يمكن أن تشكل الجلطة القلبية هاجساً لدى الكثيرين، فنجدهم يسارعون بالبحث حول أسباب الجلطة القلبية وأعراضها فور معاناتهم من أي ألم في منطقة الصدر أو صعوبة في التنفس.

فكيف تحدث الجلطة القلبية؟ وما هي أسباب الجلطات، والعوامل التي تزيد من حدوثها؟ هذا ما تجد الإجابة عنه في المقال التالي.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

تعتبر الجلطة القلبية، أو ما تعرف باسم النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب، من الأمراض الشائعة، خاصة لدى كبار السن، والتي من الممكن أن تتسبب بوفاة الفرد أو حدوث مضاعفات طويلة الأمد لديه. [1،2]

ومن الممكن أن تساعد معرفة أسباب النوبة القلبية وعوامل خطر الإصابة بها بالوقاية من حدوثها وتقليل احتمالية الإصابة بها، حيث أن هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تحكم بها والتخلص منها. [1،3]

وفي ذات الوقت، هناك عوامل وأسباب لحدوث النوبة القلبية لا يمكن التحكم بها، لكن من الممكن أن تساعد معرفتها بتحديد الفرد الذي يمكن أن يصاب بالنوبة القلبية، ومراقبته جيداً، ونقله سريعاً على المشفى عند معاناته من أعراض النوبة القلبية. [1،3]

كيف تحدث الجلطة القلبية؟

تحدث النوبة القلبية نتيجة لانقطاع تدفق الدم إلى القلب أو أحد أجزائه، مما يتسبب بنقص في كمية الأكسجين الواصلة إلى خلايا وأنسجة القلب، وهو ما يؤدي إلى موتها وتوقف عضلة القلب عن العمل بشكل فعال. [1،2،4]

وغالباً ما يحدث هذا الانقطاع في تدفق الدم نتيجة لانسداد في الشرايين الرئيسية أو الفرعية المغذية لعضلة القلب، وذلك بسبب وجود خثرة دموية بداخله أو بسبب حدوث تقلص وتضيق في الشريان نفسه. [1،3]

كما من الممكن أن تحدث النوبة القلبية نتيجة لنقص الأكسجين في الدم أو تمزق الأوعية الدموية. [1،2]

اقرأ أيضاً: كيفية تمييز أعراض الجلطة القلبية

وفيما يلي نذكر أسباب الجلطة القلبية المختلفة:

أسباب الجلطة القلبية الشائعة

تتضمن أسباب الجلطة القلبية الشائعة ما يلي:

  • أمراض القلب التاجية من أسباب الجلطة القلبية

تعد أمراض القلب التاجية أحد أهم أسباب جلطة القلب، والتي تحدث نتيجة لتراكم الدهون ومكونات الدم في شرايين القلب التاجية، والتي عند انفصالها تزيد من احتمالية تكون الجلطات الدموية مسببة بانسدادها. [1،4]

ففي حال لم يتم تذويب هذه الجلطة بسرعة وكان الانسداد شديداً وتسبب بتضرر أنسجة القلب عندها سيصاب المريض بالجلطة القلبية. لكن، يجب التنويه إلى أنه وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث انسداد في هذه الشرايين لوقت قصير ومن ثم تذوب الجلطة الدموية دون إحداث أي ضرر بأنسجة القلب. [3]

  • تشنجات الشرايين التاجية من أسباب الجلطة القلبية

من الممكن أن يكون سبب الجلطة القلبية حدوث انقباض لاإرادي ومفاجئ في عضلات الشريان التاجي، حيث أن استمرار هذا الانقباض والتشنج يمكن أن يتسبب بنقص التروية الدموية للقلب، مما يؤدي إلى حدوث تلف وموت لأنسجة القلب، أحد أسباب الجلطة القلبية المفاجئة. [1،3]

  • الحزن من أسباب الجلطة القلبية

كثيرًا ما نسمع بحدوث جلطة قلبية لأحد الأفراد بعد تعرضه لنوبة حزن أو صدمة عاطفية شديدة، وهذا الأمر صحيح، حيث أن من أسباب الجلطة القلبية المحتملة الإصابة بمتلازمة القلب المكسور، حيث يحدث قصور مفاجئ وشديد في وظائف القلب نتيجة التعرض لصدمة عاطفية شديدة، الأمر الذي يمكن أن يسبب بضرر في عضلة القلب. [3]

كما من الممكن أن تعد متلازمة القلب المكسور من أسباب حدوث جلطة القلب بعد ممارسة الرياضة. [3]

اقرأ أيضًا: هل سمعت مسبقاً عن متلازمة القلب المكسور؟

  • اضطرابات تخثر الدم من أسباب الجلطة القلبية

من أسباب الجلطة القلبية المحتملة إصابة الفرد بأحد اضطرابات تخثر الدم والتي تتسبب بزيادة معدل تخثره بشكل غير طبيعي، ومنها نقص العامل الخامس لايدن. [3]

حيث يمكن أن تتسبب هذه الاضطرابات بحدوث جلطة قلبية دون الإصابة بأمراض القلب التاجية أو تصلب الشرايين. [3]

اقرا ايضاً :

أسئلة وأجوبة حول قسطرة القلب

أسباب الجلطة القلبية الأخرى

يمكن أن يكون سبب النوبة القلبية أيضاً أحد التالي:

  • الإدمان على المخدرات من أسباب الجلطة القلبية

يمكن أن يتسبب الإدمان على الكوكايين والأمفيتامينات بحدوث تضيق في الشرايين التاجية، مما يقلل من إمداد القلب بالدم وحدوث النوبة القلبية نتيجة لذلك. [2،4]

  • نقص الأكسجين في الدم من أسباب الجلطة القلبية

لا تتضمن أسباب الجلطة القلبية نقص إمداد القلب بالدم، فمن الممكن أن تحدث بالرغم من وجود تروية دموية جيدة للقلب، حيث يكون هناك نقص في كمية الأكسجين الواصلة إلى القلب عبر الدم، الأمر الذي يتسبب بتضرر وموت أنسجة القلب. [2،4]

ويمكن أن يحدث نقص الأكسجين في الدم نتيجة للإصابة بأمراض الرئة أو التسمم بأول أكسيد الكربون. [2،4]

  • أمراض القلب من أسباب الجلطة القلبية

يمكن أن يكون سبب إصابة الفرد بالنوبة القلبية هو وجود لديه أحد أمراض القلب، ومنها الرجفان الأذيني واعتلال عضلة القلب التوسعي، أو تركيب له صمام اصطناعي، حيث أن ذلك يمكن أن يزيد من فرصة تكون جلطة دموية داخل القلب والتي يمكن أن تخرج منه وتصل إلى الشريان التاجي مسببة انقطاع تدفق الدم لعضلة القلب. [3]

اقرأ أيضاً: ما بعد الجلطة القلبية

عوامل خطر الإصابة بالجلطة القلبية

بالإضافة إلى أسباب الجلطة القلبية المذكورة سابقاً، يوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطة القلبية، والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين:

  • عوامل خطر الإصابة المتحكم بها

وتتضمن:

    • السمنة، وخاصة تلك التي تحدث في منطقة البطن والخصر.
    • الخمول وعدم ممارسة الرياضة.
    • التدخين.
    • الإفراط بتناول الكحول.
    • الالتزام بنظام غذائي يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون، والصوديوم، والسكريات.
    • الإجهاد الشديد والمستمر.
    • اضطراب دهنيات الدم، ويتضمن ذلك ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • مرض السكري ومقدمات السكري. [1,2,3]
  • عوامل خطر الإصابة غير المتحكم بها

وتتضمن:

    • الوراثة والتاريخ العائلي.
    • تقدم العمر، وهذا ما يفسر حدوث الجلطة القلبية بمعدلات أكبر لدى كبار السن.
    • الجنس، حيث تحدث الجلطة القلبية بمعدل أعلى لدى الذكور.
    • أمراض الكلى المزمنة.
    • مرض السكري من النوع الأول.
    • تخطي سن اليأس أو قيام المرأة باستئصال المبيض. [2،3]

يحدث بين فترة وفترة ألم في القلب مثل الوخز، ولا أستطيع التحرك وإذا تحركت يزداد الألم ولا أستطيع التنفس لعدة دقائق وبعدها يرجع طبيعي وهكذا معي من سنتين، ما الحل؟

نهاية، تتعدد أسباب الجلطة القلبية، وأكثرها شيوعاً هي الإصابة بأمراض القلب التاجية. كما أن هناك عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطة القلب، جزء كبير منها يمكن التحكم به والجزء الآخر لا يمكن التحكم به. يمكن أن تساهم معرفة أسباب النوبة القلبية وعوامل خطر الإصابة بها بالتقليل من احتمالية إصابة الفرد بها.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب النوبات القلبية في فصل الشتاء؟