ارتبط تطور الطب بتطور جميع الفروع التابعة له، بدءاً من التشريح وعلم وظائف الأعضاء وانتهاءً بفروع التخصص المتفرعة عنه مثل الجراحة والأمراض الباطنية. لقد عرفت الشعوب القديمة أيضا الكثير من المعلومات الجراحية التي ساعدتها في تكوين صورة بدت كافية عن جسم الإنسان والأمراض التي تصيبه.
تطور علم التشريح على مر العصور
قد ذكرت بردية أدوين سميث 2500 ق.م الكثير من المعلومات التشريحية عن مجموعة من الأعضاء مثل، العظام، والترقوة، والفك، والمعدة، والرئتين، والطحال، بالإضافة إلى تشريح الجمجمة والدماغ، وعرف الأم الجافية والسائل النخاعي، وذكر أربعة شرايين تمد الرأس بالغذاء، كما عرف الرحم وأعتقد أن أعضاء الرحم متجولة في البطن. كما روى مانيتو الكاهن بمعبد هليوبوليس 2800 ق.م أن أنوبيس ابن مينا موحد الشطرين ألف كتباً طبية منها، كتاب في التشريح. وعرفت الغدة الدرقية كذلك، ولم تعرف الكليتين في بردية أدوين سميث وبالرغم ممارسة التحنيط في مصر في تلك الأزمنة إلا أن التشريح لم يتطور أكثر من ذلك نظراً لأنه المحنطين كانوا طبقة وضيعة من الكهنة الذين ليس لهم علاقة بالطب.
أما عن عصر أبو قراط، فلم يعرف معلومات تشريحية وافية، وجاءت القفزة النوعية عند اليونان بعد احتلال مصر وبناء الإسكندرية في عهد الإسكندر المقدوني، حيث نبغ هيروفيلوس حوالي 300 ق.م، الذي نقل المعلومات المصرية وأضاف إليها، فقد عمل على تشريح الدماغ والجهاز العصبي، وفرق بين الأعصاب الحركية والحسية، كما وقد شرح العين والأمعاء والأعضاء التناسلية.
ثم جاء التجريبيون الذين ألغوا الفلسفة في الطب، وقالوا أن الملاحظة الشخصية هي أساس كل شيء. وجاء جالينوس 201 – 131 ق.م. الذي ألف في التشريح وكان يجري تشريحه على الحيوان وصارت له صورة حيوانية عن جسم الإنسان.
وعرف العراقيون القدماء التشريح، وشخصوا الأعضاء التي تصيبها الأمراض من ذلك تسمياتهم لأمراض العين، والمعدة، والأمراض النسائية، والتوليد، والأمراض الصدرية، والتناسلية، وأمراض الفم والأذن ، والأسنان ومعرفتهم بالتشريح، وخاصة تشريح الكبد وأقسام القدم وغير ذلك من المصطلحات.
نظرية الأخلاط
يذكر أنه قد حصل انقطاع بين الحضارات القديمة، وحفظ اليونان معلومات الشعوب القديمة في كتبهم وطوروها بشكل يتوافق مع الفلسفة اليونانية، التي تعتمد المنطق والاستنتاج وأوجدوا نظرية عامة تصلح للكون جميعاً كما جسم الإنسان، وأوجدوا نظرية للأخلاط التي كانت معروفة عند العراقيين والمصريين القدماء. فالكون مكون من أربعة عناصر هي التراب والماء والهواء والنار، كذلك أصبحت الأخلاط المعروفة عند المصريين والعراقيين القدماء تابعة لنظرية العناصر الأربعة وأصبحت أخلاطاً أربعة هي الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء، وتتكون الأخلاط من أجسام سيالة مكونة من الغذاء الذي يطبخ في الكبد بالحرارة، وأن الأجسام الجامدة فهي الأعضاء، والأجسام البخارية فهي الأرواح، أما المزاج فهو قدرة العضو على أداء وظيفته، فالمزاج السيء يأتي حين لا يستطيع العضو تأدية وظيفته، أما مزاج الأدوية والأطعمة فيعتمد على ملمسها وطعمها وأثرها في الجسم. وكان المرض هو أي فساد في التوازن بين العناصر والأمزجة، وكانت هذه النظرية تبدو سهلة ومنطقية بل ومتبناه من الكنيسة، مما أعطاها مصداقية وأهمية عند المسلمين الذين يؤمنون بوحدة أهل الكتاب، فلم يتجرأ أحد على نقضها حتى التجريبيون في الاسكندرية 300 ق.م الذين اعتبروا أن التجربة هي الأساس لم يلبثوا أن انهزموا أمام الموقف الرسمي.
العقبات في وجه علم التشريح
كان من أشد العقبات التي حالت دون نمو الطب في محيط، تحريم تشريح الجثث على وجه العموم لا الجثث الإنسانية فحسب بل والجثث الحيوانية أيضاً، لذلك اقتصروا في تعليم التشريح على كتاب جالينوس بصورة خاصة، إلى أن جاء ابن رشد الفيلسوف العربي الأندلسي الذي قال: إن معرفة الأعضاء بالتشريح تقرب من الله.
غير أن هذا المنع لم يمنع يوحنا بن ماسوية (821 – 826) من تشريح قردة في غرفة خاصة بنيت على شاطئ دجلة وذلك بأمر من الخليفة المعتصم الذي اقتنع بالعمل وطلب من أمير النوبة أن يرسل نوعاً من القردة شديدة الشبه بالإنسان. ويذكر قصة أخرى حيث يقول يوحنا في نهايتها: قل لأمير المؤمنين اتخاذي لهذه القردة غير ما توهمه أمير المؤمنين، وإنما دبرت تشريحها ووضع كتاب على ما وضع جالينوس في التشريح.
ثم فعل ذلك في القرد فظهر له كتاب حسن، استحسنه أعداؤه فضلاً عن أصدقائه. ويكون بذلك يوحنا ابن ماسوية أول من ألف كتاباً في هذا الفن رآه وأهداه إلى المعتصم.
نبذة عن أبرز الأطباء العرب
قد أدرك الأطباء والعلماء المسلمين أهمية التشريح في الطب بقول الرازي في امتحان الطبيب: أول ما تسأله عن التشريح ومنافع الأعضاء، وهل عنده علم بالقياس، وحسن الفهم والدراية في معرفة كتب القدماء، فإن لم يكن عنده فليس بك حاجة إلى امتحانه في المرضى.
وقد خصص الرازي الجزء الأول من كتابه المنصوري لوصف أعضاء الجسم من الرأس إلى القدم، كذلك فعل ابن سينا في فصول كثيرة من القانون ودرج على هذا المنوال كل من ألف من الأطباء العرب، ويقول الزهراوي في كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف: لأن صناعة الطب طويلة، وينبغي لصاحبها أن يرتاض من قبل ذلك في علم التشريح الذي وضعه جالينوس حتى يقف على منافع الأعضاء، وهيأتها، ودرجاتها، واتصالها، وانفصالها، ومعرفة العظام، والعضلات، وعددها ومخارجها.
والظاهر أن الرازي قد مارس التشريح، فقد كان أول من ميز العصب الحنجري من الأصل الذي هو مضاعف في الجهة اليمنى.
علي ايقاع بسيط مصنوع من خليط المحبة والحنان لاحقاب كثيرة هدهدتنا امهاتنا لننام في سكينة وامان في اول حالة سجلت ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
حتى الممارسة العلمية وتراكم المعلومات التشريحية، جعل الأطباء العرب مع مرور الوقت يتجرأون على نقد جالينوس عندما يرون نقص في معلوماته أو عدم دقة في وصفه: عدة فصول من كتاب الشافي (لابن القف) كانت متخصصة للتشريح ووظائف أعضاء الجسم كالعظام، والعضلات، والأعصاب، والأوتار، والغضاريف، والرئتين، والمعدة، والكبد، والطحال، والكليتين والمثانة... الخ.. إن المعلومات آتية بشكل أساسي من اليونانية خصوصاً من كتابات جالينوس، ولكن ابن القف لم يكن تابعاً فقط أنه لم يقلد هذه المعلومات بدون مناقشة، ولكنه احضر أفكاراً جديدة وملاحظات أصيلة، وصحح أخطاء قديمة وغير دقيقة، مثلاً صحح معلومات تشريحية منقولة من قبل المجوسي وابن سينا بخصوص عظم الكتف والمثلثة، إنها تتصل مفصلياً بالعظام المجاورة كالترقوة والغرابى وتتجه إلى الأسفل لحماية عظام الكتف بما فيها عظام الذراع المتصلة بها، كما أوضح أهميتها للذراع ولحركة الكتف، ومثل آخر في أثناء نقاشه لتشريح الفم واللسان حيث وصف الغدد اللعابية بدقة ووظائفها في ترطيب وهضم الطعام.
كما وانتقد ابن النفيس (1288م) -معاصر ابن القف- أخطاء جالينوس في قوله إن بين البطين الأيمن والأيسر فتحة واحدة وفتحات صغيرة، كما وصف ابن النفيس الدورة الدموية الصغيرة في كتاب "شرح تشريح القانون".
فممارسة التشريح على الجثث كانت ظاهرة عامة، فهذا ابن النفيس يقول: أما تشريح العظام والمفاصل ونحوهما فيسهل في الميت من أي سبب كان موته، وأسهل ما يكون إذا مضى على موته مدة فني ما عليه من اللحم حتى بقيت العظام متصلة بالأربطة ظاهرة، فإن هذا لا يفتر فيه إلى عمل كثير حتى يوقف على هيئة عظامه ومفاصله. ويقول أيضاً: أما تشريح العروق الصغار التي في الجلد وما يتقارب منه فيعسر في الأحياء لما بيناه، وكذلك في الموتى الذين ماتوا لمرض ونحوه وحضورها ما كان من الأمراض وما يلزمه قلة الدم والرطوبات فتختفي تلك العروق.
قد اكتشف ابن النفيس وجود الدورة الدموية الصغرى ووصف تشريح القلب: وهذا التجويف هو التجويف الأيمن من تجويفي القلب وإذا لطف الدم في هذا التجويف، فلا بد من نفوذه في التجويف الأيسر حيث يتولد الروح، ولكن ليس بينهما منفذ فإن جرم القلب هناك مصمت، ليس فيه منفذ ظاهر كما ظن جماعة ولا منفذ غير ظاهر يصلح لنفوذ الدم كما ظنه جالينوس، فإن مسام القلب هناك مستحصفة وجرمه غليظ، فلا بد وإن هذا الدم إذا لطف نفذ في الوريد الشرياني إلى الرئة ليذوب في جرمها ويخالطه الهواء، ويتصفى ألطف ما فيه وينفذ إلى الشريان الوريدي ليوصل إلى التجويف الأيسر من تجويف القلب، وقد خالطه الهواء وصلح لأن يتولد فيه الروح.
ولم تقتصر أهمية ابن النفيس على اكتشاف الدورة الدموية الصغرى وإنما امتدت لتشمل الدورة الدموية بأسرها، وفيما يلي مجمل اكتشافات ابن النفيس فيما يتعلق بالقلب والدورة الدموية:
- إن تغذية القلب تحصل بواسطة الدم الذي يجري في العروق الموزعة في أنحاء القلب كله، وليس كما ادعى الجميع حتى الآن في البطين الأيمن من القلب، وبهذا يكون ابن النفيس أول من اكتشف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية.
- يجري الدم إلى الرئتين ليتشبع بالهواء وليس لمدهما بالغذاء (وهذا ما أكده هارفي فيما بعد).
- هناك اتصال بين أوردة الرئتين وشراينيهما يتمم الدورة الدموية ضمن الرئة (وهذا ما ادعى كشفه كولومبو فيما بعد).
- ليس في شرايين الرئتين أي هواء أو رواسب (كما ادعى جالينوس) بل دم فقط.
- إن جدران أوردة الرئتين أسمك بكثير من جدران شراينيهما وهي مؤلفة من طبقتين، وقد نسب زورا بعض المؤرخين إلى سافينيوس هذه الاكتشافات العظيمة وخاصة الأخيرة.
- ليس في جدران القلب الفاصل بين شطريه أي صمام بل إن الدم يجري في دورة متكاملة.
ويورد د. بول غليجونجي ثلاثة براهين على إن ابن النفيس قد مارس التشريح:
- المستند الأول، قول ابن النفيس "والتشريح يكذب كذا".
- المستند الثاني، قول ابن النفيس إنه شاهد المرارة مراراً.
- المستند الثالث، قول ابن النفيس عن فكرة ابن سينا عن القلب "قوله وفيه ثلاثة بطون وهذا كلام لا يحص فإن القلب له بطنان فقط".
اختلف الأطباء العرب في إحصاء عدد العظام والعضلات في جسم الإنسان مما يدل على إن هذا الاختلاف لم يكن من قبل الاجتهاد الفلسفي بل اعتمد على ممارسة التشريح، فبينما يذكر جالينوس إن عدد العضلات في جسم الإنسان هي أربعمائة وتسع وثمانون عضلة، يرى المحدثون من الأطباء العرب أنها خمسماية وتسع وعشرون عضلة، ويذكر أبو البركات البغدادي إن عددها خمسماية وثلاث عشر عضل. كما انتقد عبد اللطيف البغدادي جالينوس في قوله إن الفك الأسفل عظمتان وهو لا يكون إلا عظمة واحدة، "لقد أخبرنا أن هناك مجموعة من الجثث مفرقة، تلة في مقص لهذا فقد ذهبنا إلى هناك ولاحظنا من شكل العظام والمفاصل، واتحادها المفصلي، التشابه النصفي والمواقع التي لم نعرفها سابقاً، ويمكننا أن نقول أن هذه الموجودات لم تذكر في الكتب أو أن النص كان ناقصاً أو إلى شيء آخر، ما لاحظناه يختلف عما هو مكتوب، ما رأيناه يعتبر صالحاً ومبرهناً أكثر مما سمعناه بالرغم من أن جالينوس مارس درجة عالية من الدقة فيما قاله أو نقله".
تحدث ابن القف بتفصيل عن الدورة الدموية ولاحظ وقوع الشرايين خلف الأوردة من أجل حمايتها ودفئها، وذكر أن الشرايين والأوردة متصلة في معظم أنحاء الجسم من خلال الشعيرات كما وصف عمل الصمامات في القلب التي تسمح بمرور الدم في إتجاه واحد وهو بذلك أول عربي يوضح أهمية صمامات القلب، وذكر الصمامات الثلاثية للأبهر والشريان الرئوي، "واضح الدورة الدموية بدخول الدم من الكبد بالوريد الأجوف إلى القلب ثم خروجه من البطين الأيمن إلى الرئتين من خلال الصمام الثلاثي الذي لا يسمح بعودة الدم، وتحضر الهواء من الرئتين إلى الأذين الأيمن ويصف دخول الدم من الأذين إلى البطين بواسطة الصمام الثاني إلى البطين الأيسر الذي يسمح بدخول الدم فقط، ولا يسمح بالعودة".
ولم تكن صورة العلاقة بين الأوردة والشرايين واضحة لدى جالينوس وكان مختلف عليها، ولم يحددها ابن القف نظراً لميكروسكوبية العمل ولكنه وعى وجودها، فقد أعطى صورة" إذا انقطع وريد فإن جميع الدم في الجسم سواء كان وريدياً أم شريانياً سيخرج من الجسم".وتحدث أيضاً عن الشعيرات الدموية حيث تتصل الشرايين بالأوردة "إن الاتصال يجري في الفتحات المتصلة الصغيرة أصغر من أن ترى بالعين المجردة، حيث يتصل الواحد بآخر".
ويقول ابن القف في العمدة في صناعة الجراح "وأما وضع الشرايين والأوردة ففيه حكمة بالغة من الصانع تعالى ذكره، أما مجاورة أحدهما للآخر في أكثر من موقع لاحتياج أحدهما للآخر وذلك ليربط أحدهما بالآخر، ولتستفيد الأوردة من الشرايين حرارة طابخة لما فيها وحياة تسرى فيها وفيما داخلها، والشرايين منها لطيف الدم وبخارية وذلك في المسام المفضية من أحدهما إلى الآخر الخفية عن الحس". وبينما يصف الطبقات المحسوسة الظاهرة فإنه يصف طبقات الشرايين الفرضية، وأما طبقاته الخفية فأربعة الخارجة وليفها ذاهب عرضاً، وبهذه تكون حركة الانقباض وهو دفع البخار الدخاني وهذه أغلظ من الأولى بخمسة أضعافها لأن شأنها حفظ الروح والدم الكائنان فيه، وبينهما طبقة ذاهبة ورابا وبهذه يكون المسك وداخل الجميع طبقة أخرى شبهه بنسيج العنكبوت".
خصائص التشريح عند العرب
من خصائص التشريح عند العرب ما يلي:
- إن العرب لم يعرفوا التشريح كعلم مستقل وإنما من أجل فهم المرض ومعالجته، إلى أن جاء ابن النفيس (القرن الثالث عشرة مبلادي) ووضع أول كتاب مستقل في التشريح هو شرح تشريح القانون الذي ناقش فيه معلومات التشريح في قانون ابن سينا.
- اعتمدوا بشكل كبير على التصنيفات والمؤلفات اليونانية.
- ناقشوا هذه الآراء ولم يسلموا بها وخصوصاً مع مرور الوقت وازدياد الخبرة، "وتقول طبقات الشرايين أصلب من طبقات الأوردة على ما ثبت بالتشريح".
- البحث في التشريح من منطلق الفلسفة الفرضية ووجود مبرر منطقي لكل تكوين تشريحي، "وأصلب الأعضاء البسيطة العظام وذلك لأن بعضها أساس البدن والأساسي يجب أن يكون أقوى وأصلب لما هو أسس له مثل فقرات الظهر وبعضها دعامة للحركات ودعامة المشي يجب أن يكون قدامه صلب كعظم الفخذ".
- الوصف التفصيلي لكل الأجزاء مثلاً: التفصيل في وصف العظام وعددها.
- اكتشاف حقائق جديدة مثل الدورة الدموية الصغرى لابن النفيس، والأوعية الشعرية لابن القف وأشياء أخرى كثيرة.
- قدم الزهراوي جراح العرب آراء مبتكرة في حقول الجراحة والتشريح والباثولوجي، فقد طالب بتعقيم الجروح واستعمل الخمر لذلك، كما طالب بتشريح الأجسام بعد الموت لمعرفة سبب الوفاة كي يتسنى الاستفادة من المعلومات والنتائج التي يتحصل عليها في الأحوال المماثلة.
لقد كان تشريح الإنسان كاملاً بتفصيل كل الأعضاء يشابه إلى حدٍ كبير ما هو موجود حالياً إذا استثنينا الإمكانيات العلمية الجديدة كالكيمياء والمجهر، أعطانا صورة أكثر دقة عن تكوين جسم الإنسان ووظائفه والعلميات التي تتم فيه. ولكن المعلومات كانت مقنعة ومتلائمة مع النظرة الفلسفية والدينية للحياة التي كان الناس يحملونها في تلك الأيام، وإن فهم مدى التطور في هذا المجال مهم لتصور مدى التطور الذي حصل في مجال الجراحة والذي سيأتي في تناوله.
وأخيراً فقد أدى تطور الطب والجراحة إلى ازدياد الاهتمام بالتشريح، وإلى وضوح الصورة للجسم الإنساني، وإن هذا التطور قد حصل في بداية نهاية العصر الإسلامي العربي وقبل سيطرة الأتراك على البلاد الإسلامية ووضع نهاية لأي تطور محتمل في ظل الثقافة العربية الإسلامية.
لايوجد اعراض
لاني لم استخدمه الى الان