مع التطور الذي نشهده أصبحت الأجهزة الإلكترونية لا تفارقنا، وحتى أطفالنا أصبحوا يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز أو ممارسة الألعاب الإلكترونية، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، ويزيد فرص إصابتهم بمتلازمة الشاشات الإلكترونية.
فما هي هذه المتلازمة؟ وما أعراضها؟ وما دور الأهل في علاج متلازمة الشاشات الإلكترونية؟ تعرف على الإجابة وأكثر في هذا المقال.
محتويات المقال
ما هي متلازمة الشاشات الإلكترونية؟
متلازمة الشاشات الإلكترونية (بالإنجليزية: Electronic Screen Syndrome) هي حالةٌ تحدث بسبب قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات الإلكترونية، حيث إنّ هذا يُحفّز الجهاز العصبي بشكلٍ زائد، مما يُؤثر على السلوك والمزاج والتركيز، كما قد تظهر أعراضٌ جسدية مثل تشوش الرؤية وألم الرقبة، وربما يُصاب الشخص بالإدمان أحيانًا. [1][5]
عادةً ما تُصيب المتلازمة الأطفال الصغار والمراهقين؛ لأنهم يقضون ساعاتٍ طويلة في مشاهدة التلفاز أو اللعب على الإنترنت، فعلى سبيل المثال يُقدر أن الأطفال في عمر 2- 6 سنوات يقضون ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا أمام شاشات التلفاز والأجهزة الإلكترونية. [1]
اقرأ أيضًا: إدمان الإنترنت والشاشات الإلكترونية، كيف يمكن علاجه؟
أعراض متلازمة الشاشات الإلكترونية
تُعد متلازمة الشاشات الإلكترونية مفهومًا جديدًا نسبيًا، وهذا يعني أن أعراضها وعلاماتها قيد الدراسة، لكن بشكلٍ عام فإنها تُؤثر على المزاج والسلوك والقدرة على التواصل مع الآخرين، حيث يشكو الطفل من الأعراض الآتية: [1][2]
- تقلباتٍ مزاجية مستمرة أو مفاجئة.
- نوبات غضب شديدة ومفرطة.
- سرعة الانفعال والتصرف بتهور دون تفكيرٍ بالعواقب.
- تراجع الأداء الدراسي، خاصةً أنه يُصاب بصعوبة التركيز وضعف الذاكرة.
- إهمال الواجبات المنزلية.
- الأرق واضطرابات النوم، مثل النوم المتقطع.
- صعوبات التعلم.
- القلق والتوتر.
- الاكتئاب.
بالإضافة إلى الاعراض السابقة، تُؤثر متلازمة الشاشات الإلكترونية على نمو وتطور الطفل كالآتي: [2]
- يُؤثر الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات على نمو دماغه وتطوّر مهارات التواصل لديه، خاصةً أنّه لا يقضي وقتًا كافيًا مع عائلته، ولا يلعب مع أقرانه بشكلٍ طبيعي.
- يُمكن أن تظهر علامات شبيهة بمرض التوحّد؛ حيث قد يتجنب الطفل التواصل مع الآخرين، لكن تكون هذه الأعراض مؤقتة وتختفي عند منعه من استخدام هذه الأجهزة.
- يكرر الطفل بعض الكلمات والجمل التي يسمعها أثناء استخدام هذه الأجهزة، لكن دون أن يدرك معناها.
اقرأ أيضًا: مخاطر الأجهزة التكنولوجية على صحة الأطفال وتأثيرها.
أسباب وعوامل خطر متلازمة الشاشات الإلكترونية
تحدث متلازمة الشاشات الإلكترونية بسبب التحفيز المفرط للجهاز العصبي، فمشاهدة التلفاز تؤثر على عقولنا بطريقة مشابهة للقهوة، فكما أننا نشعر بالإرهاق والتوتر الشديد عندما نتناول كمياتٍ كبيرة من القهوة، فإن جهازنا العصبي يُصاب بالإرهاق ونشعر بالقلق عندما نقضي وقتًا طويلًا في مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية. [1][3]
ويُعتقد أن العوامل الآتية تزيد من فرص الإصابة بمتلازمة الشاشات الإلكترونية: [1][3]
- الجنس، حيث يكون الذكور أكثر عرضة للإصابة بها.
- العمر، كلما كان العمر أصغر كانت فرص الإصابة بها أعلى.
- وجود ميل أو استعداد للإدمان.
- الإصابة بالتوحد.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الإصابة باضطرابات نفسية، أو عصبية أو سلوكية.
- الربو.
التحسّس لبعض أنواع الطعام.
لكن يُمكن أن يُصاب أي شخصٍ بمتلازمة الشاشات الإلكترونية، بغض النظر عن وجود العوامل السابقة. [3]
اقرأ أيضًا: أضرار استخدام الأطفال للشاشات الرقمية وطرق تجنبها.
علاج متلازمة الشاشات الإلكترونية
تتحسّن أعراض متلازمة الشاشات الإلكترونية وقد تختفي تمامًا عند التوقف عن استخدام جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية، وذلك لمدة تتراوح بين 3- 4 أسابيع، لكن قد تحتاج الحالات الشديدة مدةً أطول، كما يُمكن أن تظهر الأعراض مرة أخرى إذا قضى الطفل وقتًا طويلًا في استخدام الأجهزة الإلكترونية. [3]
وتستدعي الحالات الشديدة مراجعة أخصائي نفسي عند الإصابة بإدمان الشاشات الإلكترونية، والذي يلجأ عادةً للطرق الآتية: [4]
- العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive-Behavioral Therapy):
خلال هذا العلاج يُحدد الأخصائي الأفكار والسلوكيات المرتبطة بإدمان الشاشات الإلكترونية، ويُعلّم المريض كيف يُغيرها ويكتسب عاداتٍ إيجابية.
- العلاج الأسري (بالإنجليزية: Family Therapy):
يُسبب إدمان الشاشات الإلكترونية مشكلاتٍ أسرية، وللتغلب على هذه المشكلات يُوضح الأخصائي طبيعة هذه المشكلة للأهل، ويُعلمهم الخطوات الصحيحة للتعامل معها.
- العلاج الجماعي (بالإنجليزية: Group Therapy):
خلال جلسات هذا العلاج يستفيد المصاب من نصائح أشخاصٍ آخرين مروا بالتجربة ذاته، مما يشجعه على تقبل حالته واتخاذ الخطوات اللازمة للتخلص منها.
نصائح للتعامل مع متلازمة الشاشات الإلكترونية
نظرًا لأن التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكلٍ مفاجئ وتام قد يكون صعبًا، ننصح باتباع النصائح الآتية لتقليل استخدامها تدريجيًا: [4]
- عدم إعطاء الطفل هاتفًا أو جهازًا لوحيًا خاصًا به.
- منع استخدام أجهزة الكمبيوتر أو التلفاز أثناء تناول الطعام أو قبل إنهاء الواجبات المنزلية، ويجب أن يلتزم جميع أفراد الأسرة بهذه القاعدة.
- منع استخدامها قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم.
- تحديد الوقت المسموح لاستخدامها بشكلٍ واضح وصارم، ويجب أن ينتبه الوالدان أيضًا إلى الوقت الذي يقضيانه أمام شاشة التلفاز أو الأجهزة الذكية الأخرى.
- استخدام التطبيقات التي تُحدد وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حيث يُمكن ضبطها بطريقة تمنع استخدام الهاتف لأكثر من ساعتين مثلًا.
- المشاركة في أنشطة ممتعة مع الطفل، مثل حل الألغاز والخروج في نزهة.
- تشجيعه على اللعب في الخارج مع أقرانه.
- مراقبة الألعاب والمحتوى الذي يُشاهده الطفل، وتشجيعه على استخدام هذه الأجهزة بشكلٍ هادف.
يجب أن يدرك الأهل أن الخطر الذي تشكله هذه الأجهزة الإلكترونية على الطفل، خاصةً خلال سنواته الأولى، حيث يكون بحاجة للعب والحركة، والتحدث مع أقرانه والآخرين وجهًا لوجه؛ فهذا ضروري لبناء مهارات التواصل لديه، وقضاء الكثير من الوقت أمام هذه الأجهزة يمنعه من تطوير مهاراته. [1]
اقرأ أيضًا: نصائح قبل استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية.
نصيحة الطبي
تحدث متلازمة الشاشات الإلكترونية عند قضاء وقتٍ طويلٍ في مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الذكية، وتسبب أعراضًا مثل سرعة الانفعال، والاكتئاب، والقلق والأرق، وعادةً يُمكن علاجها بالتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية، والمشاركة في أنشطة أخرى ممتعة، مثل الخروج في نزهة، لكن تستدعي الحالات الشديدة استشارة طبيبٍ نفسي.
يُمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ ليُساعدك الطبيب على التعامل مع متلازمة الشاشات الإلكترونية أو الإدمان عليها.
تصاب النساء باضطرابات الاكل النفسية مثل فقدان الشهية والشره العصبي بنسبة اكبر من الرجال ولا تستثنى منه الاميرات فديانا اميرة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :