الخصية والمبيض، فهي تتحكم في نضوج البويضة وانطلاقها أثناء الدورة الشهرية و تتحكم في عمليات إنتاج الحيوانات المنوية.

تم عزل العامل المطلق الموجه للغدد التناسلية في أوائل السبعينيات، وقد قام الباحثون على معرفة تسلسله و أوصافه، حيث يتكون هذا الهرمون من عشرة أحماض أمينية لم تتغير على مدى العديد من السنين وتعتبر من التسلسلات المحافظة وقد تم الاعتقاد بداية بأنه مسؤول بشكل رئيسي عن تحفيز إفراز هرمون ملوتن والهرمون المنشط للحويصلة فقط، كما أن له عمر قصير نسبياً يتراوح بين ٢-٤ دقائق في الدم.

كيف ينظم العامل المطلق لموجهة الغدد التناسلية عملها؟

• غالباً ما يبدأ هذا الهرمون مسيرته عند فترة البلوغ، إذ يكون في أقل نسبه أثناء مرحلة الطفولة، وتبدأ بعدها نسبته في الجسم بالازدياد إلى أن تصل أوجها في مرحلة البلوغ، حيث يبدأ الإنسان ذكراً أو أنثى بالنضوج الجنسي في هذه المرحلة.
• في حالة كانت الخصيتين عند الرجل والمبيض عند المرأة تعملان بشكل سليم مئة بالمئة فستكون نسب الهرمونات الجنسية لديهم طبيعية ومتوازنة، وحينها ستتحكم نسب هذه الهرمونات بعدد من الهرمونات الأخرى مثل: العامل المطلق الموجه للغدد التناسلية، وهرمون ملوتن، والهرمون المنشط للحويصلة. ففي حالة ارتفاع نسب هرمون التستيرون وهرمون الاستروجين فذلك سيعمل على خفض نسب العامل المطلق لموجهة الغدد التناسلية والعكس صحيح. 

• هناك حالة واحدة لا ينطبق عليها ما ذكر سابقاً، هذه الحالة توجد عند النساء فقط، ففي منتصف فترة الحيض يرتفع هرمون الاستراديول الذي تنتجه الحويصلة إلى أعلى نسبة، وهذا الارتفاع ليس عبثاً فهو بهذا الارتفاع يرسل إشارة حتى تزداد نسبة العامل المطلق لموجهة الغدد التناسلية وبالتالي حدوث ارتفاع في الهرمون المنشط للجسم الأصفر لكي يتم تحرير البيض الناضج، وهذا ما يعرف بعملية "الإباضة".

انخفاض مستويات العامل المطلق لموجهة الغدد التناسلية

إن انخفاض نسبة الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية  تعني أن الشخص لا يمر بمرحلة البلوغ. كما تم ذكره سابقاً فإن هذا الهرمون يكون منخفض في مرحلة الطفولة ويبدأ بالارتفاع في مرحلة البلوغ، فهو من ضمن أساسيات هذه المرحلة إذ حينها تكون الأعضاء التناسلية جاهزة وظيفياً.

بالطبع هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى خلل في نسب هذا الهرمون، قد يعزى ذلك إلى حالة وراثية أو إلى تلف في منطقة تحت المهاد فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض إنتاجه في الجانب الأيمن، من الأمثلة على ذلك ما يلي:

• متلازمة كالمان

إن متلازمة كالمان (بالإنجليزية: Kallmann Syndrome) هي عبارة عن متلازمة نادرة الحدوث وتنتج بسبب وجود طفرة في جين معين، إذ أن المصابين فيها لا تتواجد لديهم الخلايا العصبية المنتجة للهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، بالإضافة لفقدان جزئي في حاسة الشم، وبالتالي يسبب الانخفاض الكبير في نسب هذا الهرمون إلى عدم وصول الأفراد لمرحلة البلوغ والنضج الجنسي، وبالتالي حيث يفقد الفرد فيها تطور الأعضاء التناسلية وبالتالي تتسبب بالعقم. تعد هذه المتلازمة أكثر شيوعاً بين الرجال مقارنة بالنساء.

اقرأ أيضاً: العقم عند الرجال والنساء

• وجود إصابة أو ضرر في منطقة تحت المهاد

إن تلف الخلايا في منطقة تحت المهاد قد يؤدي إلى عدم إنتاج الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية وحدوث قصور في الغدد التناسلية، وبالتالي حدوث خلل في اتزان كل من هرمون ملوتن، والهرمون المنشط للحويصلة وحينها فإن ذلك قد يؤدي إلى عدم إنتاج أي من الهرمونات الجنسية عند النساء والرجال، وقد يؤدي ذلك فيما بعد لحدوث انقطاع في الطمث وعدم إنتاج الحيوانات المنوية.

ارتفاع مستويات العامل المطلق لموجهة الغدد التناسلية

على الرغم من أنه إلى الآن لم يتم معرفة آثار ارتفاع مستويات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، إلا أن تضخم الغدة النخامية، ووجود ورم فيها قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة العامل المطلق الموجه للغدد التناسلية وبالتالي زيادة إنتاج الهرمونات الأخرى مثل هرمون التستوستيرون والاستروجين.

كيف يتم قياس العامل المطلق الموجه للغدد التناسلية؟

يرتبط قياس هذا الهرمون بقياس الهرمونات الأخرى كهرمون ملوتن، والهرمون المنشط للحويصلة، وبناءاً عليه يتم تحديد ما إذا كان هناك قصور في الغدد التناسلية أم لا، وحينها يعزى ذلك القصور إلى عدد من الأسباب أحدها متلازمة كالمان كما تم ذكره سابقاً.

لا يتطلب الفحص تحضيراً مسبقاً فقط يتم سحب عينة دم من المريض ثم حقنه بالهرمون المحفز للغدد التناسلية، بعد مرور حوالي ٢٠-٦٠ دقيقة يتم سحب عينة دم للمرة الثانية للمقارنة بين العينتين، كما أن هناك عدد من العوامل التي تلعب دوراً في النتائج منها:

1. العمر.
2. الجنس.
3. الوزن.

بعدها يتم مقارنة نتائج كل من هرمون ملوتن، والهرمون المنشط للحويصلة، فإذا كان هناك ارتفاع في نسب هرمون ملوتن فهذا يعني وجود قصور أولي في الغدد التناسلية أو مشاكل في الخصية والمبيض، أما إن كانت النتائج أقل من النسب الطبيعية فهذا يعني وجود قصور ثانوي في الغدد التناسلية أو في الغدة النخامية أو مشاكل في منطقة تحت المهاد وهذا يتطلب إجراء فحوصات أخرى لمعرفة السبب الرئيسي.

اقرأ أيضاً: أطعمة تنظم هرمونات المرأة