يعتمد علاج الوسواس القهري على العديد من الطرق، مثل العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي، ويمكن علاجه أيضًا باستخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن فوائد استخدام مضادات الذهان لعلاج الوسواس القهري، وكيفية استخدامها، وأعراضها الجانبية.

ما هو الوسواس القهري؟

يعد اضطراب الوسواس القهري أحد اضطرابات الصحة العقلية الشائعة التي يعاني فيها المريض من أفكار أو أحاسيس متكررة وغير مرغوب فيها تعرف بالهواجس، ويلجأ المريض من أجل التخلص من هذه الأفكار إلى القيام بأفعال قهرية متكررة، ظنًا منه أن تلك الأفعال القهرية ستساعده على التخلص من التوتر والقلق الذي تسببه تلك الهواجس.[1]

تتضمن تلك الأفعال القهرية تكرار غسل اليدين، والتحقق من الأشياء، وتتداخل هذه الأفعال بشكل كبير مع الأنشطة اليومية للشخص وتفاعلاته الاجتماعية، ويؤدي عدم أداء تلك السلوكيات عادةً إلى حدوث قلق وضيق عند المريض، وغالبًا ما يرتبط بخوف محدد من عواقب وخيمة محددة.[1]

للمزيد: أنواع الوسواس القهري

ما هي مضادات الذهان؟

مضادات الذهان هي نوع من الأدوية النفسية التي تحتاج إلى وصفة طبية، وتستخدم لعلاج الذهان، وبعض الحالات الأخرى التي تتضمن أعراضها تجارب ذهانية، مثل الفصام، وبعض أشكال الاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الحاد، كذلك يمكن استخدامها لعلاج اضطرابات جسدية، مثل مشكلات التوازن، والغثيان.[2]

يوصى بمضادات الذهان فقط إذا كان المريض يشكل خطرًا على نفسه أو على الآخرين، أو إذا كان يعاني من ضيق شديد، ويمكن وصف مضادات الذهان للمريض للاستخدام عن طريق الفم على شكل أقراص أو سائل، ويمكن أيضًا وصف بعضها كمحلول للحقن البطيء، يتم استخدامه كل بضعة أسابيع.[2]

للمزيد: أنواع مضادات الذهان

فجأة بلاقي نفسي بترعش كلي واسناني بيخبطوا في بعض ومش قادرة اتحرك من مكاني وده بيحصلي دايما بسبب او بدون سبب

هل تعالج مضادات الذهان الوسواس القهري؟

يمكن أن تستخدم مضادات الذهان لعلاج الوسواس القهري، حيث تساعد على تقليل القلق والأفكار الوسواسية المرتبطة بهذه الحالة، لكن قد لا تكون هذه الأدوية مناسبة تمامًا لعلاج الأفعال القهرية نفسها، ويجب أن تستخدم مضادات الذهان بشكل طويل الأمد للحفاظ على تأثيرها العلاجي، لذا يجب تناولها لأجل باستمرار لتظل فعالة.[3]

يجدر الذكر أنه من الضروري استشارة الطبيب والتحدث معه حول فوائد ومخاطر استخدام مضادات الذهان لنوع الوسواس القهري الذي يعاني منه المريض.[3]

للمزيد: ما هي أعراض الوسواس القهري؟

يمكن أن يستغرق العلاج بمضادات الذهان للوسواس القهري ما يصل إلى 4 أسابيع حتى يبدأ مفعول الدواء، ويظهر فرقًا ملحوظًا، لكن يمكن ملاحظة تغيرات طفيفة في أعراض الوسواس القهري لدى المريض بعد أسبوع أو أسبوعين، وفي حالات نادرة يستغرق الأمر بضعة أشهر قبل أن تظهر التأثيرات الكاملة للدواء.[3]

يمكن استخدام نوعين من الأدوية المضادة للذهان لعلاج الوسواس القهري، وهي مضادات الذهان من الجيل الأول، ومضادات الذهان من الجيل الثاني، وعادةً ما يتم اختيار مضادات الذهان من الجيل الثاني، والمعروفة أيضًا باسم الأدوية المضادة للذهان غير التقليدية، لأنها تساعد على تعزيز مفعول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية التي تستخدم أيضًا لعلاج الوسواس القهري. تشمل أفضل أنواع مضادات الذهان التي تعالج الوسواس القهري ما يلي:[4]

  • أريبيبرازول.
  • ريسبيريدون.
  • كويتيابين.
  • أولانزابين.

يمكن أيضًا استخدام دواء هالوبيريدول، وهو مضاد للذهان لكن من الجيل الأول، حيث يساعد أيضًا على زيادة مفعول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري، لكن على الرغم من أنه يساعد على علاج أعراض الوسواس القهري بشكل فعال، إلا أنه يسبب العديد من الآثار الجانبية، مثل اضطرابات الحركة الناجمة عن المخدرات لدى بعض الأشخاص مقارنة بمضادات الذهان غير التقليدية أو التي تنتمي إلى الجيل الثاني.[4]

اقرا ايضاً :

تأثير اختطاف الاطفال على نفسية الطفل المختطف

كيف تعالج مضادات الذهان الوسواس القهري؟

يمكن لمضادات الذهان أن تساعد على تقليل المستويات المفرطة من الدوبامين والنورإبينفرين، وزيادة مستويات السيروتونين المنخفضة في الدماغ، مما يساعد على التقليل من أعراض الوسواس القهري، في بعض الحالات، يحتاج مرضى الوسواس القهري إلى استخدام مضادات الذهان لبضعة أشهر فقط للسيطرة على أعراضهم، لكن بشكل عام توصف مضادات الذهان كخيار علاج طويل الأمد.[3]

يجب تناول مضادات الذهان بانتظام وبالجرعة الموصوفة لكي ينجح علاج الوسواس القهري بشكل فعال، كذلك يجب عدم التوقف فجأة عن استخدام تلك الأدوية، حيث يمكن أن تسبب أعراض انسحاب أو انتكاسة للوسواس القهري.[3]

للمزيد: طرق علاج الوسواس القهري

جرعات مضادات الذهان للوسواس القهري

لا توجد توصيات محددة بشأن جرعات مضادات الذهان في حالة الوسواس القهري، بشكل عام يجب تناولها فقط بجرعات منخفضة إلى متوسطة، لكن الجرعات المتوسطة إلى المرتفعة تكون أكثر فعالية من الجرعات المنخفضة.[4]

تتضمن الجرعات الموصى بها من مضادات الذهان لعلاج الوسواس القهري ما يلي:[4]

  • أريبيبرازول: 15-30 ملغ / يوم.
  • ريسبيريدون: 1-2 ملغ / يوم.
  • كويتيابين: 150-600 ملغ / يوم.
  • أولانزابين: 5-10 ملغ / يوم.

يجدر الذكر أن استخدام مضادات الذهان لعلاج الوسواس القهري لا يشبه استخدامه لعلاج الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، حيث يمكن استخدام جرعات أقل بكثير للمساعدة في علاج الوسواس القهري.[4]

للمزيد: أدوية علاج الوسواس القهري

الآثار الجانبية لمضادات الذهان

تشمل أهم أعراض مضادات الذهان ما يلي:[3]

  • زيادة الوزن.
  • النعاس.
  • جفاف الفم.
  • التقلبات المزاجية.
  • ضعف الانتصاب، وسرعة القذف، وانخفاض الرغبة الجنسية.

يمكن لبعض مضادات الذهان أيضًا أن تزيد من خطر الإصابة بحالات صحية أخرى، ، مثل مرض السكري من النوع 2، وانخفاض ضغط الدم، واضطرابات في الجهاز الهضمي، والأرق، وأمراض القلب.[3]

نصيحة الطبي

يمكن أن تستخدم مضادات الذهان لعلاج الوسواس القهري وتخفيف أعراض القلق والتوتر المصاحبة له، لكن يجب استشارة الطبيب للحصول ومعرفة ما إذا كانت مناسبة للحالة أم لا، وتحديد الجرعات المناسبة.