يعد القلق والاكتئاب من اضطرابات المزاج الشائعة، والتي يمكن أن يتزامن الإصابة بها في نفس الوقت، وكثيرًا ما يكونا عرضًا أو سببًا لبعضهما البعض، من الطبيعي الشعور بالقلق أو الاكتئاب من وقت لآخر، إلا أن تكرار الشعور أو استمراره لفترة طويلة غالبًا ما يتطلب تشخيصًا وعلاجًا طبيًا.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن القلق والاكتئاب، وأعراض كل منهما، وطرق التشخيص والعلاج لكل منهما.
محتويات المقال
ما هو الاكتئاب؟
يعد الاكتئاب من الاضطرابات المزاجية الأكثر شيوعاً التي تتداخل مع مشاعر الشخص وأفعاله بشكل كبير، كما أنه يؤثر على جودة الحياة الطبيعية، ويمكن أن يسبب عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي اعتاد الفرد على الاستمتاع بها من قبل. [1][2]
ما هو القلق؟
يعرف القلق على أنه مجموعة من المشاعر المختلفة التي يمكن أن يشعر بها الشخص بشكل طبيعي في بعض المواقف اليومية، مثل اختبارات المدرسة ومسؤوليات العمل، وغيرها. ولكن في حالة الشعور بالقلق المستمر والشديد في معظم الأيام لعدة أشهر، فإنه من الممكن أن يكون مؤشرًا للإصابة بأحد اضطرابات، مثل اضطراب القلق العام، والتي تؤثر على الحياة والأنشطة اليومية للفرد. [3][4]
الرابط بين القلق والاكتئاب
يعد كل من القلق والاكتئاب من الاضطرابات المزاجية، ولكل منهما أعراض عامّة شائعة، حيث غالبًا ما يسبب القلق الشعور بالتوتر، أو العصيبة، أو الخوف، أمّا الاكتئاب فإنه عادةً ما يسبب الشعور بالحزن أو الإحباط.
لكن، قد تختلف أعراض كل من القلق والاكتئاب من شخص لآخر، فقد يصاحب الاكتئاب لدى البعض الشعور بالخوف أو العصبية، لذلك تمثل بعض الأعراض تحديّا لتشخيص فيما إذا كانت ناتجة عن القلق أم الاكتئاب.
كما أنه من الممكن أن تتصاحب الإصابة بكلا الاضطرابين معًا، حيث وجدت دراسة استقصائية عالمية أجريت عام 2015 أن 41.6% من الأشخاص أبلغوا عن إصابتهم بالاكتئاب الشديد واضطراب القلق خلال 12 شهرًا. [3]
يشترك كل من القلق والاكتئاب في العديد من الخيارات العلاجية، فكلاهما يمكن أن تتم السيطرة على أعراضه من خلال العلاج النفسي أو تناول بعض الأدوية التي تساهم في علاج كل من القلق والاكتئاب.
وقد يكون الرابط المشترك بين القلق والاكتئاب هو طريقة العلاج لكل منهما، والتي تتمثل في الحصول على الدعم من أخصائي الصحة العقلية والنفسية، والحصول على بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب. [2][3]
عندما أقدم مواضيع أمام الطلاب والدكتور في قاعة العرض أعاني من مشكلة الضحكة على أتفه الأسباب وأيضا أعانيها عند المواقف الجدية أو الاجتماعات، وخصوصا عندما أتحدث أمام الجميع بحيث أتفه الأسباب تجعلني أضحك
أوجه الاختلاف والتشابه بين القلق والاكتئاب
تتشابه بعض أعراض القلق والاكتئاب في كثير من الحالات، لكن هناك بعض الأعراض التي تعد أكثر شيوعًا في حالات الاكتئاب مقارنةً بالقلق أو العكس.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا مع اضطراب القلق ما يلي: [3]
- صعوبة في السيطرة على مشاعر الخوف والقلق.
- الشعور بالخوف الشديد، أو بنوبات من الذعر.
- التعب المستمر.
اقرأ أيضًا: أعراض القلق الجسدية
بينما تشمل أعراض الاكتئاب ما يلي: [3][4]
- فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة، والهوايات المعتادة.
- الشعور باليأس أو التشاؤم.
- فقدان الطاقة أو الشعور بالكسل.
- تغيرات في الشهية والوزن.
- صعوبة في التركيز، أو اتخاذ القرارات، أو تذكر المعلومات.
- الشعور بالأوجاع والآلام غير المبررة.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- الشعور بالذنب وعدم القيمة أو العجز.
- التفكير بالانتحار أو إيذاء النفس.
تشمل الأعراض التي يشترك كل من القلق والاكتئاب بها ما يلي: [3][4]
- اضطرابات النوم.
- تغير في مستويات النشاط والطاقة.
- مشكلات في التركيز والذاكرة.
- آلام الجسم أو اضطرابات المعدة غير المبررة.
كذلك يتشابه الاكتئاب واضطراب القلق العام في طريقة علاج كل منهما، والتي تتمثل في العلاجات النفسية والأدوية. [4]
اختبر نفسك: هل تعاني من الاكتئاب؟
كيف يتم تشخيص القلق والاكتئاب؟
لا توجد طرق تشخيص أو اختبارات محددة يمكن من خلالها تشخيص القلق والاكتئاب، ولكن يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء بعض اختبارات الدم لاستبعاد أي من الحالات الصحية الأخرى التي قد تسبب أعراض مشابهة للأعراض التي يشكو منها المريض.
كذلك سيقوم الطبيب بطرح أسئلة حول الأعراض التي يعاني منها الشخص، مثل مدة الإصابة بها وكيفية تأثيرها على الحياة اليومية، ويمكن أن يستخدم استبيانًا للمساعدة في تقييم الأعراض. [1]
وحيث أنه قد يكون من الصعب للفرد أن يجيب بعض الأسئلة اللحظية بشكل فوري أو دقيق، فيما يلي بعض الاقتراحات التي يوصى بها للاستعداد قبل الذهاب إلى الطبيب المعالج: [1]
- إعداد قائمة بجميع الأعراض، ومدة الإصابة بها، وكيف تؤثر على الحياة اليومية، والتفاعل مع الآخرين.
- شرح أي ظروف تساهم في ظهور هذه الأعراض أو تكرارها أو تفاقم شدتها.
- إعداد قائمة بجميع الأدوية التي يتم تناولها في الوقت الحالي، ويشمل ذلك أي مكملات غذائية أو أدوية يتم تناولها بدون وصفة طبية.
كذلك يمكن أن يتم تشخيص كل من القلق والاكتئاب وفقًا للمعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وذلك كما يلي: [3]
- تشخيص الاكتئاب: يعتمد على اختبار المريض ما لا يقل عن خمسة من أعراض الاكتئاب الرئيسية في معظم أيام الأسبوع، ولمدة أسبوعين على الأقل.
- تشخيص القلق: يعتمد على الشعور بالقلق على نحو مفرط لا يمكن السيطرة عليه، بالإضافة إلى اختبار ثلاثة من أعراض القلق الأخرى في معظم الأيام، ولمدة 6 أشهر على الأقل.
اختبر نفسك: هل تعاني من القلق؟
طرق علاج القلق والاكتئاب
عادة ما يتم علاج القلق والاكتئاب من خلال عدة طرق تشمل: العلاج النفسي، واستخدام الأدوية، والعلاجات الوقائية.
العلاج النفسي
يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي لعلاج بعض حالات القلق والاكتئاب، وتشمل طرق العلاج النفسي ما يلي: [2][3]
- العلاج بالتحدث: يمكن أن يساعد تحدث الطبيب المختص مع المريض على معرفة أفكار المريض، ومشاعره، وطريقة تأثيره على السلوك والمزاج العام.
- العلاج السلوكي المعرفي: وهو أحد الأنواع الرئيسية للعلاج بالكلام، ويساعد المريض على معرفة كيفية التفكير والتصرف بشكل مختلف للتوقف عن إثارة القلق أو الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: علاج القلق
استخدام الأدوية
يمكن أن يصف الطبيب المختص بعض مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائي (SSRI) أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRI)، أو وصف أدوية أخرى، مثل البوبروبيون و الميرتازابين؛ للمساعدة على علاج أعراض كل من الاكتئاب والقلق، وفي بعض الأحيان يوصي الطبيب بكل من العلاج الدوائي مع العلاج النفسي. [2]
يمكن أن يتم ملاحظة فعالية العلاجات الدوائية في تخفيف الأعراض خلال فترة تمتد من أسبوعين أو أكثر، ويوصى باستشارة الطبيب في حال ظهور أعراض جانبية مزعجة لأحد الأدوية. [2]
العلاجات الوقائية
يمكن اتباع بعض الطرق للتخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق، تتمثل فيما يلي: [2]
- ممارسة الرياضة: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تحسين الحالة المزاجية، والرضا عن النفس، وتحسين العلاقات مع الآخرين، ويمكن أن تساهم في علاج حالات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة.
- تقنيات الاسترخاء: يمكن أن تقلل بعض تقنيات الاسترخاء، مثل اليوجا، والتأمل من القلق، وذلك عند ممارستها لمدة 2-5 دقائق فقط خلال اليوم.
- اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن تعزز بعض الأطعمة المغذية من الحالة النفسية وتزيد من طاقة الجسم، لذا ينصح بتناول أطعمة، مثل البروتينات الخالية من الدهون، والمكسرات، والبذور، والفواكه، والخضروات، والحد من السكر، والكافيين، والأطعمة المصنعة.
اضطراب الطيف التوحدي هو مجموعة من اضطرابات النمو العصبية المعقدة والتي تتميز بالاضطرابات في العلاقات الاجتماعية وصعوبات التواصل فضلا عن ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
نصيحة من الطبي
يمكن أن يشكل القلق والاكتئاب العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر على طبيعة وجودة الحياة، لذا ينصح باتخاذ الخطوات الضرورية واستشارة الطبيب في حال الشعور بأيّ منها.