تُعدّ السالمونيلا من أكثر العدوى المنقولة بالغذاء انتشارًا، وغالبًا ما تبدأ بأعراض مزعجة تشمل الإسهال، الحمى، اضطرابات المعدة، وتشنّجات البطن، وقد تستمر لعدة أيام قبل أن تتحسّن. ورغم أن الوقاية تبدو بسيطة، الحفاظ على النظافة وطهي الطعام بذكاء، إلا أن المفاجأة أن بعض الأطعمة تحمل خطرًا أعلى للإصابة بالسالمونيلا، إمّا بسبب طبيعتها أو طريقة إنتاجها ونقلها. فما هي هذه الأطعمة؟ وكيف يُمكن الوقاية من مخاطرها؟ إليك الإجابة. [1][2]
محتويات المقال
ما الأطعمة التي قد تسبّب السالمونيلا؟
تنمو السالمونيلا بسهولة أكبر على أنواع معيّنة من الأطعمة، ممّا يجعلها مصدرًا أكثر خطورة للإصابة بعدوى السالمونيلا، وتتضمن هذه الأطعمة ما يلي: [3]
الدواجن والبيض
تُعدّ لحوم الدواجن من أكثر الأطعمة عرضة للتلوّث ببكتيريا السالمونيلا؛ إذ يمكن أن تنتقل إليها البكتيريا أثناء عملية الذبح والتحضير والتخزين، وتبقى حيّة إلى أن يتم القضاء عليها بطهو الدجاج جيدًا. [4][5]
أما البيض الملوّث بالسالمونيلا فهو مسؤول سنويًا عن نحو 79 ألف حالة تسمّم غذائي و30 حالة وفاة وفقًا لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). ويعود ذلك إلى أنّ قشرة البيضة قد تُلوَّث بالبكتيريا أثناء وضع الدجاجة لها أو عند ملامستها للبراز، ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى تسرّب البكتيريا إلى داخل البيضة نفسها. ورغم القيمة الغذائية العالية للبيض وتعدد استخداماته، إلا أنه قد يشكّل مصدرًا لخطر التسمّم عند تناوله نيئًا أو غير مطهوّ جيدًا. [4][5]
منتجات الألبان غير المُبسترة
تُعدّ البسترة (Pasteurization) عملية حرارية تُسخَّن فيها السوائل أو الأطعمة لدرجات محددة بهدف القضاء على الكائنات الدقيقة الضارّة، بما فيها بكتيريا السالمونيلا. ويعتمد مصنّعو الأغذية هذه العملية خصوصًا في الحليب، الأجبان، ومنتجات الألبان عمومًا لجعلها أكثر أمانًا للاستهلاك والحد من مخاطر انتقال البكتيريا والكائنات الممرِضة عبرها. [4]
لذا فإن تناول الحليب الطازج غير المبستر أو المنتجات المصنوعة منه يزيد فرص الإصابة بعدوى السالمونيلا. [4]
الخضروات
قد تتعرّض الخضروات للتلوّث ببكتيريا السالمونيلا عند ريّها بمياه غير نظيفة أو عند تسرّب مياه سطحية ملوّثة إلى التربة المزروعة فيها. كما يمكن أن تنتقل البكتيريا إليها عبر المعدّات غير النظيفة أو ممارسات إعداد الطعام غير الصحية أثناء الحصاد أو التحضير. [4]
وتُعدّ الخضروات الورقية تحديدًا أكثر عرضة لنقل السالمونيلا؛ لأنها غالبًا ما تؤكَل نيئة دون طهي، مما يزيد احتمالية وصول البكتيريا إلى الجسم مباشرة. [4]
قد يهمك: ماذا نأكل بعد التسمم الغذائي؟ دليلك للتعافي!
براعم الخضروات
تحتاج براعم الخضروات إلى بيئة دافئة، رطبة، وغنية بالعناصر الغذائية كي تنمو وتنطلق من البذور، وهي نفس الظروف التي تحتاجها بكتيريا السالمونيلا لتتكاثر بسرعة، لذلك تُعتبر من أكثر الأطعمة المسببة للتسمم الغذائي، خصوصًا أنها تؤكل نيئة، ومن أبرز الأمثلة على براعم الخضروات: [4]
- براعم البرسيم.
- براعم الفاصولياء.
- براعم دوّار الشمس.
- براعم البروكلي.
- براعم الفجل.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
أطعمة أخرى تُسبب السالمونيلا
ومن الأطعمة التي تُسبب السالمونيلا أيضًا: [1][5][6]
- اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية النيئة، إذ قد تحمل البكتيريا عند عدم طهوها جيدًا.
- الفواكه والخضروات النيئة التي قد تتلوث بأسمدة تحتوي على فضلات حيوانات مصابة بالسالمونيلا.
- الأطعمة أو اللحوم المُعالَجة مثل ناجتس الدجاج، خاصة إذا لم تُطهَ أو تُخزّن بطريقة صحيحة.
- زبدة المكسرات والعجين النيئ، التي ارتبطت أيضًا بتفشي عدوى السالمونيلا في بعض الحالات.
أسباب أخرى لعدوى السالمونيلا
نتقل عدوى السالمونيلا بعدة طرق مختلفة، من أبرزها: [2][5]
- شرب الماء الملوّث بالبكتيريا.
- عدم غسل اليدين قبل تحضير الطعام أو تناوله، مما يسمح بانتقال البكتيريا بسهولة.
- الاحتكاك المباشر بشخص مصاب، إذ يمكن أن تنتقل العدوى للآخرين إذا كان المصاب يعاني من الإسهال ولم يغسل يديه جيدًا.
- مخالطة الحيوانات المصابة بالسالمونيلا ثم نقل العدوى إلى الفم؛ فقد تحمل العديد من الحيوانات البكتيريا على فرائها أو ريشها أو قشورها أو جلدها، وتشمل:
- الزواحف: مثل السلاحف، السحالي، والثعابين.
- الحيوانات الزراعية: مثل الأبقار، الماعز، الأغنام، والخنازير.
- البرمائيات: مثل الضفادع والعلجوم.
- الطيور: مثل الدجاج، البط، الديك الرومي، والطيور البرية.
- الحيوانات الأليفة: كالقطط، الكلاب، الطيور، والحيوانات الصغيرة الأخرى.
عوامل الخطر للإصابة بالسالمونيلا
قد يصاب أي شخص بالأمراض المنقولة عبر الطعام، إلا أنّ خطر الإصابة بالسالمونيلا يكون أعلى لدى بعض الفئات، مثل: [1][5]
- المصابين بالأمراض الآتية:
- أمراض المناعة الذاتية.
- ضعف جهاز المناعة.
- السرطان.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشريّ (HIV).
- فقر الدم المنجلي.
- الملاريا.
- مرض السكري.
- أمراض التهاب الأمعاء، التي قد تُلحق ضررًا ببطانة الأمعاء، ممّا يسهّل استقرار السالمونيلا فيها.
- الأشخاص الذين خضعوا لزراعة الأعضاء.
- السفر إلى البلدان التي تُعاني سوء الصرف الصحي.
- النساء الحوامل، والأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة، مثل:
- أدوية السرطان والستيرويدات التي قد تُضعف جهاز المناعة.
- مضادات الحموضة التي تقلل من حموضة المعدة وتجعل البكتيريا أكثر قدرة على البقاء في المعدة.
- المضادات الحيوية التي قد تقتل البكتيريا النافعة، وتزيد صعوبة مكافحة العدوى.
كما قد يزداد خطر الإصابة خلال أشهر الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم تبريد الطعام بشكل مناسب، مما يتيح للبكتيريا النموّ بسرعة أكبر. [1][5]
نصائح للوقاية من السالمونيلا
يجب اتباع النصائح التالية للتقليل من خطورة انتقال عدوى السالمونيلا: [1][5][6]
- غسل وتعقيم الأسطح المستخدمة لتقديم أو تخزين المنتجات التي قد تكون ملوّثة.
- تنظيف جدران وأرفف الثلاجة، وألواح التقطيع، والأدوات والأسطح التي لامست أطعمة ملوّثة، ثم تعقيمها بمحلول يحتوي على ملعقة كبيرة من الكلور لكل 3.78 لتر من الماء الساخن، وتجفيفها بمنشفة نظيفة غير مستخدمة سابقًا.
- غسل اليدين جيدًا بالماء الدافئ والصابون بعد عمليات التنظيف والتعقيم.
- تجنّب تناول البراعم النيئة لدى الأطفال، الحوامل، كبار السن، وذوي المناعة المنخفضة.
- الالتزام بقواعد السلامة في تحضير الطعام وتخزينه وطهيه؛ إذ يساهم الطهو الجيّد في القضاء على البكتيريا.
- إذابة الأطعمة المجمّدة في الثلاجة أو الماء البارد أو الميكروويف، وتجنّب إذابتها على درجة حرارة الغرفة، ثم طهيها جيدًا حتى تنضج بالكامل.
- تقديم الطعام في أطباق نظيفة، وعدم إعادة الطعام المطبوخ إلى طبق لامس لحومًا نيئة مسبقًا.
- استخدام ألواح تقطيع منفصلة للحوم النيئة والخضروات لمنع انتقال التلوث.
- غسل الفواكه والخضروات جيدًا، ويفضّل تقشيرها عند الإمكان.
- تجنّب تناول البيض أو اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا.
- الامتناع عن تناول أو شرب منتجات تحتوي على حليب أو عصائر غير مبسترة.
- طهي اللحوم إلى درجة الحرارة الداخلية الآمنة، مع استخدام ميزان حرارة الطعام للتأكد من النضج الكامل.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد لمس الحيوانات أو طعامها أو أوعية الماء أو صناديق الفضلات أو البراز أو الأقفاص أو ألعابها.
- تجنب تقبيل الحيوانات أو ملامسة ريشها أو فرائها أو جلدها أو حراشفها بالقرب من الوجه.
- تجنّب تناول الطعام أو الشراب بالقرب من الحيوانات التي قد تحمل السالمونيلا.
نصيحة الطبي
تنتقل السالمونيلا عبر أطعمة شائعة مثل الدواجن، البيض، الخضروات، والبراعم النيئة، إضافة إلى الماء الملوث ولمس الحيوانات المصابة. ورغم خطورتها، يمكن الوقاية منها بسهولة عبر الطهي الجيد، وغسل اليدين، وتخزين الطعام بطريقة آمنة. التزامك بهذه الخطوات البسيطة يحميك ويحمي أسرتك من أحد أكثر مسببات التسمم الغذائي انتشارًا.
اثبتت عدة دراسات قام بها علماء التغذية في اوروبا وامريكا خلال السنوات الاخيرة مرة بعد اخرى بفوائد طعام شعوب بلدان ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :