يعرف الجميع التدخين عادةً بتأثيراته السلبية على الصحة العامة. وعادة ما يكون محور الحديث عن أثر التدخين على القلب والرئتين وغيرها، بينما يُهمَّش الحديث عن اللسان الذي يبدو موضوعًا غير تقليدي، ولكنه يستحق الاهتمام. فهناك جانب غير معروف تمامًا يتعلق بأثر التدخين على لسان المدخنين.

يبحث هذا المقال في تأثير التدخين على لسان المدخنين وكيف يمكن أن تؤدي هذه العادة الضارة إلى مشاكل عديدة.

علاقة التدخين باللسان

يسبب التدخين الكثير من التغييرات في اللسان وباقي الخلايا المكونة للأنسجة الموجودة في الفم، فقد يتغير لون هذه الأنسجة، وقد يزيد سمكها، وقد تلتهب، كما يؤثر التدخين على الغدد اللعابية في سقف الحلق. قد تؤدي كل هذه التغييرات إلى تغير طبيعة  أنسجة الفم لتصبح أنسجة سرطانية، أو في مرحلة ما قبل السرطان، ويحدث ذلك قبل أن يلاحظ المريض أية أعراض لهذا المرض. [1].

يعد التدخين من العوامل الرئيسية المسببة للسرطانات الفموية إلى جانب استهلاك الكحول. ويترتب على عادة التدخين زيادة ملحوظة في احتمالية الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات في الفم، بما في ذلك الشفتان، واللسان، والحنجرة. حيث يصبح هذا الخطر أعلى بمعدل يصل إلى ست مرات أكثر بين المدخنين. [2][3].

اقرأ أيضًا: سرطان الفم واللسان

مشاكل لسان المدخنين

يؤثر التدخين بشكل سلبي على صحة الفم واللسان بشكل خاص.تشمل المشاكل التي قد تصيب لسان المدخنين ما يلي:

مشاكل في حاسة التذوق

يؤثر التدخين على براعم التذوق على اللسان، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على التذوق بشكل طبيعي. ويعاني ما يقارب 80% من المدخنين من انخفاض قدرتهم على اكتشاف النكهات وتمييزها مقارنة بغير المدخنين، ويعود ذلك إلى التغييرات في شكل وعدد حليمات التذوق (بالإنجليزية: Papillae) وهي نتوءات صغيرة على سطح اللسان حيث توجَد براعم التذوق المسؤولة عن تمييز النكهات. وهذه المشاكل في حاسة التذوق ليست دائمة، ويمكن أن تبدأ بالتلاشي بمجرد الإقلاع عن التدخين. [3]

وقد لا يؤثر التدخين على النكهات جميعها بالطريقة نفسها، إذ غالبًا ما تتأثر القدرة على تذوق الطعم المر لدى المدخنين دونَا عن غيره، مقارنة بالنكهات المالحة والحلوة والحامضة التي يميزها المدخنون وغيرهم بشكل جيد بالقدر نفسه. [3]

 

اللسان الأسود الشعري أو المطلي

يُحمى سطح اللسان بطبقة رقيقة من الخلايا الميتة، والتي تتألف أساسًا من مادة الكيراتين، وتتساقط هذه الطبقة بشكل طبيعي بمعدل يتزامن مع إنتاجها. ومع ذلك، يمكن للتهيج المستمر، كما هو الحال مع التدخين، أن يعكر هذا التوازن الطبيعي، مما يؤدي إلى تراكم الكيراتين بشكل زائد على لسان المدخنين، وذلك على نحو خاص على طول الخط الوسطي للسان. [3].

ويظهر هذا التراكم الزائد بشكل بسيط؛ مما يُعرَف بـاللسان المكسو أو المطلي عندما لا يكون التراكم كثيفًا. وعندما يصبح التراكم أكثر تكدسًا وكثافة، فإن ظهور اللسان يأخذ ملامح أشبه بشعيرات الشعر، وهذا ما يعرف بـاللسان الأسود الشعري. وفي هذه الحالة تتجمع أصباغ التبغ وبقايا الطعام وبكتيريا الفم على اللسان، مما يسبب تغير لون لسان المدخنين ليصبح أسودًا أو بني اللون. ولا يعتبر اللسان الأسود الشعري ضارًا من الناحية الصحية، ولا يشكل تهديدًا خطيرًا، ولكنه قد يُعتبر غير جذاب من الناحية الجمالية، وقد يكون سببًا في رائحة الفم الكريهة. [3]

البقع بيضاء أو حمراء على اللسان

يمكن أن يظهر على لسان المدخنين ما يعرف بالبقع البيضاء (بالإنجليزية: Leukoplakia) أو البقع الحمراء (بالإنجليزية: Erythroplakia)، وهما نوعان من البقع التي تدل على مشاكل صحية تظهر في الفم نتيجة للتدخين. تظهر البقع البيضاء في أجزاء متفرقة في اللسان، ولا يمكن مسحها، بينما تظهر البقع الحمراء بمنطقة حمراء ساطعة، يمكن أن تكون مسطحة أو منخفضة، وقد تنزف بسهولة إذا تم خدشها. [3].

تعتبر هذه التغييرات شائعة أكثر لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين. ومع أنها عادةً لا تسبب أية أعراض ملحوظة، قد يعاني بعض الأشخاص من توتر وعدم راحة بسببها، ومن الممكن أن تكون هذه التغيرات ما قبل سرطانية، ويظهر أن البقع الحمراء أكثر احتمالًا للتحول إلى سرطان، إذ وجد أن ما نسبته 45% من حالات البقع الحمراء قد تتطور فيما بعد إلى سرطان. 

وفي حال ظهرت أي من هذه البقع على لسان المدخنين، يفضل إجراء اختبار نسيجي (بالإنجليزية: Biopsy) وإرسالها إلى المختبر لبحث احتمال وجود خلايا سرطانية. [3]

 

سرطان اللسان

يحتوي دخان التبغ على جزيئات معروفة تسبب السرطان، والتي يمكن أن تسهم في تطور سرطان اللسان، وهو النوع الأكثر شيوعًا من أنواع سرطان الفم. الأشخاص يعتبر الذين يتناولون كميات زائدة من الكحول، ويدخنون أكثر عرضة على نحو خاص للإصابة بسرطان اللسان. ويظهر هذا السرطان عادة كقرحة صلبة تشبه حوضًا بحافة مرتفعة لا تلتئم، وعادةً ما توجد على جوانب اللسان أو الجهة السفلية منه. ويمكن علاج سرطان اللسان، ولكن إذا لم يتم علاجه يمكن أن ينتشر إلى الجهاز اللمفي في الجسم كما يمكن أن يؤثر في حركة اللسان والنطق. [3] [4]

متى يجب مراجعة الطبيب؟

ينصح بمراجعة طبيب الأسنان من قبل المدخنين تحديداً للمساعدة باكتشاف أي مشكلة في اللسان أو أي جزء من أجزاء الفم قبل تفاقمها. خاصةً إذا واجه المدخن أحد الأعراض التالية لأكثر من أسبوعين: [3]

  • ظهور بقع حمراء أو بيضاء على اللسان.
  • صعوبة في تحريك اللسان.
  • ظهور منطقة سميكة، أو كتلة، أو بقعة خشنة، أو منطقة متقرحة في اللسان.

هل الصيام الطويل يرفع السكر؟ لأنني أعاني من مرض السكري من النوع الثاني، وألاحظ أحيانا أن السكر لدي يرتفع في الدم خلال الصيام عند الصيام لفترة طويلة فما هو السبب؟

أضرار التدخين على صحة الفم

يؤدي التدخين إلى مشاكل كثيرة في المنطقة ما حول اللسان، ومن هذه المشاكل: [2]

  • رائحة فم كريهة.
  • تصبغ أو اصفرار الأسنان.
  • التهاب فتحات الغدد اللعابية على سقف الفم.
  • تراكم زائد للجير على الأسنان.
  • فقدان متزايد لكثافة العظم في الفك.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض اللثة، وهو سبب رئيسي لفقدان الأسنان.
  • تأخر في عملية الشفاء بعد خلع الأسنان، أو علاج اللثة، أو الجراحة الفموية.
  • انخفاض نسبة نجاح إجراءات زراعة الأسنان.
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.

اقرأ المزيد: طرق علاج سرطان الفم

اقرا ايضاً :

الغدد اللعابية

نصيحة الطبي

ينصح الطبي بشدة بأن يكون قرار ترك عادة التدخين من الأولويات الصحية، إذ أن هذه العادة الضارة لها تأثيرات سلبية عديدة على صحة الفم، بدءًا من تصبغ الأسنان وصولاً إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم. 

فضلًا عن ذلك، تمتد تأثيرات التدخين لتشمل لسان المدخنين، وتؤثر في حاسة التذوق، وتساعد على ظهور البقع البيضاء أو الحمراء على اللسان التي قد تتطور لاحقًا إلى سرطانات، مما يجعل من الضروري مراجعة طبيب الأسنان بشكل منتظم للكشف عن أي مشكلة محتملة في وقت مبكر.