تشير الدراسات التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة أن يبقى الطفل على الحليب الطبيعي أو الصناعي، خلال الأشهر الستة الأولى من عمره لأن الحليب يوفر له جميع حاجاته الغذائية إضافة إلى إعطاء الطفل الفيتامينات وخاصة فيتامين (د) المساعد على نمو العظم والأسنان، ولكن وجدت الكثير من الدراسات أن إبقاء الطفل على الحليب فقط لمدة ستة أشهر قد يعرضه لمشاكل أخرى مثل نقص الفيتامينات والبروتين والحديد والزنك، وقد يكون له بعض الأثر في رفض الطفل الطعام بالملعقة عند الشهر السادس.
هنا أسئلة وأجوبة حول السن المناسبة لفطام الطفل، والتغذية الصحيحة للأطفال بعد الفطام، أجابت عنها الدكتورة مها درويش، استشارية أمراض الأطفال:
ما العمر الأمثل لبدء إطعام الطفل؟
إن الطعام المقدم للرضيع يجب أن يناسب حاجات النمو في مراحل عمره المختلفة، ويجب في الوقت نفسه أن يناسب هذا الطعام مقدرة الأمعاء على الهضم وألا يتجاوز قدرة الكلية على طرح الفضلات والسموم، ولابد أن نتذكر أيضاً أن وظيفة البلع لا تكون ناضجة بشكل كاف قبل الشهر الرابع من العمر، حيث هناك خطر استنشاق الطعام وخطر الاختناق، وعادة ما يكون العمر المناسب لبداية الفطام، ما بين أربعة وستة أشهر.
متى وكيف نبدأ؟
تختلف الإجابة من طفل إلى آخر، إذ يبدأ الطفل بشكل عام بعد إتمام شهره الرابع بتنسيق البلع فيأخذ بدفع الطعام من مقدمة الفم إلى البلعوم، وبعض الأطفال يكون الأمر لديهم سهلاً وكاملاً في الشهر الرابع وبعض الأطفال الآخرين يكتمل هذا الأمر بنهاية الشهر السادس.
أما التحكم بالرأس أيضاً فيختلف من طفل إلى آخر، وغالباً ما يستطيع جميع الرضع رفع رؤوسهم بشكل مستقيم في نهاية الشهر الرابع. كما أنهم يستطيعون التحكم بعضلات الظهر، وبالتالي الجلوس مع مسند للظهر.
إن التحكم بالرأس يعتبر من أهم العوامل التي تدفعنا للاعتقاد بأن الطفل الرضيع ربما يكون جاهزاً لتقبل الطعام بالملعقة.
ما علامات استعداد الطفل لتقبل الأطعمة الصلبة؟
أن يستطيع رفع رأسه بثبات واستقامة، والجلوس مع وجود داعم أو مسند للظهر، وأن يقدم للطفل ما تأكله الأم وأفراد الأسرة، وأن يفتح فمه إذا وضعت ملعقة فارغة أمام فمه، وإذا كان يقوم بدفع بعض الطعام نصف السائل على مقدمة فمه أم لا، وإذا كان وزنه جيداً (بين 8.5 إلى 6) كيلوغرام، فجميع ما سبق يدل على أن الطفل مستعد لتقبل الوجبات الصلبة، إضافة إلى استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية.
ما خطوات بداية إطعام الطفل؟
هناك عدة خطوات ينبغي التدرج فيها نحو الفطام وتتضمن:
- الاستمرار بإعطاء الحليب كالمعتاد (الطبيعي أو الصناعي).
- البدء بالحبوب: ملعقة طعام واحدة (15 مللتراً) لنوع واحد من الحبوب المدعمة بالحديد، يضاف 60 مللتراً من الحليب الصناعي أو الطبيعي ويفضل البدء بالأرز، مع الحرص على قوام الوجبة نصف سائل.
- البدء بنصف ملعقة صغيرة، والتحدث مع الطفل بعبارات محببة ومحفزة للأكل(كم هو لذيذ)، مع الأخذ بالاعتبار أن الطفل قد لا يعرف ماذا يفعل في البداية ويرفض فتح فمه ثانية.
- يجب إعطاء المزيج بالملعقة والطفل بوضعية الجلوس، وعدم إعطائه الحبوب مع الحليب بزجاجة الرضاعة حتى لو كان أقرب إلى السائل، لأن ذلك يزيد من السمنة عند الرضع، ولكن هناك استثناء لهذا الأمر، في حال إذا كان الطفل يعاني الارتجاع، إذ يمكن زيادة سماكة الحليب عن طريق الحبوب المضافة، وذلك بعد استشارة الطبيب.
- إعطاء هذه الوجبة مرة أو مرتين في اليوم ولمدة أسبوعين.
- البدء باستعمال الخضار (قبل الفاكهة) حتى لا يعتاد الطفل على الطعام الحلو فقط، كالبدء بنوع واحد من الخضار، بعدها على الأم أن تنتظر 3-5 أيام لتبدأ نوعاً آخر، وإذا ظهر لدى الرضيع طفح جلدي أو أصيب بالإسهال سيكون من السهل معرفة الطعام الذي سبب له هذه المشكلة أو الحساسية.
- من عمر ستة أشهر (أي بداية الشهر السابع) يجب البدء بتقديم الدجاج واللحوم، حيث تعتبر هذه اللحوم مصدراً مهماً للحديد والزنك، ولا مانع من استعمال الأطعمة الجاهزة المعلبة والمعقمة التي تباع في الأسواق.
- في عمر سبعة أشهر يكون الطفل مستعداً لأكل كل أنواع اللحوم والخضار والحبوب والسمك والفاكهة وغير ذلك، والحلوى والفاكهة لا تعطى إلا بعد الوجبات مباشرة، حتى لا تفسد الشهية.
- في عمر ثمانية أشهر يستطيع الطفل مسك الطعام بيده، وهنا لا مانع من إعطائه قطعة موز لينه أو قطعة بسكويت أو غيرها.
- في عمر السنة يجب أن تستمر الأم بالرضاعة الطبيعية، أو الحليب الصناعي المناسب لعمر الطفل، كما يمكن أيضاً أن يأكل من طعام العائلة المهروس جيداً، وأن يجلس على كرسيه مع جميع أفراد العائلة.
ما التغيرات التي يتم ملاحظتها بعد إطعام الرضيع؟
تغير لون البراز ورائحته وقوامه، ويمكن كذلك تغير لون البول فيصبح غامقاً أكثر من المعتاد، وعلى الأم ألا تقلق إذا وجدت في براز طفلها بعض الخضار غير المهضومة مثل حبة بازلاء وبعض الذرة أو قشرة طماطم، كل هذا طبيعي بسبب عدم نضوج الأمعاء بشكل كامل.
ما الصعوبات التي قد تعترض الأم عند إطعام طفلها؟
في البداية قد يقوم الطفل برفض الطعام، لكن على الأم أن لا تيأس، بل تكرر المحاولة مرات ومرات، وتحاول أن ترضعه القليل من الحليب، ثم بعد نصف ساعة تكرر محاولة الإطعام بالملعقة، كما لا أنصح بتجويع الطفل لإجباره على التهام الحبوب. أما إذا توقف الطفل عن إكمال وجبته فلا يجب إجباره على الطعام أو فتح فمه عنوة، فقد حصل على ما يريده من الطعام طالما وزنه جيد.
ابني عمرو سنتين بيتواصل بصري مع الناس وبلعب وبضحك، وبحكي معهم بس ما بكون جمل. بقلد الحركات والكلام ويستجيب لبعض الطلبات بس أحيانا أنادي عليه ما يرد وعند حركة كثيرة هل لدى ابني اسباب مرضية ام وراثية؟
ما الأعراض التي تظهر على الطفل في حال تناوله طعاماً لا يتناسب معه؟
إذا كان البراز سائلاً أو يحتوي على المخاط فهذا يعني أن الطفل لم يتحمل هذا النوع من الطعام أو لديه بعض التحسس.
لذا يجب ايقاف هذا النوع من الطعام وادخال الأطعمة الأخرى بتأنٍ وحذر.
وعلى الأم أن تحاول بعد عدة أسابيع أو أشهر بكميات قليلة من هذا النوع الذي يعتقد انه سبب هذه المشكلة.
وفي حالة ظهور طفح جلدي مع إقياء أو من دونه لدى إدخال نوع معين من الطعام على الأم أن توقفه حالاً أو تستشير الطبيب، ولا تحاول إدخال هذا النوع من الطعام قبل استشارة الطبيب مرة ثانية.
ما الأطعمة التي يجب تفاديها في المرحلة الجديدة من إطعام الطفل؟
على الأم أن تتجنب بعض الأطعمة مثل، حليب البقر أو العسل قبل عمر السنة، لأن حليب البقر الكامل يمكن أن يسبب الحساسية، والعسل يحتوي على بعض الجراثيم الخطرة، وألا تطعمه قبل السنة من طعام الكبار لاحتوائه على كميات كبيرة من الملح والبهارات والنترات، وإذا كان في العائلة من لديه حساسية تجاه بعض الأطعمة فينصح بتجنب بعض الأطعمة، كالبيض والسمك وزبدة الفستق أو الفول السوداني، أما إذا كان الطفل في عمر الستة أشهر فيجب تجنب الخضار كالسبانخ واللفت والكرنب والملفوف والفاصولياء الخضراء لاحتوائها على كميات عالية من النترات الضارة، وألا تقدم له الأطعمة التي تؤدي إلى الانحشار في الحلق والاختناق كالنقانق والجزر النيء والحلوى وحبات الذرة.
ما الأطعمة التي يمكن تحضيرها في البيت؟
تستطيع الأم أن تحضر كمية من الطعام لعدة أيام تقسمها على وجبات وتحفظها في الثلاجة، ومن هذه الأطعمة سلق البازلاء والبطاطا والذرة جيداً أو طحنها بالخلاط لتكون مزيجاً متجانساً، وسلق جميع أنواع الفاكهة قبل التقديم ما عدا الموز فيتم هرسه جيداً.
أما بالنسبة لعصير الفواكه فيمكنها تقديم العصير الطازج المحضر في البيت (حوالي 100 مللتر يومياً)، وإعطائه له عن طريق الكأس وليس الرضاعة، وقد يسبب إسهالاً أحياناً ما يمنع الطفل من أخذ وجبة مهمة من وجباته، كالحليب أو غيره، وإذا فضلت الأم إعطاء طفلها هذا العصير فلا تسمح له بالخلود إلى النوم بعدها مباشرة إذ إنه قد يعرضه لتسوس الأسنان (إذا كانت الأسنان موجودة).
هل من ضرر في استخدام الأطعمة المحضرة والجاهزة؟
لا بأس من استعمال المحضرة جيداً والمغلقة، ولكن ننصح بألا يتم إطعام الطفل من العلبة مباشرة، بل يتم أخذ جزء من الطعام ووضعه في صحن آخر، لأن اللعاب يحتوي على جراثيم ويعرض بقية الطعام للفساد خلال ساعتين.
ما الطرق التي يجب اتباعها أثناء إطعام الطفل؟
بداية على الأم أن تجلس الطفل على حضنها أو على كرسي، وأن تجلس هي أمامه بشكل مريح، وتضع ملعقة بيده وتطعمه بملعقة أخرى، إضافة إلى إعطائه السوائل بالكأس كالماء والعصير، كما يمكن للطفل حمل الكأس في سن التسعة أشهر، وعلى الأم ألا تنزعج من منظر وجه الطفل المملوء بالطعام وكذلك ملابسه، فبعد فترة وجيزة يمكنه الجلوس مع العائلة وتناول وجبته مع الجميع، كما يجب الانتباه لفرط الطعام ومراقبة وزنه وعدم تعريضه للسمنة.
للمزيد:
البدء بالتغذية المكملة للرضاعة - الجزء الأول
البدء بإدخال التغذية المكملة للحليب - الجزء الثاني
اقرا ايضاً :
يرتبط قدوم مولود جديد بالعديد من العادات المتوارثة والتي يعتقد البعض انها تكون في صالح الطفل ولكنها في الحقيقة يمكن ... اقرأ أكثر