رجيم الكيتو: هل يمكنه علاج الأمراض العقلية؟

تتوالى الاكتشافات والطرق الجديدة التي تحمل الأمل للمرضى الذين يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية، ومن أبرز هذه الاكتشافات: رجيم الكيتو، الذي انتقل من كونه نظامًا غذائيًا مخصصًا لخسارة الوزن إلى محور أبحاث واعدة في مجال الصحة العقلية. 

بداية، ما هو رجيم الكيتو؟

رجيم الكيتو هو نظام غذائي يعتمد على تناول كميات عالية من الدهون، معتدلة من البروتين، وقليلة من الكربوهيدرات. يهدف هذا النظام إلى تحويل مصدر الطاقة الرئيسي في الجسم من الكربوهيدرات إلى الدهون، وهذا ما يحفز الكبد على حرق الدهون وتحويلها إلى كيتونات لإنتاج الطاقة، ممّا يؤدي إلى فقدان الوزن.

وقد تم استخدام هذا النظام الغذائي منذ أوائل القرن العشرين كوسيلة فعّالة لعلاج بعض حالات الصرع الشديدة، وحسب نتائج بعض الدراسات، فقد أظهر نتائج واعدة في تخفيف أعراض بعض الاضطرابات النفسية مثل، اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، والفصام.

كيف يمكن أن يؤثر رجيم الكيتو على الدماغ؟

يوضح الدكتور كريستوفر بالمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة هارفارد، في كتابه Brain Energy، أن رجيم الكيتو قد يساهم في إعادة توازن معدلات الأيض داخل الدماغ. إذ يعتقد بالمر أن بعض الاضطرابات النفسية قد تكون ناتجة عن خلل في الأيض أكثر من كونها مرتبطة باختلال النواقل العصبية، وهو ما يفتح الباب أمام اعتماد رجيم الكيتو كأحد الخيارات المساندة في علاج هذه الحالات.

دراسات تفتح آفاقًا جديدة

أظهرت العديد من الدراسات نتائج مشجعة لاستخدام رجيم الكيتو في تخفيف أعراض بعض الاضطرابات النفسية، ومن هذه الدراسات:

• دراسة قامت بها الدكتورة شيباني سيتي من جامعة ستانفورد الأمريكية، أظهرت تحسنًا كبيرًا في الأعراض النفسية والصحة الأيضية لدى المرضى الذين يعانون من الفصام أو اضطراب ثنائي القطب.
• دراسة أجرتها الدكتورة جورجيا إيد دراسة في فرنسا ولاحظت تحسنًا ملحوظًا في الأعراض النفسية والوظائف الأيضية لدى المرضى بعد اتباع رجيم الكيتو لمدة أسبوعين.

تحذيرات وتوصيات

على الرغم من النتائج المُبشرة التي أظهرتها الدراسات الحديثة، يؤكد الخبراء ضرورة عدم الاعتماد على رجيم الكيتو كعلاج أساسي للأمراض النفسية، بل يشددون على أن يكون علاجًا داعمًا للعلاجات التقليدية مثل الأدوية أو العلاجات النفسية، وتحت إشراف طبي متخصص.

كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أيضية أو أمراض وراثية الحذر من اتباع هذا النظام الغذائي، فقد لا يكون مناسبًا لهم.

رغم الحاجة إلى المزيد من الدراسات والتجارب السريرية، يرى باحثون أنّ رجيم الكيتو قد يُشكل بصيص أمل يسهم في تغيير طريقة التعامل مع الاضطرابات النفسية. لا تتردد في طلب استشارتك الآن عبر الطبي لتكتشف المزيد حول طرق تحسين صحتك النفسية!