تعد أمراض الأسنان من المشاكل الصحية التي  يعاني منها الكثيرون، تشير بعض الإحصاءات أن قرابة 3.5 مليار نسمة عالميًا يعانون من أمراض الفم، إلا أنه قلما كانت مشاكل الأسنان الصحية مؤثرة بدرجة كبيرة على الحالة الصحية العامة أو نوعية الحياة.

عند الذهاب لطبيب الأسنان بحثاً عن علاج للألم أو التهابات اللثة أو أي من الشكاوى المتعلقة بأمراض الأسنان، لا يتوقع المريض عادة أن مثل هذه الشكوى قد تكون عرضًا لمرض أو مشكلة أكبر وأخطر.

ينصح أطباء الأسنان بالعناية الجيدة بصحة الفم والأسنان، والزيارة الدورية للطبيب، وذلك لتجنب أمراض الأسنان المختلفة ومضاعفاتها بالإضافة إلى تأثيرها المحتمل على صحة المريض والتي قد تؤدي لمشاكل صحية خطيرة قد تصل أحيانًا للوفاة.

نستعرض معاً في هذا المقال بعض أمراض الأسنان الخطيرة.

خراج الأسنان

يعد  خراج الأسنان (بالإنجليزية: Dental abscess)  أحد المشكلات الصحية الخطيرة التي يصادفها أطباء الأسنان في عملهم، وتكمن خطورة خراج الأسنان في خطورة العدوى الناتجة عنه في حال عدم علاجه بصورة كاملة والتي تسبب زيادة الأعراض، وتحدث مضاعفات خطيرة من الممكن أن تكون مهددة للحياة.

ولذلك يؤكد أطباء الأسنان على ضرورة زيارة الطبيب فورًا في حال الشعور بأعراض الخراج، وهي على سبيل المثال:

  • خفقان في الأسنان (بالإنجليزية: Throbbing Toothache).
  • حمى (بالإنجليزية: Fever).
  • تورم الوجه أو الخد.
  • تورم الغدد الليمفاوية تحت الفك.
  • اندفاع مفاجئ لسوائل مالحة ورائحة كريهة في الفم في حالة انفجار الخراج. [1]

مضاعفات خراج الأسنان

يمكن لخراج الأسنان التسبب في كثير من المضاعفات أو الوفاة في الحالات الشديدة، ومن أهم المضاعفات التي قد تسببها: [1]

  • فقدان الأسنان: قد يضطر طبيب الأسنان لخلع السن المتأثر، وعادة ما يلجأ الأطباء لذلك الحل في حالات الخراج المتكرر أو في حال كانت السنة متأثرة أو مدمرة بشكل شديد.
  • التهابات الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis): تشمل أعراض التهاب الجيوب الأنفية وجود إفرازات خضراء أو صفراء من الأنف، انسداد الأنف، صداع الجيوب الأنفية، ورائحة الفم الكريهة.
  • التهاب العظم والنقي (بالإنجليزية: Osteomyelitis): يحدث بسبب انتشار البكتيريا الموجودة بالخراج، ويمكن أن تصيب العدوى أي عظام في الجسم بمجرد انتشارها عن طريق الدم، وتشمل أعراض التهاب العظم والنقي الحمى، الغثيان، وآلام شديدة في العظام المصابة.
  • تجلط الجيوب الكهفية (بالإنجليزية: Cavernous Sinus Thrombosis): أحد المضاعفات شديدة الخطورة والتي قد تؤدي للوفاة.
  • الجيوب الكهفية هي عبارة عن مساحة مجوفة تحت الدماغ، وتحدث الجلطة الدموية بسبب التهاب في الوجه أو الجمجمة ينتشر إلى الجيوب الكهفية.
  • ذبحة لودفيج (بالإنجليزية: Ludwig’s Angina): نوع من العدوى يصيب الجلد ويحدث في قاع الفم، وهي عدوى قد تهدد الحياة، وتؤدي إلى صعوبة في التنفس بسبب انسداد مجرى الهواء في الحالات الشديدة، تشمل الأعراض التورم والألم عند تحريك اللسان والحمى وصعوبة البلع أو التنفس.

علاج خراج الأسنان

يمكن لأطباء الأسنان التعامل مع حالات الخراج والعدوى البكتيرية في الأسنان بعدة طرق، منها: [1]

  • فتح وتصفية الخراج عن طريق عمل فتحة صغيرة تسمح للصديد بالخروج، ثم غسل المنطقة بمحلول ملحي.
  • علاج قناة الجذر (بالإنجليزية: Root Canal Therapy): يلجأ الأطباء لهذه الطريقة آملين في الحفاظ على السن والتخلص من العدوى، عن طريق استخدام مثقاب لإزالة اللب المصاب وتصريف الخراج. عادة ما يتبع علاج قناة الجذر استخدام تاج للأسنان (بالإنجليزية: Dental Crown) لجعل الأسنان المعالجة أقوى.
  • خلع الأسنان: يلجأ إليه أطباء الأسنان كحل أخير، في حال عدم إمكانية الحفاظ على السن عن طريق علاج قناة الجذر أو الطرق الأخرى، يقوم الطبيب بخلع السن وتفريغ الخراج.
  • العلاج الدوائي: قد لا يصف طبيب الأسنان المضادات الحيوية في حال اقتصرت العدوى على منطقة الخراج فقط، على الأرجح سيصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كانت العدوى قد وصلت بالفعل إلى الأسنان القريبة أو الفك أو أجزاء أخرى من الفم بغرض منع العدوى من الانتشار أكثر.

الوقاية من خراج الأسنان

يمكن الوقاية من خراج الأسنان ومشاكل الأسنان الأخرى عن طريق الحفاظ على صحة الفم وزيارة طبيب الأسنان بانتظام، كما تعتبر الالتهابات في الفم حالة طارئة لأنها تتطلب رعاية فورية قبل أن تتفاقم وتسبب مضاعفات أو تهدد الحياة. [1]

اقرأ أيضاً: كيف يمكن علاج خراج الأسنان؟ 

التهاب دواعم السن

يعتبر التهاب دواعم السن (بالإنجليزية: Periodontitis) أحد مشكلات الأسنان الشائعة والتي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير، وهي عدوى خطيرة في اللثة تنتج عادة نتيجة لسوء نظافة الفم تتسبب في تلف الأنسجة الرخوة، يمكن أن تدمر العظام التي تدعم الأسنان، كما يمكن أن يتسبب التهاب دواعم السن في ارتخاء الأسنان أو فقدانها في حال عدم علاها بشكل مناسب.

يمكن أن يؤدي تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا على الأقل واستخدام الخيط يوميًا وإجراء فحوصات الأسنان المنتظمة إلى تحسين فرص العلاج الناجح لالتهاب دواعم السن، كما يمكن أن يقلل من فرص الإصابة به. [2][3]

اعراض التهاب دواعم السن

أهم أعراض التهاب دواعم السن: [3]

  • تورم اللثة أو انتفاخها.
  • تحول لون اللثة إلى اللون الأحمر الزاهي أو الداكن، أو الأرجواني.
  • الشعور بألم عند لمس اللثة.
  • النزف بسهولة من اللثة.
  • تلون فرشاة أسنان بلون وردي بعد تنظيف اللثة.
  • بصق الدم عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو بالخيط.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • صديد بين الأسنان و اللثة.
  • عدم ثبات أو فقدان الأسنان.
  • الشعور بالألم أثناء المضغ.
  • ظهور مساحات جديدة تتطور بين الأسنان، أو انحسار اللثة عن الأسنان. 

مضاعفات التهاب دواعم السن

أشهر مضاعفات التهاب دواعم السن:

  • فقدان الأسنان.
  • الإصابة بخراجات الأسنان.
  • انكشاف جذور الأسنان.
  • زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل، وولادة طفل قليل الوزن.
    • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والأمراض التنفسية، ومرض السكري. [3]

السن الأمامي تم حشوته لأربع مرات حيث أصبحت الحشوة أكثر من نصف السن والآن تم تفيت جزءاً صغيراً من الحشوة بالجزء السفلي من شكل السن نص عمودي بدونها والحشوة نظيفة السن غير متسوس

تسوس الأسنان

يعد تسوس الأسنان أحد المشاكل الطبية الشائعة التي تصيب الكبار والصغار، يحدث تسوس الأسنان كنتيجة لتكون ترسبات الطعام والبكتيريا التي تلتصق على الأسنان، وتنتج السموم التي تكسر الطبقة الخارجية للسن (المينا). [2]

بالإضافة إلى السكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل، والأشربة، وعصائر الفاكهة الموجودة في الأطعمة والمشروبات إلى أحماض، والتي بدورها تدمر السن بمرور الوقت. يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من السكريات، وعدم نيل الأسنان كفايتها من الفلورايد، وعدم إزالة الترسبات عن طريق تنظيف الأسنان إلى تسوس الأسنان والألم، وفي بعض الأحيان إلى فقدان الأسنان والعدوى. [4]

اقرأ أيضاً: الوقاية من تسوس أسنان الأطفال

سرطان الفم

يشمل سرطان الفم سرطانات الشفة وأجزاء أخرى من الفم والبلعوم، ويحتل المرتبة الثالثة عشرة بين أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في جميع أنحاء العالم. يشيع سرطان الفم بصورة أكبر بين الرجال وكبار السن، وهو أكثر فتكًا عند الرجال مقارنة بالنساء ويختلف بشدة حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

يعد استخدام التبغ والكحول وجوز الأريكا (كويد التنبول) من بين الأسباب الرئيسية لسرطان الفم. في أمريكا الشمالية وأوروبا، وتعد عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papilloma Virus) مسؤولة عن نسبة متزايدة من سرطانات الفم بين الشباب.[4]

إصابات الفم والأسنان

تشير أحدث التقديرات إلى إصابة مليار شخص، مع معدل انتشار حوالي 20٪ للأطفال حتى سن 12 عامًا. يمكن أن تحدث إصابة الفم والأسنان بسبب عوامل فموية مثل عدم محاذاة الأسنان، وعوامل بيئية (مثل الملاعب غير الآمنة، السلوك الذي ينطوي على مخاطر، وحوادث الطرق والعنف).

يعتبر علاج إصابات الفم والأسنان في أحيان كثيرة مكلفًا وطويل الأمد، ويمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الأسنان، مما يؤدي إلى مضاعفات في الوجه والنمو النفسي ونوعية الحياة.

الشفة الأرنبية والحنك المشقوق

يعتبر الاستعداد الوراثي سبباً رئيسياً للشفة الأرنبية والحنك المشقوق (بالإنجليزية: Cleft Lip and Palate)، إلا أن سوء تغذية الأمهات واستهلاك التبغ والكحول والسمنة أثناء الحمل يلعبون دورًا أيضًا.

يتراوح معدل انتشار حالات الشفة الأرنبية والحنك المشقوق عالمياً بين 1 لكل 1000-1500 ولادة، مع تباين كبير في الدراسات التي تم اجراؤها ومجموعات السكان المختلفة، مع معدل مرتفع للوفيات بين حديثي الولادة في المجتمعات منخفضة الدخل، لكن إذا تم علاج الشفة الأرنبية والحنك المشقوق بشكل صحيح عن طريق الجراحة، فمن الممكن الحصول على إعادة التأهيل الكامل. [4]

اقرأ أيضاً: ما هي الاضطرابات المتعلقة بالشفة الأرنبية والحنك المشقوق؟

الوقاية خير من العلاج، حكمة ذهبية قد تقي متبعها التعرض لكثير من المشكلات الصحية ومن ضمنها مشاكل الأسنان، من المهم الحفاظ على صحة الأسنان وعدم فقدانها، مما يجعل المضغ والتحدث أسهل ويقي من سوء التغذية وعدم الراحة من أطقم الأسنان أو الأسنان المفقودة، وذلك يعني أيضًا الحاجة إلى الوقاية من مشاكل الأسنان.

اقرا ايضاً :

علاقة صحة الاسنان واللثة بأمراض القلب