في عصر تتزايد فيه أنواع الحميات الغذائية، وتتضارب آراء الخبراء حول أفضل طرق التغذية، يجد الكثيرون صعوبة في اختيار النظام الغذائي الأمثل، فما ينجح مع شخص قد لا يكون فعالًا مع آخر!

من هنا، برزت الحمية المعتمدة على الحمض النووي (DNA) كنهج حديث يعتمد على الجينات؛ لتحديد الاحتياجات الغذائية لكل فرد، مما يساعد على تحقيق توازن صحي يتماشى مع طبيعة الجسم الفريدة.

حمية DNA

حمية DNA هي نظام غذائي شخصي يعتمد على التحليل الجيني وفحوصات الدم؛ لتحديد الأطعمة المناسبة لكل فرد وفقًا لتركيبه الوراثي، وتهدف هذه الحمية إلى تقديم خطة غذائية دقيقة لكل شخص، من خلال تحديد النوع الأمثل من الحميات، (مثل الحمية منخفضة الكربوهيدرات، أو قليلة الدهون، أو حمية البحر الأبيض المتوسط وغيرها) بناءً على استجابة الجسم الغذائية. [1]

تأمل حمية DNA في تجاوز التحديات التي يواجهها الكثيرون مع الحميات التقليدية، من خلال تقديم توصيات غذائية مصممة خصيصًا وفقًا للتركيب الجيني لكل شخص.[1]

كيفية اختيار حمية DNA المناسبة

تبدأ العملية بإجراء فحص بسيط عبر أخذ مسحة من داخل الفم، ثم تُرسل العينة إلى المختبر لتحليلها، وتظهر النتائج خلال بضعة أسابيع. [2]

تكشف نتائج تحليل DNA عن معلومات حول كيفية تأثير الجينات في جوانب مختلفة من صحة الجسم، بما في ذلك عمليات الأيض، وحساسية بعض الأطعمة (مثل اللاكتوز والجلوتين)، والاستعداد الوراثي لنقص بعض الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى القابلية للإصابة بمشكلات صحية مرتبطة بالتغذية، مثل ارتفاع الكوليسترول والسكري. [3]

على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر طفرات جين FTO في معدل الأيض وكفاءة حرق السعرات الحرارية، مما قد يؤثر على سهولة فقدان الوزن لدى الفرد، لذا يساعد هذا التحليل على فهم طبيعة استجابة الجسم للغذاء، مما يمكّن أخصائيي التغذية من تقديم خطط غذائية مصممة وفقًا للتركيب الجيني لكل فرد. [2]

بناءً على نتائج التحليل، يتم تحديد الحمية المناسبة، ومن بين الأنواع الشائعة التي قد تُوصى بها: [1]

  • الحمية المتوازنة: يعتمد على تنوع الأطعمة من مختلف المجموعات الغذائية، وهو مناسب للأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من مشكلات صحية معقدة.
  • الحمية منخفضة الكربوهيدرات: تعتمد على تقليل السكريات والكربوهيدرات، والتركيز على البروتينات والمجموعات الغذائية الأخرى.
  • الحمية منخفضة الدهون: تعتمد بشكل رئيسي على الحد الدهون، خاصة المشبعة والمتحوّلة.
  • حمية البحر الأبيض المتوسط: تعتمد على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، مع التركيز على الفواكه والخضروات، والأسماك، والحبوب الكاملة.
  • الحمية الخالية من اللاكتوز: مخصصة للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
  • الحمية الخالية من الجلوتين: مخصصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين أو مرض السيلياك.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

فوائد حمية DNA

يمكن الاستفادة من الحمية المعتمدة على DNA في عدة مجالات، منها: [2][4]

  • الوقاية من الأمراض:

قد تكشف الجينات عن الاستعداد الوراثي للإصابة ببعض المشكلات الصحية المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الكوليسترول، أو السكري، ومعرفة هذه المعلومات مسبقًا تتيح اتخاذ إجراءات وقائية، مثل تقليل استهلاك الملح، أو الدهون المشبعة، أو السكريات، مما يقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض.

  • المساعدة على خسارة الوزن:

 من خلال فهم كيفية استجابة الجسم للعناصر الغذائية المختلفة، ومعدل الأيض الأساسي، يمكن تصميم نظام غذائي أكثر فعالية لفقدان الوزن مقارنة بالحميات التقليدية.

  • تحسين جودة الحياة:

تحديد حالات عدم تحمل الطعام، مثل عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الغلوتين، يسمح للأفراد بتعديل نظامهم الغذائي؛ لتجنب الأعراض المزعجة وتحسين صحتهم العامة وراحتهم.

  • تحديد الاحتياجات من الفيتامينات والمعادن:

تختلف متطلبات الفيتامينات والمعادن من شخص لآخر بناءً على العوامل الجينية، على سبيل المثال معظم الأشخاص يحتاجون إلى 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا، لكن أظهرت بعض الدراسات أن بعض الأشخاص الذين لديهم تركيبة جينية معينة يحتاجون إلى كميات أعلى؛ لتحقيق مستويات طبيعية من فيتامين د في الدم.

إيجابيات حمية DNA

تشير الأبحاث إلى أن الحمية المناسبة تساعد على الوقاية من حالة وفاة واحدة من كل 5 وفيات حول العالم، وهنا تأتي أهمية الحمية المعتمدة على DNA، التي تتيح للناس فهم تأثير الطعام في أجسامهم، وكيفية تفاعلهم مع أنواع معينة من الأطعمة، والأهم من ذلك، كيف يمكن أن تساهم في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالغذاء. [5]

تتضمن فوائد حمية DNA: [5]

  • تصميم نظام غذائي يناسب كل شخص، يشمل الأطعمة والمكملات التي تتوافق مع طبيعته الجينية.
  • المساعدة في الوقاية من الأمراض، من خلال معرفة تأثير الجينات في طريقة تعامل الجسم مع الطعام، وبالتالي اتخاذ خيارات غذائية تقلل من خطر الإصابة بأمراض معينة.
  • فهم استجابة الجسم للأطعمة، إذ يمكن للجينات أن تجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية تجاه مكونات غذائية معينة.
  • تحفيز العناية بالصحة، حيث توفر هذه المعرفة رؤية أوضح عن طبيعة الجسم، مما يشجع على اتباع عادات غذائية صحية.

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

سلبيات حمية DNA

رغم الفوائد العديدة لحمية DNA، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار: [5]

  • دقة النتائج: قد لا تكون البيانات صحيحة دائمًا، كما يتطلب فهم وتفسير النتائج خبرة متخصصة في مجال التغذية الجينية.
  • التكلفة: يمكن أن تكون اختبارات DNA وتحليلها مكلفة، كما أن تحديد العلاقة بين الجينات الفردية والتغذية يتطلب وقتًا طويلاً وجهودًا كبيرة.

من المهم أيضًا الإشارة إلى أن الجينات تفسر فقط ما بين 5% إلى 10% من الأمراض، مثل السكري من النوع الثاني والسمنة، وهذا يعني أن الأنظمة الغذائية المبنية على تحليل الـ DNA قد لا تكون دائمًا دقيقة في التنبؤ بالاستجابة الفردية، أو تقديم الفوائد المرجوة بشكل كامل. [1]

نصيحة الطبي

حمية DNA هي نظام غذائي يعتمد على المعلومات الجينية للفرد، وقد يساعد في وضع حمية مخصصة تحقق أهدافًا صحية متعددة، مثل فقدان الوزن، أو الوقاية من الأمراض، أو تعويض النقص الغذائي، إلا أنها ليست دائمًا دقيقة، كما أنها مكلفة.

للحصول على أفضل النتائج، وتحديد الحمية الغذائية الأنسب لحالتك واحتياجاتك الفردية، يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي تغذية مؤهل أو طبيب متخصص. 

اقرا ايضاً :

 انتهاء صلاحية المواد الغذائية  .. أين الخطر؟