تعاني معظم الفتيات والسيدات من ألم الدورة الشهرية أو ما يسمى ألم الحيض أو عسر الطمث، وذلك في موعد محدد من كل شهر ابتداء من سن البلوغ وحتى سن انقطاع الطمث، وهي فترة زمنية طويلة تتراوح ما بين 40 و45 سنة من حياة المرأة.

غالباً ما تكون الدورة الشهرية مصحوبة بتقلصات مؤلمة تبدأ قبل نزول دم الحيض بيوم أو يومين، وغالباً ما تنتهي التقلصات وألم الدورة الشهرية عند بدء النزيف، وتؤدي هذه التقلصات إلى إطلاق مواد كيميائية تدعى بروستاجلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins)، والتي يتم إطلاقها في بطانة الرحم عند بداية انهيار البطانة وتخلص الرحم منها.

نستعرض في المقال الطرق المختلفة لعلاج ألم الدوره الشهريه والتخفيف من التقلصات المصاحبة له.

ألم الدورة الشديد دليل على ماذا؟

قد يكون الشعور بألم الدورة الشهرية من أكثر التجارب المزعجة للنساء، ولكن يحدث هذا الألم لسبب وجيه، حيث يستعد رحم المرأة منذ البلوغ كل شهر لاستقبال جنين سوف ينمو داخله بعد تخصيب البويضة، وذلك عن طريق بناء بطانة قوية للرحم تستطيع احتواء وتغذية الجنين المنتظر، وعند عدم تخصيب البويضة وعدم حدوث الحمل تنقبض عضلات الرحم بشدة لتعمل على سلخ بطانة الرحم، وفصلها عن جداره، والدفع بها بعيداً خارج الجسم من خلال المهبل، وتسبب هذه العملية تمزق الأوعية الدموية في بطانة الرحم، مما يسبب نزيف الحيض.

غالباً ما يكون ألم الدوره القوي في قمته في أول وثاني أيام الحيض، حيث يتركز الألم في منطقة أسفل البطن، وأسفل الظهر، والحوض، وعضلات الفخذ والورك، وقد تصاحبه أيضاً اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال.

تتراوح قوة ألم الدورة الشهرية بين متوسطة ومحتملة عند بعض النساء، إلى قوية عند البعض الآخر، ويعود هذا التنوع في شدة الألم لعدة أسباب منها:

  • شدة النزيف الدموي عند بعض النساء.
  • حجم التكتلات الدموية التي يتم الدفع بها عبر عنق الرحم.
  • الظروف الصحية العامة لكل سيدة، والقدرة على تحمل الألم والتعامل معه.

يصبح الألم في كثير من الحالات أقل شدة مع التقدم بالسن، وقد يختفي تماماً بعد إنجاب أول طفل. (2) (5)

اقرأ أيضاً: تنزيل الدورة الشهرية بالطرق الطبيعية

نصائح لتخفيف ألم الدورة الشهرية

تعد التقلصات وألم الدورة الشهرية جزءاً طبيعياً جداً من فترة الحيض الشهري، ولكنها قد تمنع البعض من ممارسة أنشطتهم اليومية مثل الدراسة أو العمل، وللتخفيف من حدة هذه الآلام ينصح باتباع النصائح الآتية: (4) (3) (1) (6)

كمادات الماء الساخن

وضع قربة ماء ساخن أو كمادات ماء ساخنة أسفل البطن، أو أسفل الظهر، أو الاستحمام بماء دافئ، حيث تحفز الحرارة تدفق الدم إلى الحوض، وتريح نسيج عضلة الرحم مما يخفف ألم الدورة الشهرية، وهي من أنسب وسائل علاج ألم الدوره الشهريه عند البنات. 

التمارين الرياضية

تفيد ممارسة بعض التمرينات البسيطة والرياضات الخفيفة كالمشي أو تمرينات اليوجا، في علاج ألم الدوره الشهريه، تساعد الرياضة على زيادة معدل تدفق الدم وتخفف من التقلصات.

شرب الماء

شرب الكثير من الماء، حيث يقلل الماء من الانتفاخ الذي يزيد من حدة الأعراض، خاصة لمن تعاني في فترة الحيض من الإسهال أو القيء، إذ يساعد  شرب السوائل على تعويض هذا الفقد من سوائل الجسم لكي لا يحدث جفاف بالجسم، لذا تنصح النساء بشرب من 6 إلى 8 أكواب ماء يومياً خاصة في فترة الحيض.

نظام غذائي صحي

يعتبر تغيير أسلول تناول الطعام أهم وسائل علاج ألم الدوره الشهريه، حيث يعزز قدرة الجسم ذاته في مقاومة الألم،نذكر تالياً أكثر الخطوات تأثيراً في تغيير النظام الغذائي:

  • التقليل من تناول الأطعمة المالحة خلال فترة الحيض، لأن الملح يزيد من خطر الإصابة بالجفاف والانتفاخ ويرفع ضغط الدم،  وبالتالي يرتفع معدل التقلصات وألم الدورة الشهرية.
  • الابتعاد عن السكريات البسيطة، والمقرمشات، والأطعمة السريعة. وجدت بعض النساء راحتهن أيام الدورة الشهرية في تناول الطعام الصحي من الخضراوات والفاكهة، حيث يعمل بعضها كمضادات للالتهاب مثل الطماطم، والكرز، والفلفل الملون،  ويقلل تناول الأسماك الغنية بمادة أوميغا 3، والحبوب الغنية بالكالسيوم، واللوز، والخضروات الورقية داكنة اللون من ألم الدورة الشهرية وتدعم الصحة بذات الوقت، ومن الأفضل تناول هذه الأطعمة طوال العام وليس أيام الدورة الشهرية فقط.
  • تجنب التدخين، والقهوة، والمنبهات بشكل عام فهي تزيد من حدة الألم.
  • الإكثار من المشروبات الساخنة مثل الشاي الأخضر أو مغلي بعض الأعشاب المهدئة كالكامومايل، والزنجبيل، والنعناع، والشمر، وهي من طرق علاج ألم الدوره الشهريه بالأعشاب. 

التدليك

 يمكن ان يساعد التدليك الخفيف لمنطقة أسفل البطن وأسفل الظهر، باستخدام الزيوت الأساسية لمدة 20 دقيقة على تقليل ألم الطمث، حيث يكون للزيوت العطرية وطريقة التدليك المتبعة فوائد عديدة. 

تحتوي الزيوت العطريةمثل المريمية، وزيت اللافندر، وزيت المردقوش، على العديد من المواد المفيدة للجسم، يمكن الحصول على زيوت التدليك الجاهزة من الأسواق، أو صناعة هذه الزيوت في المنزل.

يوصى بتخفيف الزيت العطري عن طريق استخدام زيت ناقل مثل الزيوت النباتية، أو زيت الجوز، وزيت بذور العنب، أو وزيت اللوز، يجب الالتزام بالتراكيز الصحية حيث تتمثل بقطرة واحدة من الزيت الأساسي لكل ملعقة صغيرة من الزيت الناقل.

يفيد أيضاً التمدد على الظهر مع وضع وسادة أسفل الركبتين، أو التمدد على الجانب مع ضم الركبتين إلى الصدر، حيث يقلل هذا الوضع من توتر عضلات الظهر، ويساهم في علاج ألم الدورة.

الأدوية المسكنة

يوصى بتناول بعض العقاقير والأدوية المسكنة للألم لعلاج ألم الدوره القوي مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومنها الإيبوبروفين، حيث تعمل هذه الأدوية على الحد من إفراز البروستاجلاندين فيقل التورم والانتفاخ وألم الدورة الشهرية. يفضل تناول الأدوية قبل بداية الألم بنحو 12 ساعة وعند الإحساس بقدوم الدورة الشهرية.

للمزيد: توعية الفتيات في سن المراهقة حول الدورة الشهرية

عمري ٢٩ سنه ، الدورة منتظمة ولكن يوجد تمشيحات دموية خفيفة قبلها، غير متزوجة وعملت تحاليل ثاني يوم دورة ، هل هرمون الحليب مرتفع ؟ لماذا نسبة LH اعلى من FSH هل من مشكلة ام عادي ؟

أنواع ألم الدورة الشهرية

يوجد نوعين من آلام الطمث أو ألم الدورة الشهرية، وهما عسر الطمث الأولي، وهو الأكثر انتشاراً، ويحدث نتيجة  تقلصات الرحم العادية خلال الدورة الشهرية. أما عسر الطمث الثانوي، فهو مصطلح  يطلق على ألم الدورة الشهرية الذي يدل على وجود مشكلة بالجهاز التناسلي للمرأة، ويمكن يكون ألم الدورة الشهرية في هذه الحالة ناجم عن أحد الحالات التالية: (2) (5)

  • التهاب الحوض: هي عدوى تصيب المهبل ثم تنتشر إلى عنق الرحم والرحم، ثم تنتشر إلى باقي أعضاء الجهاز التناسلي، وغالباً ما تكون أنواع العدوى المنقولة عن طريق ممارسة الجنس مثل عدوى الكلاميديا خلف التهاب الحوض.
  • تليف يصيب أنسجة جدار الرحم.
  • بطانة الرحم المهاجرة: حالة تنمو فيها بطانة الرحم خارج الرحم وعلى الأعضاء المجاورة له.
  • تضيق عنق الرحم: الذي قد يسببه جرح في عنق الرحم، أو نقص في هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) كما في حالات انقطاع الطمث والوصول لسن اليأس.

يجب زيارة الطبيب عندما تستمر المعاناة من ألم الدورة الشهرية رغم تناول المسكنات، واتباع كافة النصائح التي من شأنها تخفيف حدة الألم، أو عند استمرار الألم لمدة تزيد عن 3 أيام، عندها يجب زيارة الطبيب ليشخص سبب الألم. 

قد تتسائل بعض النساء هل ألم الدورة الشديد دليل على الحمل؟ والجواب هو لا، لا يوجد علاقة بين الحمل وألم الدورة، وإنما قد يشير الألم الشديد المشابه لألم الدورة والمترافق بالنزيف وتمرير كتل الدم المتجلطة على الإجهاض، وتعد هذه الحالة من الحالات الطارئة التي تحتاج للتدخل الطبي الفوري.

للمزيد: الدورة الشهرية بين المسموح والممنوع 

اقرا ايضاً :

عدم التحكم البولي عند النساء