مسكّن الألم "ترامادول" قد يكون ضرره أكبر من نفعه للآلام المزمنة!

مسكّن الألم

حذّر خبراء من أن دواء "ترامادول"، وهو مسكن ألم شائع يوصف على نطاق واسع، قد لا يكون بالفعالية التي كان يُعتقد بها سابقاً في تخفيف الآلام المزمنة، بل قد يحمل مخاطر تفوق فوائده المحدودة، ورغم قدرته على توفير راحة قصيرة الأمد، تشير أبحاث جديدة إلى أن جدواه في علاج الألم المزمن "محدودة للغاية".

آثار جانبية مقلقة للترامادول

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة BMJ Evidence-Based Medicine أن مسكن الألم الأفيوني ترامادول له تأثير طفيف فقط في تقليل الألم المزمن، ولكنه في المقابل يضاعف من خطر حدوث أضرار جانبية، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

وقد تم التوصل إلى هذه النتائج المقلقة من خلال تجميع وتحليل بيانات 19 تجربة سريرية شملت 6,506 مشاركين يعانون من آلام مزمنة مختلفة، من بينها آلام الاعتلال العصبي، وخشونة المفاصل، وآلام أسفل الظهر، والألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا).

وأشار التحليل إلى أن المخاطر المتزايدة التي سببها "ترامادول" كانت متمثّلة بشكل أساسي بارتفاع نسبة "الحوادث القلبية"، بما في ذلك آلام الصدر، وأمراض الشريان التاجي، وفشل القلب الاحتقاني. وبناءً على هذه النتائج، أوصى فريق البحث بضرورة تقليل استخدام الترامادول إلى أقصى حد ممكن.

هل يحتاج الألم المزمن إلى المسكنات القوية؟

علّقت الدكتورة أديل ستيوارت، رئيسة قسم إدارة الألم في الكلية الملكية الأسترالية للممارسين العامين (RACGP)، قائلة إن هذه النتائج مثيرة للقلق، ولكنها ليست مفاجئة.

وقالت في تصريحات صحفية: "هذه النتائج تعكس ما نراه في الممارسة السريرية، حيث تقدم أدوية مثل الترامادول فائدة محدودة للألم المزمن بينما تحمل مخاطر كبيرة".

وأضافت موضحة: "نفهم الآن أن الألم المزمن نادراً ما يكون ناتجاً عن تلف مستمر في الأنسجة، بل يتعلق الأمر أكثر بوجود جهاز عصبي مفرط الحساسية، وتغير في طريقة معالجة الدماغ للألم. عندما تكون الدوافع تشمل الإجهاد الفسيولوجي، واختلال التنظيم العصبي المناعي، فإن الأدوية التي تستهدف مستقبلات الألم فقط لا يمكنها تحقيق راحة دائمة".

وشددت على أن "الطاقة تُستثمر بشكل أفضل في مساعدة المرضى على فهم الألم كتجربة شاملة للشخص بأكمله، ودعم تنظيم الجهاز العصبي، وتغيير نمط الحياة، وتقليل التوتر".

أرقام عالمية صادمة

سلط مؤلفو الدراسة الجديدة الضوء على أزمة عالمية أوسع، حيث يعاني ما يقرب من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من إدمان المواد الأفيونية.

وقالوا في بيان: "في عام 2019، كان تعاطي المخدرات مسؤولاً عن وفاة ما يقرب من 600 ألف شخص، ارتبط ما يقرب من 80% من هذه الوفيات بالمواد الأفيونية، ونتج حوالي 25% منها عن جرعات زائدة".

وعلى الرغم من التحذيرات، ظلت أعداد وصفات "ترامادول" ثابتة في بعض الدول، مثل أستراليا، عند حوالي مليون وصفة سنوياً منذ عام 2015. وفي الوقت نفسه، ارتفعت وصفات عقار "تابينتادول"، وهو مسكن أفيوني آخر، بشكل حاد، مما دفع الدكتورة ستيوارت للتحذير من أن العديد من المخاوف نفسها تنطبق عليه.

دعوة لإعادة النظر في علاج الآلام المزمنة

أكدت الدكتورة ستيوارت أن أطباء الأسرة يلعبون دوراً حاسماً في إدارة الألم المزمن، وأن معظمهم يدركون الآن أن المواد الأفيونية لها دور محدود فقط في رعاية الألم، مثل تخفيف نوبات الألم الحادة فقط.

واختتمت برسالة تبعث على الأمل، قائلة: "هناك شعور حقيقي بالشراكة والتقدم عندما يبدأ المرضى في فهم ما يحدث في أجسادهم، ويتفاجؤون عندما يلاحظون أن آلامهم يمكن أن تتحسن بالفعل مع تقليل استخدام المسكنات الأفيونية".

بمختلف أنواع الألم المزمن، يمكنكم الآن الاستفسار عن أفضل الطرق العلاجية من خلال الاستشارة الطبية السهلة، عن بُعد ومن المنزل، لدى موقع الطبي.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية