تنتشر الاضطرابات والأمراض النفسية بشكل كبير حول العالم، وأصبحت العديد من هذه الحالات معروفة بأعراضها الواضحة وأساليب علاجها المختلفة بين المتخصصين والعامة، مثل: القلق والاكتئاب. ومع ذلك، توجد بعض الاضطرابات النفسية النادرة التي قد تكون مجهولة للكثيرين ولا تتوافر لها العديد من الدلائل للتعامل معها بالطرق الطبية التقليدية. [1][2]

 ما هو الاضطراب النفسي؟

يُعرف الاضطراب النفسي بأنّه خلل في قدرة الفرد على الإدراك أو تنظيم المشاعر أو السلوك، وغالبًا ما يصاحب ذلك تأثير سلبي على روتين الحياة اليومي. وتُعدّ الأمراض النفسية واحدة من أكثر الأمراض تأثيرًا على مستوى العالم، حيث تشير الإحصائيات أنّ واحد من كل 8 أشخاص على مستوى العالم يعاني من أحد الاضطرابات النفسية. [1]

أمراض نفسية نادرة

رغم وجود الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية المنتشرة، والمعروفة من العامة أو أخصائيين الصحة النفسية، إلا أنّه يوجد بعض الأمراض النادرة جدًا لدرجة أن أخصائيي الصحة النفسية قد لا يواجهونها أبدًا طوال مسيرتهم. [2]

وفيما يلي نذكر 5 اضطرابات نفسية نادرة: 

اضطراب اللاكتريا السريرية

تُعتبر اللاكتريا السريرية (الإنجليزية: Clinical Lycanthropy) من الاضطرابات النفسية النادرة التي يُظهر فيه الشخص المصاب اعتقادًا جادًا بالقدرة على التحول إلى ذئب أو حيوان آخر أو أنه بالفعل حيوان غير بشري. ورغم أن الأبحاث حول هذا الاضطراب قليلة بسبّب ندرة الحالات، إلا أنّه مُوثق عبر التاريخ في الأساطير والثقافات المختلفة. [3]

يرتبط هذا المرض بالعوامل البيئية، والثقافية، والاجتماعية الخاصة بالشخص المصاب، وتختلف أسباب المرض من حالة إلى أخرى، لذا يُعد هذا المرض من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا. [3]

يُرجح الخبراء أنّ الأسباب الرئيسة وراء الإصابة باضطراب اللاكتريا السريرة هي الإصابة بمتلازمة الوهم التمييزي (بالإنجليزية: Delusional Misidentification Syndromes) وهي مجموعة من الاضطرابات التي يعاني فيها الأشخاص من عدم القدرة على التعرّف على الأشياء المعروفة والمألوفة للأشخاص العاديين أو الاعتقاد بأن هذه الأشياء قد تحولت إلى شيء آخر وهو ما يسبّب تشويه في القدرة على الإدراك والتمييز. [3]

يُرجح آخرون أن الحالة ترجع إلى ما يسمى بالأمراض المرتبطة بثقافات معينة (بالإنجليزية: Culture-Bound Syndrome) أي الأمراض المعروفة بمجموعة من الأعراض والعلامات، التي تنحصر على عدد محدود من الأشخاص أو الثقافات لأسباب تتعلق بالخصائص الاجتماعية والنفسية المشتركة بينهم. [3]

تشمل أعراض اللاكتيريا على مجموعة من العلامات التي يعاني منها المصابون، مثل: [3]

  • الادّعاء برؤية تغيرات جسدية عند النظر في المرآة كطول الأسنان أو نمو المخالب والشعر.
  • إصدار أصوات حيوانية، مثل: العواء أو الهدير. 
  • تناول اللحوم النية أو الرغبة في ذلك.
  • تقليد طريقة مشي بعض الحيوانات والمشي باستخدام اليدين والقدمين (المشي على أربع).

كما يعتقد بعض المصابين أنّ الأشخاص من حولهم يتحولون أيضًا إلى حيوانات، بينما يُشير آخرون إلى أنهم يُدركون أنفسهم كبشر لفترات قصيرة، لكن سرعان ما يعود إليهم الشعور بأنهم حيوانات. [3]

لا يوجد علاج واضح لهذا الاضطراب، ويتم العلاج لكل حالة على حدة، وقد يصف بعض الأطباء بعض مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان.
قد تتحسن الأعراض مع استخدام هذا النوع من الأدوية لكن يُشير الكثير من الخبراء لضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة المزيد عن إجراءات العلاج الصحيحة. [3]

اضطراب تبدد الشخصية والغياب عن الواقع

اضطراب تبدد الشخصية والغياب عن الواقع (بالإنجليزية: Depersonalization/Derealization Disorder) هو أحد الاضطرابات النفسية النادرة الذي يتضمن شعور مستمر ومتكرر بالانفصال عن النفس سواء جسديًا أو عقليًا، والإحساس المشوش بالواقع، ويظهر ذلك في شكلين: [4] 

  • تبدد الشخصية: يشعر الشخص المُصاب بأنّه خارج جسده كما لو كان يراقب نفسه من بعيد، كما يُصاحبه شعور بفقدان السيطرة على الأفعال والأقوال.
  • تبدد الواقع: والذي يُشير إلى الشعور بأن البيئة المحيطة غير حقيقية أو مشوشة، أو أن الحياة تبدو كالحلم .

على عكس الاضطرابات العقلية الأخرى، يُدرك المصابون باضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع جيدًا أن ما يشعرون به غير حقيقي، ورغم ذلك الإدراك، يتسبب هذا الشعور في قلق وخوف شديدين من احتمالية الإصابة بالجنون أو فقدان القدرة على التحكم في النفس. [4]

غالبًا ما تظهر أعراض هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة المبكّرة، ويمكن أن تظهر بصورة طفيفة في مرحلة الشباب، ونادرًا ما تظهر  بعد سن الأربعين، وتضم هذه الأعراض ما يلي: [4]

  • الشعور بالانفصال عن النفس كما لو أنّ الشخص المصاب يشاهد حياته كأنها فيلمًا سنيمائيًا.
  • العجز عن التعرّف على العواطف أو وصفها.
  • غياب القدرة على التحكم في الكلام أو الحركة.
  • الشعور بعدم الاتصال بالجسد أو العقل. 
  • عدم القدرة على ربط العواطف بالذكريات. 
  • الشعور بأن شكل وحجم أطراف الجسم غريب وغير متناسب. 
  • الشعور بالانفصال عن البيئة، والأشياء، والأشخاص.

لا يزال السبّب الرئيسي لهذا الاضطراب غير معروف، ولكن يرجح المختصين الأسباب التالية لحدوثه: [4] 

  • التعرّض لصدمات في الماضي كسوء المعاملة الجسدية والنفسية أو الإهمال في مرحلة الطفولة.
  • فقدان أحد الأشخاص المقربين بشكل مفاجيء.
  • القلق، والاكتئاب، وقلة النوم، لفترات طويلة. 

يتضمن علاج اضطراب تبدد الشخصية والغياب عن الواقع ما يلي: [4]

  •  العلاج النفسي، وخاصةً:
    •  العلاج السلوكي المعرفي لتعلّم كيفية التحكم في التفكير الوسواسي والشعور بالانفصال، والتدريب على استخدام الحواس لمساعدة على الاتصال بالواقع، مثل: الاستماع إلى الموسيقى أو الإمساك بمكعب ثلج للشعور بالإحساس. 
    • العلاج النفسي الديناميكي الذي يركّز على التعامل مع المشاعر السلبية التي يميل الناس إلى الانفصال عنها.
  • استخدام بعض الأدوية رغم عدم وجود أدوية معتمدة مخصصة لهذه الحالة، لكن قد يلجأ بعض المختصين إلى وصف أدوية مضادة للقلق والاكتئاب لتخفيف الأعراض.

في بعض الأحيان قد يتعافى المصابون باضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع بشكل طبيعي دون أي علاج. [4]

متلازمة ديوجانس

تُعد متلازمة ديوجانس (بالإنجليزية: Diogenes Syndrome) إحدى الاضطرابات النفسية النادرة التي تصيب كبار السن رجالًا ونساءً وتتميز بظهور أعراض غريبة، مثل: [5]

  • اكتناز الأشياء بصورة مبالغ فيها.
  • العيش في منازل متسخة، وسوء النظافة الشخصية.
  • العزلة عن المجتمع، وغالبًا ما يعيش الأشخاص المصابون بهذه الحالة بمفردهم دون إدراك أن هناك مشكلة في النظافة الشخصية أو المنزلية. 

كما قد يُظهر الأشخاص المصابين تغيرات في الشخصية، وسلوكيات أخلاقية غريبة أو غير لائقة وغالبًا ما يُشار أن هذه الحالة مرتبطة ببعض الأمراض النفسية، مثل: [5]

  •  الفصام.
  • الوسواس القهري.
  •  الاكتئاب.
  • الخرف.

قد تؤدي الظروف المصاحبة لهذه الحالة إلى الإصابة ببعض الأمراض، مثل: الالتهاب الرئوي أو بعض الحوادث، مثل: الحرائق، والتي غالبًا ما تكون هي المرشد للأشخاص المصابين بالحالة. [5] 

يُعد علاج متلازمة ديوجين أمرًا معقدًا لأنه يعتمد على تقييم كفاءة الشخص وقدرته على المشاركة في العلاج، وقد يكون العلاج النفسي السلوكي أحد الطرق العلاجية، كما قد تستخدم بعض الأدوية، مثل: [5] 

  • الأدوية المضادة للقلق. 
  • أدوية الوسواس القهري. 
  • أدوية الاكتئاب.
  • أدوية الذهان. 

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق

متلازمة ستندال

تُصنف متلازمة ستندال (بالإنجليزية: Stendhal Syndrome) على أنها واحدة من الاضطرابات النفسية النادرة‏، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر أثناء أو بعد رؤية صورة فنية شديدة الجمال، وتوصف هذه المتلازمة على أنها اضطراب نفسي جسدي، أي أنها قد تسبب أعراض نفسية مصحوبة بأعراض جسدية. [6]

تعود تسمية هذه المتلازمة إلى الاسم المستعار للمؤلف الرومانسي ماري-هنري بيل كما تُعرف أيضًا بمتلازمة فلورنتين (بالإنجليزية: Florentine Syndrome)‏. [6]

تظهر الأعراض بشكل مفاجئ بعد مشاهدة شئ فائق الجمال، مثل الفنون البصرية، أو المعمارية، أو المشاهد الطبيعية الخلابة كشروق الشمس أو منظر الجبال وأهم هذه الأعراض ما يلي: [6]

  • تسارع في ضربات القلب.
  • الدوار.
  • الإغماء. 
  • القلق.
  • بعض الآلام في الصدر.
  • التعرق.
  • الهلوسة.

غالبًا ما تكون الأعراض مؤقتة ولا تتطلب تدخل طبي أو دوائي، لكن يمكن التخفيف منها عبر أخذ قسط من الراحة عند بدء الشعور بالأعراض أو التنفس العميق للتخفيف من القلق المصاحب. [6]

متلازمة اليد الغريبة

متلازمة اليد الغريبة (بالإنجليزية: The Alien Hand Syndrome)‏ هي حالة طبية نادرة يعاني خلالها المصابون من فقدان السيطرة على إحدى يديهم حيث يفقد العقل القدرة على إعطاء اليد "الغريبة" توجيهات مثل اليد الأخرى، أي أنها تتصرف كما لو كان لها عقلها الخاص وتمتلك إرادتها الخاصة. 

تظهر أعراض متلازمة اليد الغريبة كالتالي: [7]

  • فقدان أو صعوبة السيطرة على اليد، وفي أحيانٍ كثيرة قد تبدأ اليد في تنفيذ حركات غير ضرورية، أو غير مناسبة للمواقف، مثل: لمس الوجه، أو الملابس، أو التقاط شئ ما دون وجود رغبة لذلك.
  • شعور قوي أن هذه اليد لا تنتمي حقيقةً إلى الجسد. 

لا يوجد سبب رئيسي لمتلازمة اليد الغريبة، ولكنها ناتجة عن إصابة أو خلل معين في الدماغ أدّى إلى التأثير على مراكز الحركة والتحكم. [7]

 اعتمدت جميع حالات العلاج الخاصة بمتلازمة اليد الغريبة على تجارب وحالات فردية، ولا يوجد علاج متعارف عليه لهذه المتلازمة، لكن يُمكن اللجوء إلى بعض التقنيات المساعدة لعلاج المضاعفات الجسدية والنفسية المصاحبة للحالة، مثل: [7] 

  • العلاج السلوكي المعرفي: لمساعدة المصابين على التكيّف مع الحالة وتغيير نظرتهم تجاه يدهم الغريبة. 
  • تشتيت انتباه اليد الغريبة: يمكن تشتيت انتباه اليد بإشغالها ببعض الأنشطة البسيطة وغير المحرجة، مثل: اشغالها بحمل مجلة أثناء القيام بالأنشطة اليومية.
  • تقنيات التدريب البصري المكاني: تعمل هذه التقنيات على تحسين الإدراك تجاه اليد الغريبة بالنسبة لبقية الجسم لاستعادة التحكم التدريجي في اليد. 
  • حقن توكسين البوتولينوم: والتي قد تساعد في تقليل الأعراض بنسبة قد تصل إلى 80%.

نصيحة الطبي

يُعد الاضطراب النفسي خللًا يصيب العقل ويؤثر على التفكير والسلوك والقدرة على التعامل مع الأنشطة اليومية; لذا يجب توفير البيئة اللازمة والاهتمام الكافي لمساعدة المصابين على التعافي بسرعة. يمكنك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد عبر موقع الطبي للتحدث مع أحد الأطباء والمعتمدين لمعرفة المزيد عن الاضطرابات النفسية وكيفية التعامل معها. 

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق