منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، انتشرت مجموعة من الأمراض التناسلية التي تسببها أنواع من البكتيريا والفيروسات التي لم تكن معروفة بأنها معدية، وبخاصة أن هذه الأنواع التي تسبب أعراضاً مرضية خفيفة لا يلاحظها المريض، كما لا يمكن اكتشافها بسهولة في المختبرات الطبية العادية، ولا تستدعي بالبداية المعالجة، وتبقى كامنة لأعوام طويلة قبل ملاحظة مضاعفات العدوى بها.

مخاطر الكلاميديا

تعد الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia) من أهم أنواع البكتيريا الخطيرة التي تصيب الجهاز التناسلي، وتصنف كنوع من البكتيريا الصغيرة الحجم، والتي تنمو فقط داخل الخلايا الحية مثلها مثل الفيروسات، ومع ذلك، تشارك أنواع البكتيريا بمعظم الصفات الحيوية الأخرى، ما عدا عدم وجود جدار خلوي متكامل لديها.

هناك عدة أنواع من الكلاميديا التي تسبب الأمراض للإنسان، وأهمها:

  • الكلاميديا المعدية للجهاز التنفسي.
  • الكلاميديا المعدية للجهاز التناسلي.
  • الكلاميديا المعدية للعين.

تستوطن بكتيريا الكلاميديا في الجهاز التناسلي، وتسبب التهاب الأغشية المخاطية فيها، كما يهاجم هذا النوع أحياناً ملتحمة العين، ويؤدي إلى مرض التراخوما الذي قد يتطور إلى عمى الشخص المصاب. ومن الجدير بالذكر أن مرض التراخوما ما يزال يؤدي إلى فقدان البصر لمئات الآلاف من الأطفال في العالم.

قد تنتقل الكلاميديا من عين الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق الأيادي الملوثة والذباب.

تسبب الكلاميديا التناسلية المشكلات الصحية التالية:

  • التهاب البربخ والإحليل عند الرجال.
  • حرقة أثناء التبول.
  • التهاب البوق والحوض عند النساء.

وفي كلا الجنسين، يمكن أن تؤدي الحالة المرضية على المدى البعيد إلى العقم. وقد تنتقل الكلاميديا من باطن عنق رحم الأم الحامل إلى الرضيع، فتؤدي إلى التهاب الملتحمة والرئتين وآفات أخرى.

في كثير من الحالات، لا يشعر الشخص المصاب بالعدوى في الفترة الأولى، وفي حالات أخرى، تظهر أعراض مرضية وقيح يشبه تماماً مرض السيلان.

وفي المناطق الاستوائية، تنتشر أنماط مصلية من الكلاميديا تسبب مرضاً تناسلياً يعرف باسم حبيبوم لمفي زهري، ومظاهر هذا المرض تتمثل في:

  • تشكل قرحات صغيرة على الأعضاء التناسلية الخارجية.
  • تضخم العقد اللمفية الأربية.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • طفح جلدي.

وأحيانا تحدث مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا، والتهاب شغاف القلب.

يتم إثبات حالة العدوى بالكلاميديا بالطرق التالية:

  • أخذ عينات من القيح الموجود بالأعضاء التناسلية وزراعتها في أطباق أنسجة خاصة.
  • فحص عينات من بول المريض بواسطة تقنيات البيولوجيا الجزئية.

ويقوم الطبيب بإعطاء المريض المضاد الحيوي المناسب للمريض وزوجته في الوقت ذاته.

يعد الإنسان الناقل الوحيد المعروف لبكتيريا الكلاميديا التناسلية، ولا تحدث العدوى مناعة مكتسبة بالجسم، ولا يوجد لقاح ضد المرض، وتتم الوقاية بمنع انتقالها أثناء المعاشرة الجنسية من الشخص المصاب إلى الآخرين.

مخاطر مجموعة الميكوبلازما

تختلف وجهات النظر العلمية حول كيفية انتقال بكتيريا المفطورة أو الميكوبلازما (بالإنجليزية: Mycoplasma) أثناء الاتصال الجنسي، وإحداث الالتهابات، فهذا النوع من البكتيريا موجود وبنسبة مئوية قليلة عند النساء والرجال، كجزء من الجهاز البولي-التناسلي العادي.

وهناك عدة أصناف من الميكوبلازما، وأبرزها:

  • صنف يستقر في الجهاز التنفسي، ويسبب التهاب الرئة.
  • صنفان آخران، هما ميكوبلازما، ويوريابلازما، ويستوطنان في الجهاز التناسلي للإنسان بنسبة تتراوح من 2-10%، ويسببان في ظروف خاصة التهابات موضعية في الأغشية المخاطية للجهاز التناسلي للرجال والنساء.

قد تنتشر هذه البكتيريا إلى الأنسجة المحيطة، وتسبب التهابات الحوض عند النساء، وتؤثر على المرأة الحامل، فيحدث ما يشبه التهاب المسالك البولية. أما عند الرجال، فقد تسبب التهابات البروستاتا والإحليل اللانوعي، وهذا الالتهاب يسبب الأعراض التالية:

  • إفرازات سائلة تحتوي على القليل جداً من القيح.
  • حرقة وألم أثناء التبول.

وتكمن خطورة هذا المرض إذا استمر طويلاً، فقد يؤثر في خصوبة الرجل المصاب في المستقبل.

عادة ما يتم تشخيص حالات التهابات الميكوبلازما بعزل البكتيريا في مزارع خاصة للميكوبلازما في المختبر، أو باستعمال تقنيات البيولوجيا الجزئية؛ للكشف عن وجود البكتيريا في عينات بول المريض.

وتعد الاختبارات المصلية للكشف عن وجود الأجسام المضادة في دم المريض غير كافية لتشخيص الميكوبلازما التناسلية.

ويوصى أن تتم معالجة المريض باستعمال المضادات البكتيرية التي تستخدم عادة في معالجة أمراض الكلاميديا، ولكلا الشريكين المصابين بالعدوى.

ويتبين من كل ما سبق أنه من الصعب اكتشاف مخاطر الأمراض التناسلية الخفية أو ملاحظة أعراضها في بداية مراحل العدوى، وإذا حدث وانتقلت مع أحد الأمراض التناسلية الخطيرة الأخرى، فسوف تشكل ضررا أكبر على الجهاز التناسلي، وعلى جسم المريض.

مخاطر السيلان

السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhoea) هو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن أن يصيب الرجال والنساء على حد سواء. يمكن أن يسبب التهابات في الأعضاء التناسلية والمستقيم والحلق.

يمكنك الإصابة بمرض السيلان عن طريق ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي مع شخص مصاب بمرض السيلان، ويمكن للمرأة الحامل المصابة بمرض السيلان أن تنقل العدوى لطفلها أثناء الولادة.

قد لا تظهر أي أعراض على بعض الرجال المصابين بمرض السيلان على الإطلاق، ومع ذلك، قد يعاني الرجال الذين تظهر عليهم الأعراض من:

  • حرقان عند التبول.
  • إفرازات بيضاء، أو صفراء، أو خضراء من القضيب.
  • تورم أو ألم في الخصيتين.

لا تظهر أي أعراض على معظم النساء المصابات بمرض السيلان، حتى عندما تظهر على المرأة أعراض، فإنها غالباً ما تكون خفيفة. تتعرض النساء المصابات بمرض السيلان لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة من العدوى، حتى لو لم يكن لديهن أي أعراض. يمكن أن تشمل الأعراض عند النساء ما يلي:

  • ألم أو حرقان عند التبول.
  • زيادة الإفرازات المهبلية.
  • نزيف مهبلي بين فترات الحيض.

في معظم الأحيان، يمكن استخدام البول لاختبار السيلان، وفي حالة ممارسة الجنس الفموي أو الشرجي، فيمكن استخدام المسحات لجمع عينات من الحلق أو المستقيم. في بعض الحالات ، يمكن استخدام مسحة لجمع عينة من مجرى البول أو عنق الرحم.

ويكون علاج السيلان عن طريق المضادات الحيوية، ومع هذا، أصبح علاج بعض مرض السيلان أكثر صعوبة، حيث تتزايد سلالات السيلان المقاومة للأدوية.

يمكن لمرض السيلان غير المعالج أن يسبب مشاكل صحية خطيرة ودائمة لدى كل من النساء والرجال. تشمل مضاعفات السيلان لدى المرأة ما يلي:

  • مرض التهاب الحوض.
  • تشكيل نسيج ندبي يسد قناتي فالوب.
  • الحمل خارج الرحم.
  • آلام الحوض طويلة الأمد.
  • العقم.

وتتمثل مضاعفات السيلان لدى الرجل في:

  • ألم الأنابيب المتصلة بالخصيتين.
  • في حالات نادرة، قد يتسبب ذلك عقم الرجل، أو منعه من القدرة على الإنجاب.
  • وأيضاً في حالات نادرة، يمكن أن ينتشر مرض السيلان غير المعالج إلى الدم أو المفاصل، ويمكن أن تكون هذه الحالة مهددة للحياة.
  • قد يؤدي عدم علاج السيلان إلى زيادة فرص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

عملت عملية إزالة اللحمية فوق الخصية ونجحت وانا قلق من ان تكون عامل لمسبب العقم! ارجو الرد منكم وشكرا

مخاطر مرض الزهري

مرض الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) هو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها. ينقسم مرض الزهري إلى مراحل أولية، ثانوية، كامنة، وثالثية.

يمكن الإصابة بمرض الزهري عن طريق الاتصال المباشر بقرحة الزهري أثناء ممارسة الجنس المهبلي، أو الشرجي، أو الفموي. ويؤدي إلى ظهور تقرحات بالمناطق التالية:

  • داخل أو حول القضيب.
  • المهبل.
  • فتحة الشرج.
  • داخل المستقيم.
  • على الشفاه.
  • داخل الفم.

يمكن أن ينتقل مرض الزهري من الأم المصابة إلى طفلها الذي لم يولد بعد، وقد يؤدي إلى إنجاب طفل منخفض الوزن، ويزيد احتمالية الولادة المبكرة أو الإجهاض.

في حالة وصول الزهري إلى المرحلة الأخيرة حيث يصعب علاجه، فيمكن أن يؤثر على العديد من أجهزة الأعضاء المختلفة. وتشمل القلب، والأوعية الدموية، والدماغ، والجهاز العصبي، ويسبب تلفها مما يهدد الحياة.

وبدون علاج، يمكن أن ينتشر مرض الزهري إلى الدماغ والجهاز العصبي، وهو ما يسمى الزهري العصبي، أو إلى العين، وهو ما يسمى الزهري العيني.

تشمل أعراض الزهري العصبي ما يلي:

  • صداع حاد.
  • صعوبة تنسيق حركات العضلات.
  • عدم القدرة على تحريك أجزاء معينة من الجسم.
  • الخدر والتنميل.
  • الخرف.

تشمل أعراض مرض الزهري العيني تغيرات في الرؤية، وقد تصل إلى العمى.

في معظم الأحيان ، يتم استخدام فحص الدم لاختبار مرض الزهري أو عن طريق اختبار السوائل من قرحة الزهري.

ويمكن علاج مرض الزهري بالمضادات الحيوية المناسبة، ومع ذلك، قد لا يؤدي العلاج إلى التراجع عن أي ضرر أحدثته العدوى بالفعل.

مخاطر الهربس التناسلي

الهربس التناسلي (بالإنجليزية: Genital Herpes) هو مرض فيروسي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن أن ينتقل الهربس الفموي الناجم عن فيروس الهربس البسيط من الفم إلى الأعضاء التناسلية من خلال الجنس الفموي، كما يمكن الإصابة بالهربس التناسلي عن طريق ممارسة الجنس المهبلي، أو الشرجي، أو الفموي مع شخص مصاب بهذا المرض، ويظهر الهربس على هيئة قرح بها سوائل على الأعضاء التناسلية.

بالنسبة للحوامل، قد تؤدي عدوى الهربس التناسلي إلى الإجهاض، أو تزيد من احتمالية ولادة الطفل في وقت مبكر جداً.

ولتشخيص المرض، يقوم الطبيب بفحص المنطقة التناسلية، ويمكن أخذ عينة من القرحة واختبارها، وفي حالات معينة، يمكن استخدام اختبار الدم للبحث عن الأجسام المضادة للهربس.

لا يوجد علاج للهربس، ومع ذلك، هناك أدوية يمكن أن تمنع أو تحد من تفشي المرض، وفي حالة عدم علاجه، يمكن أن يسبب تقرحات مؤلمة في الأعضاء التناسلية، ويمكن أن يكون شديداً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

وفي حالة ملامسة القروح أو السوائل، فقد ينتقل الهربس إلى جزء آخر من الجسم، ولذلك يجب على المريض تجنب ملامسة القرح أثناء الإصابة، والحرص على غسل اليدين باستمرار، وكذلك عدم ممارسة العلاقة الحميمة لحين التعافي من المرض.

يمكن أن تسبب عدوى الهربس تقرحات أو تشققات في الجلد، أو بطانة الفم، والمهبل، والمستقيم، مما يسهل دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى الجسم.

طرق الوقاية من مخاطر الامراض التناسلية

تساعد بعض الطرق في الوقاية من مخاطر الأمراض التناسلية، وتشمل:

  • استخدام الواقي الذكري أثناء الجماع: وذلك لتفادي انتقال المرض إلى الشريك في حالة الإصابة به.
  • التوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة: في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية بالمنطقة التناسلية مثل التقرحات والالتهابات.
  • استشارة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض لدى أحد من الشريكين، وذلك للتأكد من عدم وجود أي عدوى منقولة جنسياً، وسرعة علاجها قبل أن تتفاقم.

اقرا ايضاً :

12- حقيقة عن الهربس