يعد التهاب الخصية حالة طبية تتميز بتورم في أحد الخصيتين أو كلاهما. ويُسبب التهاب الخصية آلام شديدة للمصابين، كما يُؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم. ويمكن أن يحدث التهاب الخصية نتيجة مجموعة من العوامل والأسباب، بما في ذلك الإصابة بالالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو غيرها. [1]

يهدف هذا المقال إلى فهم أسباب التهاب الخصية بالإضافة إلى نصائح وتوجيهات للوقاية من التهاب الخصية وإدارة هذه الحالة بشكل فعّال.

أسباب التهاب الخصية

يُمكن أن يؤدي التهاب الخصية في بعض الأحيان إلى ظهور مضاعفات قد تؤثر بشكل كبير على المصابين، مثل زيادة خطر الإصابة بالعقم، وضمور الخصية (بالإنجليزية: Testicular Atrophy)، وتجمع غير طبيعي للسوائل في كيس الصفن حيث تعرف هذه الحالة باسم القيلة المائية (بالإنجليزية: Hydrocele)، وتتضمن أبرز أسباب التهاب الخصية الآتي: [2]

التهابات المسالك البولية

قد تؤدي التهابات المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Infections) إلى الإصابة بالتهاب الخصية، يحدث ذلك نتيجة اختراق البكتيريا الجهاز التناسلي بما في ذلك غدة البروستاتا، أو انتقالها بشكل مباشر عبر الدم. وتتضمن أبرز أنواع البكتيريا التي تؤدي إلى الإصابة بالتهابات المسالك البولية والتهاب الخصية الآتي: [1]

  • الإشريكية القولونية.
  • الزائفة الزنجارية (بالإنجليزية: Pseudomonas Aeruginosa).
  • الكليبسيلا (بالإنجليزية: Klebsiella).
  • البكتيريا العنقودية (بالإنجليزية: Staphylococcus).
  • المكورات العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus).

فيروس النكاف

يعتبر النُكاف (بالإنجليزية: Mumps) التهابًا فيروسيًا معديًا يسببه فيروس النظائر المخاطية (بالإنجليزية: Paramyxovirus)، ينتقل هذا الفيروس من خلال الاتصال المباشر واللعاب ورذاذ الهواء. وترتبط معظم أسباب التهاب الخصية خاصةً لدى الأولاد بعد سن البلوغ بالإصابة بعدوى فيروس النكاف، حيث يتطور التهاب الخصية في معظم الأحيان بعد 4 إلى 6 أيام من الإصابة بهذا الفيروس. [3]

انخفضت معظم حالات التهاب الخصية الناتجة عن النكاف بشكل كبير منذ بدء برامج التطعيم الوطنية، حيث قلل لقاح الحصبة و النكاف والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: measles mumps &rubella vaccine - MMR) من التهاب الخصية المرتبط بالنكاف بشكل كبير لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض، بالإضافة إلى تأثيره الوقائي ضد مضاعفات النكاف مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا والتهاب الخصية. [3]

اقرأ المزيد: 4 من مواصفات الخصية السليمة

ضعف جهاز المناعة

عندما يكون جهاز المناعة ضعيفًا نتيجة لوجود أمراضٍ مزمنة أو بسبب التقدم في العمر يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والعدوى، وبذلك يمكن أن يكون من أسباب التهاب الخصية، تشمل أبرز أنواع البكتيريا التي من الممكن أن تصيب الأشخاص ضعيفي المناعة الآتي: [1]

التهاب البربخ

يعد التهاب البربخ (بالإنجليزية: Epididymitis) حالة طبية تتميز بتورم والتهاب الأنبوب الواقع في الجزء الخلفي من الخصيتين، والذي يقوم بتخزين الحيوانات المنوية ونقلهاز وتعتبر الإصابة بالبكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) من الأسباب الشائعة لتطور هذه الحالة، بالإضافة إلى أسباب أخرى، مثل: [5]

  • الإصابة بمرض السل.
  • انسداد الإحليل الجزئي.
  • اللجوء إلى القسطرة البولية.
  • التهاب غدة البروستاتا.
  • استخدام بعض العقاقير والأدوية، مثل: الأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone).

ومن الجدير ذكره أنه يتطور التهاب البربخ والخصية (بالإنجليزية: Epididymo-Orchitis) في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا.

يعتمد علاج التهاب البربخ والخصية على المسبب الرئيس لهذه الحالة، ويعتبر التهاب البربخ الناجم عن مرض السل من الحالات النادرة والخطيرة، والذي يتم علاجه باستخدام الأدوية المضادة للسل أو عن طريق إجراء عملية جراحية لاستئصال الخصية والبربخ معًا. [5]

الأمراض المنقولة جنسيًا

يمكن أن ترتبط الإصابة بالتهاب الخصية لدى الرجال في الفئة العمرية من 19 إلى 35 عامًا والنشطين جنسيًا بالعديد من الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: الزهري (بالإنجليزية: Syphilis)، أو السيلان، أو الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia)، أو غيرها.

ويزداد خطر الإصابة بالتهاب الخصية عند القيام بممارسة الجنس دون وسيلة حماية، أو وجود تاريخٍ طبيٍ يتضمن الإصابة بأي من الأمراض المنقولة جنسيًا في السابق، بالإضافة إلى تعدد الشركاء الجنسيين، أو ممارسة الجنس مع شخص مصاب بأحد الامراض المنقولة جنسيًا. [4]

ماذا يفعل السمك في جسم الرجل؟ وهل تختلف فوائد السمك بين النساء والرجال؟

طرق لتقليل خطر الإصابة بالتهاب الخصية

تتمحور طرق الوقاية من أسباب التهاب الخصية حول تجنب عوامل الخطر واتخاذ بعض الإجراءات والعادات الصحية لتقليل فرص الإصابة بهذه الحالة، وتتضمن هذه الإجراءات الآتي: [2][6]

  • الحصول على المطاعيم المضادة لمرض النكاف.
  • ممارسة الجنس بشكل آمن واستخدام وسائل الحماية، مثل: الواقي الذكري للحد من الإصابة بالتهاب الخصية الناجم عن الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • الخضوع لفحص غدة البروستاتا السنوي خاصةً في فئة الرجال البالغة أعمارهم أكثر من 50 عامًا.
  • تصحيح الانسدادات في مجرى البول جراحيًا للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الخصية.

اقرأ أيضًا: انتفاخ الخصية: الأسباب وطرق العلاج

اقرا ايضاً :

خصوبة الرجال وسن اليأس الذكوري

نصيحة الطبي

تتنوع أسباب التهاب الخصية التي تشير إلى تورم إحدى الخصيتين أو كلاهما. ينصح الطبي باستخدام وسائل الحماية الآمنة، مثل: الواقيات الذكرية لتقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا والتي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الخصية، بالإضافة إلى إجراء فحص البروستاتا بشكل دوري للأشخاص التي تزيد أعمارهم عن خمسين سنة، وتلقي مطعوم الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية لجميع الأطفال؛ للحد من خطر إصابتهم بالتهاب الخصية.