يتناول الكثيرون مكملات فيتامين د لدعم صحة العظام والمناعة، خاصة خلال أشهر الشتاء التي يقل فيها التعرض للشمس، حيث تتراوح الجرعة الموصى بها عالمياً بين 400-800 وحدة دولية يومياً لدى الأغلبية.
لكن مع وجود أنواع متعددة في الأسواق، يكثر الجدل حول الخيار الأفضل من مكملات فيتامين د. دراسة علمية حديثة قد تقدم الإجابة النهائية.
أنواع فيتامين د
يوجد شكلان رئيسيان لفيتامين د في المكملات الغذائية:
- إرغوكالسيفيرول (فيتامين D2): يتم إنتاجه من مصادر نباتية، مثل الخميرة المعرضة للأشعة فوق البنفسجية، مما يجعله خياراً مناسباً للنباتيين.
- كوليكالسيفيرول (فيتامين D3): هو الشكل الذي ينتجه الجسم بشكل طبيعي عند تعرض الجلد لأشعة الشمس، كما يتم تصنيعه في المكملات غالباً من اللانولين (الموجود في صوف الأغنام)، وتتوفر منه أيضاً أنواع نباتية.
على الرغم من أن كلا النوعين يرفعان مستويات فيتامين د في الدم، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن فيتامين D3 قد يكون أكثر فعالية في رفع هذه المستويات، والحفاظ عليها لفترة أطول.
أيهما أفضل: فيتامين D3 أو D2؟
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nutrition Reviews، أجراها باحثون من جامعة سري (University of Surrey) بالتعاون مع مراكز بحثية أخرى، أن تناول مكملات فيتامين D2 قد يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين D3 في الجسم، وهو الشكل الذي يُنتجه الجسم طبيعيًا، ويُعد الأكثر فاعلية في دعم الصحة العامة.
ووفقًا لتحليل بيانات من تجارب سريرية متعددة، لاحظ الباحثون أن مستويات فيتامين D3 لدى الأشخاص الذين تناولوا مكملات D2 كانت أقل حتى من مستويات المجموعة التي لم تتناول أي نوع من المكملات.
تقول إميلي براون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة سري:
"مكملات فيتامين د مهمة، خاصة بين شهري أكتوبر ومارس، عندما تقل أشعة الشمس. لكننا اكتشفنا أن مكملات D2 يمكن أن تقلل فعلياً من مستويات D3 في الجسم، وهو تأثير لم يكن معروفاً من قبل. تشير هذه الدراسة إلى أن مكملات فيتامين D3 قد تكون الخيار الأفضل لمعظم الأفراد."
فيتامين D3 ودوره في تقوية المناعة
تدعم هذه النتيجة دراسة سابقة نُشرت في مجلة Frontiers in Immunology، والتي أشارت إلى أن D2 و D3 لا يؤديان نفس الدور في دعم وظائف المناعة، فقد أوضحت الدراسة أن فيتامين D3 يمتلك تأثيراً فريداً في تحفيز جهاز المناعة، مما يعزز دفاعات الجسم ضد الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
يقول البروفيسور كولين سميث من جامعة سري:
"لقد أظهرنا أن فيتامين D3، وليس D2، يحفز نظام إشارات الإنترفيرون من النوع الأول في الجسم، وهو خط الدفاع الأول ضد البكتيريا والفيروسات. وبالتالي، فإن الحفاظ على مستويات صحية من فيتامين D3 قد يساعد في منع الفيروسات والبكتيريا من التغلغل في الجسم."
الخلاصة: أيهما تختار؟
بناءً على الأدلة العلمية الحديثة، يبدو أن فيتامين D3 هو الخيار الأكثر فعالية وفائدة لمعظم الأشخاص مقارنة بفيتامين D2. فهو لا يرفع مستويات فيتامين د في الدم بشكل أفضل فحسب، بل يلعب أيضاً دوراً مباشراً وأكثر قوة في دعم جهاز المناعة.
مع ذلك، يُنصح دائماً باستشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي نوع من المكملات الغذائية؛ لتحديد الجرعة والنوع الأنسب لحالتك الصحية.