الجلطة هي تأذي وتنخر وتموت جزء من العضلة القلبية بسبب انسداد الشريان الاكليلي المغذي لهذا الجزء، أو نقص جريان الدم فيه. وتحدث احياناً بسبب عدم التوازن بين الوارد من الدم وحاجة القلب من الاوكسجين.

ويسبق الانسداد عادة تضيق في الشريان الاكليلي بسبب التصلب الشرياني. وفي احيان اخرى ينسد الشريان بصمّة أو بتسليخ في طبقته الداخلية، أو بتشنجه أو التهابه. واحياناً بسبب شذوذ خلقي عندما ينشأ الشريان الاكليلي من الشريان الرئوي بدلاً من الأبهر.

أسباب الجلطة

وعندما نتطرق إلى الأسباب فإننا نتكلم عن العوامل التي تؤدي الى تصلب الشريان الاكليلي المغذي للقلب، وبالتالي انسداده وحدوث الجلطة. وأهم هذه العوامل:

  • زيادة شحوم الدم، وبخاصة الكولسترول: اذ تشير دراسات بيئية عدة الى أن فرط كوليسترول الدم يعتبر من العوامل الخطيرة الكبرى المؤهبة، والتي تسبق حدوث التصلب الشرياني. وقد أكدت الاحصائيات إن ثلث المصابين بالجلطة لديهم شكل من أشكال زيادة شحوم الدم، سواء الكوليسترول أو الشحوم الثلاثية، أو كليهما معاً.
  • ارتفاع التوتر الشرياني: يؤدي بشكل غير مباشر الى تصلب الشرايين. وقد يكون ذلك عن طريق مادة الرينين المفرزة من الكلية، أو عوامل أخرى تقود الى تبدلات خلوية تؤدي الى التصلب. كما أن ازدياد الضغط على الغشاء البطاني للشريان يؤدي لتأذيته وجرحه وحدوث التصلب به.
  • التدخين: يعتبر أقوى عنصر يؤدي الى التصلب، وله علاقة واضحة بزيادة نسبة حدوث التصلب الشرياني. ويعتقد أن أول اكسيد الفحم هو سبب تخريب بطانة الشريان، كما أن مادة النيكوتين تحرر أمينات الكاتيكول التي تساعد على تراص وتجمع الصفيحات، التي تسد لمعة الشريان. كما يؤثر النيكوتين على شحوم الدم تأثيراً سلبياً. كما تُشنج مادة النيكوتين الشرايين الإكليلية والتدخين ولو بكميات قليلة، يضاعف نسبة الخطورة الناجمة عن العوامل الأخرى المؤدية للتصلب، كالكوليسترول والسكري. وتدخين «البايب» له نفس الضرر، لأن المدخن اعتاد الاستنشاق والتدخين، ونخص الشابات اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، قد زاد جداً من نسبة حدوث الجلطات لديهن. وايقاف التدخين يخفض مباشرة من خطورة اصابة الشرايين وتصبح الخطورة بعد سنتين من ايقاف التدخين مساوية لمثليها لدى غير المدخنين.
  • السكري: يؤدي الى تصلب الشرايين في القلب بنفس الطريقة التي يؤدي فيها إلى اصابة اوعية الكلية بتأثير الطبقة العضلية الملساء في جدار الأوعية.
  • الذكورة: يوجد عامل واقٍ طبيعي من التصلب عند الاناث وهو هرمون الأستروجين. ولكن لسوء الحظ فإن اعطاء مقادير كبيرة من الهرمونات الأستروجينية للذكور المصابين باحتشاء قلبي مع سرطان البروستات، يزيد من نسبة الوفيات.
  • عوامل أخرى: وهي ليست أساسية، كاستهلاك كمية كبيرة من السكريات والاكثار من تناول القهوة وشرب المياه العسرة والزمرة الدموية الخاصة، والمناخ الملائم والضجيج والهواء الملوث، وفرط وجود البول في الدم والتوزع الجغرافي والوضع الاجتماعي. ولوحظ أن النساء اللواتي لدى أزواجهن اصابة تصلب في الشرايين الاكليلية لديهن خطورة مضاعفة بالاصابة بنفس المرض.

الاعراض

- عادة يشتكي المصاب بتضييق الشرايين من آلام صدرية بشكل ضغط أو عصر أو شد أو ثقل في الصدر. وتأتي أثناء الجهد، أو صعود السلالم أو بعد وجبة دسمة ثقيلة، أو بعد المناسبات الزوجية. وينتشر الألم احياناً الى الذراع الأيسر او الفك، وقد يترافق بتعرق أو غثيان، ويستمر لدقائق ويزول بالراحة، أما عند حدوث الاحتشاء، أي الجلطة، يصبح الألم اثناء الراحة، ويكون شديداً جداً، ولا يزول من تلقاء نفسه، الا بعد تناول مسكنات فاعلة وقوية، ويستمر لفترة تزيد على نصف ساعة، ويترافق بتعرق بارد غزير، واقياء أو غثيان مع انتشاره كما سبق.

- اذا كان المريض يعاني من نوبة خناق الصدر، فعليه أن يرتاح ويتناول حبة "تتروغليسرين" تحت اللسان، اما المصاب بآلام الحلق فعليه الاضطجاع في المكان الذي هو فيه، ويتصل بأقرب طبيب، أو ينقل فوراً ومن دون حركة تلقائية الى أقرب مستشفى مجهز بعناية مشددة قلبية.

- هنا نلفت النظر لضرورة وجود عناية مشددة قلبية جوالة بسيارة الاسعاف المجهزة، لأن معظم الاختلاطات الخطيرة والوفيات تحصل في الساعات الأولى، وقبل وصول المريض الى غرف الاسعاف.

التشخيص

تعتبر القصة الموصوفة للألم مع تخطيط القلب الكهربائي وفحص الدم لمعايرة الخمائر القلبية، هي مفتاح التشخيص، وهناك طرق حديثة للتشخيص بالأمواج فوق الصوتية، مثل ايكو دوبلر ملون، حيث يحدد حجمها بدقة هائلة.

من سنة عملت رسم قلب بين وجود خوارج بطينية والهولتر بين أنها معزولة وفحوصات الدم والغدة كلها طبيعية فطمأنني الطبيب مع تناول اندرال. والايكو الجديد من يومين بين وجود تمدد بالأذين الأيسر وقصور قلب انبساطي لم يكونوا في الإيكو القديم. فهل الخوارج هي السبب في ذلك أم ارتجاع الميترالي أم ممارسة تمارين الجيم.

الوقاية

  •  
    • ايقاف التدخين.
    • انقاص الوزن بالحمية.
    • مراقبة التوتر الشرياني ومعالجة ارتفاعه بدقة.
    • ضرورة تقيد مريض السكري بالحمية والدواء وضبط سكر الدم.
    • تخفيض نسبة شحوم الدم بالحمية والأدوية.
    • ضرورة ممارسة الرياضة الخفيفة بالحمية والحركة.

العلاج

إن الوسائل الحديثة والمتقدمة في تحديد الأسباب وتجنبها ومعالجة المريض بالمراقبة المستمرة والدقيقة وتدارك الاختلاطات ببدئها ومعالجتها هي أساس العلاج. ولم تعد الجلطة ذلك المرض المرعب غير القابل للشفاء .

اقرأ أيضاً:

احتشاء القلب : ما هي ؟ و كيف تعالج ؟؟- الجلطة القلبية

القسطرة تبلسم آلام المريض وتقلل المضاعفات المستقبلية للجلطة

قسطرة القلب: ما الذي يجب أن تعرفه عنها

المصدر:

اقرا ايضاً :

الأمراض المزمنة و إيقاف الدواء   (وهل ينفع الحل المؤقت للمشكلة الدائمة ؟)

نُشرت هذه المقالة أيضاً في مجلة بلسم.