يعد اضطراب ثنائي القطب من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والصحة العامة للأشخاص المصابين به. ويتميز هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية حادة تتراوح بين حالات الهوس والاكتئاب.

ورغم أن الأهمية تتمحور حول التعامل مع تلك التقلبات المزاجية، إلا أن هناك جوانب أخرى للحالة قد تظل مظللة بالغموض، أبرزها العلاقة بين اضطراب ثنائي القطب وزيادة الوزن، إذ يشير العديد من الأشخاص المصابين بالاضطراب إلى تجربتهم في مواجهة تحديات زيادة الوزن، وقد يكون السبب وراء ذلك متعددًا ومتشعبًا. 

هل يمكن أن تكون الأدوية المستخدمة في العلاج هي السبب؟ أم أن هناك عوامل جينية أو حياتية تلعب دورًا؟ يكشف هذا المقال النقاب عن العلاقة بين اضطراب ثنائي القطب وزيادة الوزن، وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة. كما سيركز على العوامل المختلفة التي قد تسهم في زيادة الوزن وكذلك الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحقيق توازن صحي وتحسين نوعية الحياة. 

 

لماذا يسبب اضطراب ثنائي القطب زيادة الوزن؟

يلاحظ العديد من الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب تغيرات في وزنهم، وقد تكون الأسباب وراء ذلك متعددة ومتشابكة، ومن هذه الأسباب:

الأدوية المستخدم في علاج اضطراب ثنائي القطب

تعتبر العلاجات المختلفة المستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب أساسية للتحكم في الأعراض، لكنها في بعض الأحيان قد تؤدي إلى زيادة في الوزن. وتتدخل هذه الأدوية في عملية الأيض بالجسم. ففي حال كان الشخص لا يشعر بالجوع كثيرًا قبل تناول الدواء، قد يلاحظ زيادة في الشهية ورغبة في تناول الطعام بشكل أكثر، مع احتمالية الميول إلى تناول الأطعمة الدسمة والحلويات.

وقد تظهر الآثار الجانبية المتعلقة بزيادة الوزن بالنسبة لأدوية اضطراب ثنائي القطب على بعض الأشخاص وليس الجميع، فكل شخص قد يتفاعل مع الدواء بشكل مختلف. [1] [2]

تشمل الأدوية التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن: [1]

  • الكلوزابين.
  • الأولانزابين.
  • الكويتيابين.
  • الريسبيريدون.
  • الفالبروات.
  • الليثيوم.
  • الغابابنتين.

في حال تم وصف أحد هذه الأدوية، قد يكون من الجيد مناقشة الآثار الجانبية والتوقعات بشأن زيادة الوزن مع الطبيب. [1]

اضطراب ثنائي القطب نفسه

يتم ربط اضطراب ثنائي القطب بالاضطرابات الغذائية، خاصة اضطراب الأكل النهم. يُقدر أن اضطراب الأكل النهم يحدث في حوالي 25% من الأشخاص المصابين بالاضطراب وبالأخص ممن يتعالجون باستخدام الليثيوم.

كما يرتبط اضطراب ثنائي القطب بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة الأيض، التي تشمل مجموعة من الحالات قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكتة القلبية والدماغية والسكري وغيرها، كما تسبب ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول؛ مما يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة. [1] [3]

أعراض اضطراب ثنائي القطب

تؤدي أعراض اضطراب ثنائي القطب إلى زيادة الوزن أيضًا. فقد تؤدي فترات الاكتئاب إلى تناول الشخص كميات أكبر من الطعام، وقد يقلل من التمارين الرياضية. وفي حالات كثير يتناول مريض اضطراب ثنائي القطب كميات كبيرة من الطعام، ويشعر الشخص بفقدان السيطرة مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن الدهون في الجسم. [1] [2] [3]

اقرأ المزيد: طرق علاج اضطراب ثنائي القطب

أسباب أخرى لزيادة الوزن

توجد أسباب أخرى قد تؤدي إلى زيادة الوزن مثل العوامل المزاجية والعوامل الحياتية والأنظمة الغذائية قد تؤثر على الوزن في حالة الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب. كما قد يكون هناك ارتباط جيني بين اضطراب ثنائي القطب وزيادة احتمال الإصابة بالسمنة. [1] [2] [3]

عندي اكتئاب : الأشياء اللي كانت تسعدني ما صارت تسعدني و ما صرت احب اجتمع بأصحابي وفاقد الشغف وعندي رهاب اجتماعي أتعرق واتلخبط بالكلام وفرط بالتفكير وأكثر يؤلمني جهازي الهضمي عندما أتوتر يجيني مغص قوي أنا على هذه الحال ٥ سنوات

أدوية اضطراب ثنائي القطب التي لا تؤدي إلى زيادة الوزن

يعد التوبرامات أحد الأدوية التي قد توصف في بعض الأحيان لعلاج اضطراب ثنائي القطب، ولا تؤدي إلى زيادة الوزن كأثر جانبي. على العكس تمامًا، يعد فقدان الوزن أحد الآثار الجانبية للتوبرامات. وتعتبر أدوية التوبرامات والميتفورمين أدوية فعالة قد تساعد في التخفيف من زيادة الوزن المرتبطة بالأدوية النفسية في اضطراب ثنائي القطب والفصام. [1] [2]

نصائح للتحكم بزيادة الوزن مع اضطراب ثنائي القطب

تعتبر التغييرات الواقعية والمستمرة في مستويات النشاط والطعام المتناول هي النهج الأفضل إذا كان الشخص قلقًا بشأن زيادة الوزن المرتبطة باضطراب ثنائي القطب بغض النظر عن سببه. إذ يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الكاملة ووجبات الطعام المطهوة في المنزل عوضًا عن الأطعمة الجاهزة والمصنّعة.

كما يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم في تقليل احتمالية زيادة الوزن، بينما تساعد أيضًا في التخفيف من أعراض اضطراب ثنائي القطب الأخرى. وقد يوصي بعض الأطباء بالتحدث إلى أخصائي تغذية أو أخصائي تمارين رياضية للحد من المشكلة.  [1] [2]

هل يمكن أن يساعد تقليل الوزن في تحسين أعراض اضطراب ثنائي القطب؟

يوجد ارتباط بين إدارة الوزن ونجاح العلاج في مواجهة اضطراب ثنائي القطب. حيث يظهر تأثير فقدان الوزن على تحسين المزاج، حيث يرجح أن يكون هناك تحسن طويل الأمد في نتائج حالات الاكتئاب. كما يمكن أن يحسّن فقدان الوزن والحالة الصحية والبدنية الجيدة للمريض من شدة القلق والتوتر إلى درجة معينة.

ويجدر بالذكر أن المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة يكونون معرضين بشكل أكبر للتعرض للاضطرابات النفسية بشكل عام، ومنها اضطراب ثنائي القطب مقارنة بالأشخاص الأصحاء. كما إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يستجيبون بشكل أقل لعلاجات اضطراب ثنائي القطب. [4]

اقرأ أيضًا: العلاقة بين السمنة والاكتئاب

اقرا ايضاً :

(Paroxysmal sleep - نوم انتيابي)

نصيحة الطبي

يفتح اضطراب ثنائي القطب وزيادة الوزن مجالاً واسعاً للبحث والتفكير في تطبيق استراتيجيات متعددة للحفاظ على صحة جيدة. ويعد اعتماد نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم خطوتين أساسيتين نحو تحقيق توازن جسدي وعقلي.

ينصح الطبي باستشارة الطبيب حول الأدوية والتأثيرات الجانبية المحتملة، والتحدث عن أي تغييرات في الوزن بمجرد ملاحظتها. كما أن إجراء تغييرات تدريجية ومستمرة في نمط الحياة يمكن أن يساهم في التخفيف من مخاطر زيادة الوزن المرتبطة بالاضطراب.